أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

عراقيون يتهكمون على لغو همام حمودي عن “تحرير البلاد”

الدكتور رافع الفلاحي: من السخرية أن الأجراء ممن نصبتهم واشنطن وطهران لحكم العراق، مازالوا يحاولون تزوير التاريخ.

بغداد- الرافدين
سخر عراقيون من مزاعم صلفة أطلقها رئيس المجلس الاعلى همام حمودي، بقوله “إن الدماء العراقية هي التي حررت البلد من النظام السابق وليس الولايات المتحدة الأمريكية”.
ووصف عراقيون كلام حمودي بمن يصدر من “معمم لا يشعر بالخجل” وأنه مجرد لغو من مجلس يمقته العراقيون ويطلقون على قياداته بـ “الذيول”.
وشددوا على أن الذاكرة لم تغب بعد وأن السنوات ليس بعيدة، كي ينسى حمودي بانه بفضل الاحتلال الأمريكي للعراق وصل إلى الذي وصل إليه في مراتب عليا ضمن “لصوص الدولة”.
وزعم حمودي في كلمة خلال إحياء تأسيس المجلس من قبل المخابرات الإيرانية قبل 41 سنة، إن “النظام السياسي الجديد لم يأت على ظهر دبابة، بل وجد بمعاناة ودماء غزيرة وتضحيات جسيمة وجهد عظيم استغرق سنوات طويلة وأحداث كبيرة”.
يذكر ان المجلس الذي تأسس في إيران بتعليميات من المرشد الإيراني آنذاك الخميني، أشرفت عليه المخابرات الإيرانية وكان يهدف للأضرار بالعراق وبعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية.
ولعب المجلس دولارا في المشروع الإيراني الهادف إلى تصدير “الثورة ” إلى العراق.
وعد مراقبون سياسيون كلام حمودي، ضمن اللغو المتصاعد بعد فشل العملية السياسية التي أدارتها الأحزاب الطائفية بما فيها المجلس الذي يرأسه حمودي نفسه.
وقالوا “أن حمودي وما بقي من المجلس أدركوا هزالة تأثيرهم على المجتمع العراقي، وصاروا يبحثون عن دور.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور رافع الفلاحي “لعل من السخرية ان الأجراء ممن نصبتهم واشنطن وطهران لحكم العراق بعد الاحتلال عام 2003، مازالوا يحاولون تزوير التاريخ ويعتقدون ان الشعب العراقي مغيب أو بذاكرة مثقوبة ولا يعرف ماذا جرى خلال العشرين سنة الماضية وكيف جرى”.
ووصف الفلاحي ادعاء رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي، بأنهم كانوا مجاهدين ومضحين وأنهم من أسقطوا النظام السابق وانهم بالتالي قد حكموا العراق بجدارة، وهو كلام يدل على أنه كذاب أشر، وفاقد للأهلية لأنه لا يدرك بأن كذبه هذا مفضوح بكل احداث الغزو الأمريكي للعراق والتي كان شعب العراق وكل شعوب الأرض شاهد عليها.
وأضاف “ان النظام الذي يحكمون من خلاله والذي اطلقت عليه تسمية العملية السياسية، هو من تصميم المحتل الأمريكي بدأ من تطبيقه الأول الذي أقامه الحاكم الأمريكي للعراق سيء الصيت بول بريمر والذي اطلق عليه تسمية مجلس الحكم، وغير ذلك فأن تفاصيل مؤتمر ما كان يعرف بالمعارضة العراقية في لندن عام 2002، تثبت كذب من يدعون انهم قد جاهدوا وانهم يحكمون العراق باستحقاق وطني، وان كل اطراف العملية السياسية ومنهم من يتزعمهم حمودي، لم يحترموا يوما إرادة العراقيين وانهم مجموعة من مرتزقة ومزورين وان شرعية الانتخابات التي يدعونها، هي مجرد كذبة يفضحها التزوير ومقاطعة الشعب للتصويت”.
ويعد المجلس أحد أبرز القوى والتي اعتمدتها إيران في الحرب العراقية الإيرانية، وفي معارضة النظام العراقي السابق، وبعد تأسيسه عام 1981 داخل إيران، وبتوجيه مباشر من الخميني، ضعف دور الأحزاب الأخرى لصالحه.
وترأس المجلس في بداية الأمر محمود شاهرودي، ثم أصبح الناطق الرسمي باسمه محمد باقر الحكيم رئيسا، في حين ركز شاهرودي اهتمامه على التدرج في الوظائف الكبرى بإيران، حيث تولى رئاسة القضاء ثم تشخيص مصلحة النظام.
وكان عبد العزيز الحكيم الذي ترأس المجلس بعد مقتل شقيقه محمد باقر بعد أسابيع من الاحتلال الأمريكي، متحمسا لإيران، حتى أنه دعا العراق إلى تعويض إيران عن خسائر الحرب (1980-1988)، وكانت تلك الكلمة إشارة إلى ولاء المجلس الأعمى لإيران.
وبعد وفاة عبد العزيز في إحدى مستشفيات طهران، ترأس ابنه عمار المجلس، لكنه سرعان ما أنفرط عقده في التنافس على الحصص بين معممي المجلس وعناصره.
ولعب المجلس دورا رئيسيا في الانتخابات الأولى مع مكتب السيستاني حيث ساهم في تشكيل الكيان الطائفي، الذي عُرف بالتحالف الوطني، وكان كيانا طائفيا وبادرة للمحاصصة على أساس طائفي. وعلى إثرها حصل المجلس على حقائب وزارية، منها الداخلية والمالية والنفط، في فترات متعاقبة، وحصل على مناصب عليا في المحافظات بين محافظ ورئيس مجلس محافظة.
عقب ذلك مات الرئيس الثاني للمجلس عبد العزيز الحكيم. ومع أنه طالب بتعويض إيران عن خسائر الحرب، وهو مسؤول عن تفجيرات ضد الجيش العراقي منذ كان رئيسا للتنظيم داخل المجلس، لقب أتباع عبد العزيز الحكيم “بعزيز العراق”، غير أن الإخفاق السياسي والفساد المالي اللذين مني بهما المجلس جعلا هذا اللقب محل تندّر بين العراقيين.
ما إن تولى عمار الحكيم نجل عبد العزيز رئاسة المجلس حتى دبت الانشقاقات فيه، وذلك لتحول فيلق بدر إلى ميليشيا والجناح العسكري للمجلس إلى تنظيم سياسي، وقد أبقت هذه الميليشيا على قواتها.
وخرج المجلس أمثلة ممقوتة بين العراقيين ومنهم باقر جبر صولاغ الذي ترأس وزارة الداخلية وفتح السجون السرية لتعذيب العراقيين بدوافع طائفية.
وقدم المجلس نماذج طائفية أثارت الكراهية بين طبقات المجتمع العراقي، ومن أبرزهم المعمم جلال الصغير، الذي يلقب بين العراقيين بـ “لص المقابر” بعد أن استولى على جامع براثا في بغداد وهدم المقبرة الملاصقة للجامع والتي دفن فيها شخصيات عراقية معروفة، وحولها الى مشروع تجاري.
وحتى الشخصيات السياسية التي خرّجها المجلس، كانت تعبر عن الفشل والفساد والعمالة إلى إيران بامتياز، ومن أبرزها عادل عبد المهدي الذي ترأس الحكومة ومارس عملية قمعية ضد نشطاء ثورة تشرين قتل فيها المئات من الشباب المحتج ضد فساد الأحزاب الحاكمة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى