أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

مقتدى الصدر يتطفل على التفسير القرآني بلا معرفة وفطنة وتقوى

هيئة علماء المسلمين في العراق: أهل الجهل يظنون أن توظيف بعض النص القرآني يدعم أفكارهم الباطلة من خلال بتر السياق والتلبيس والتدليس في النصوص الشرعية.

عمان- الرافدين

تطفّل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على قواعد تفسير النص القرآني في مسعى يغفل ضوابط فهم النص القرآني والعلوم الشرعية المرتبطة به.
ويفتقر الصدر إلى الفطنة والتقوى والمعرفة فحاول تعويض ذلك بالطموح السياسي والفساد. وفشل الصدر في استثمار نجاح كتلته في الانتخابات البرلمانية، كما فشل في تغيير الوضع لصالحه بعد الانسحاب من العملية السياسية.
ولا يستطيع الصدر التخلص من ضغينته الطائفية برغم كل المزاعم التي يتذرع بها، إذا سبق وان مس أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) في جلسة مصورة جمعته مع رئيس المجلس الإسلامي عبد العزيز الحكيم.
وحاول الصدر الإيحاء بالمعرفة عبر التطفل على الأمور الشرعية غير المؤهل لولوجها لا معرفة ولا دراية ولا دراسة.
وأكّد القسم العلمي في هيئة علماء المسلمين في العراق أن مقتدى الصدر لا يمتلك الأدوات العلمية الضرورية، ويجهل قواعد التفسير الأساسية، ولا يعي طرق الاستنباط والتنزيل، ويغفل عن ضوابط فهم النص القرآني والعلوم الشرعية المرتبطة به.
وقال القسم في بيان تحت عنوان “تعامل أهل الهوى مع السياق القرآني ـ آية التطهير إنموذجًا” إن مقتدى الصدر بعد أن فشل في محاولاته السياسة الأخيرة، واختياره طريق الاعتزال السياسي “المؤقت”؛ يحاول أن يثبت بطريقة أو بأخرى أنه ترك السياسة وبدأ ينشغل بالأمور الشرعية على الرغم من الغموض في تفسير اعتزاله وهل هو شرعي أو سياسي؛ وإذا به يكشف في أول منشور له في هذا الصدد عن جهل عميق بقواعد الفهم الشرعي الأولية، ويفصح عن طائفية ممجوجة؛ حيث تناول موضوع تفسير آية التطهير الواردة في الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب، الدالة على الثناء على آل بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومنهم أزواجه أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن جميعًا- محاولًا إخراجهن من دلالة الآية بزعمه.
وبيّن القسم العلمي أن هناك عدة دوافع لما نشره الصدر- فضلًا عن البعد الطائفي المؤسف فيها- ومنها: محاولة ترميم سمعته وتياره في الشارع العراقي بعد ما جرى في الأسبوع الماضي؛ من خلال استدرار العواطف الشعبية بخطاب طائفي اعتادت على استخدامه لهذه الأغراض أحزاب السلطة في العراق المحتل.
وسلّط القسم العلمي في هيئة علماء المسلمين في العراق الضوء على الحقائق العلمية التي تتعلق بالموضوع المطروح؛ مبينًا أن أهل الجهل والهوى يظنون أن توظيف بعض النص القرآني يدعم أفكارهم الباطلة من خلال بتر السياق والتلبيس والتدليس في النصوص الشرعية، وقد سلكوا هذا الأمر مع آية التطهير في سورة الأحزاب، في قوله تعالى: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)﴾.
وأكّد القسم أن سياق الآية الثالثة والثلاثين وما سبقها دالان دلالة قاطعة على الثناء على أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين؛ حيث بدأت الآية الكريمة بالأمر من الله تعالى بالقرار لهن بالبيوت وعدم التبرج وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ثم أتبعت هذه التكاليف بالجزاء وهو التطهير وذهاب الرجس وقد توسطت آية التطهير ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)) بين قوله -جل وعلا-: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ…)) وبين قوله: ((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)) في الآية التي تليها.
وأفاد القسم العلمي بأن مفهوم “أهل البيت” في الاستعمال القرآني يشمل الزوجات كما قال تعالى عن سارَّة زوج إبراهيم -عليه السلام-: ((قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ)) [هود: 73] وقال أيضًا عن امرأة العزيز: ((قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [يوسف: 25] وقال عن موسى -عليه السلام:- ((فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا)) [القصص: 29] إلى غير ذلك من الآيات الواضحات.
ولفت القسم إلى أن ورود التذكير في قوله تعالى: ((عنكم)) فهو باعتبار لفظ كلمة ((أهل)) وهو مثل قوله تعالى عن أهل موسى -عليه السلام-: ((فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا)) [طه: 10]، ولم يقل: (امكثن) أو (امكثي). وكذلك قوله: ((قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا)) [القصص: 29]. وكذلك قوله في آية هود: ((رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ)) [هود: 73] ولم يقل: (عليكن) أو (عليكِ)، علاوة على أن من أساليب العرب المعروفة في لغتها تغليب المذكر على المؤنث.
وذكر القسم العلمي أن أهل الجهل والهوى يتعاملون مع النص القرآني ببتر سياق آياته كمن يستدل بآية ((فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ)) [الماعون: 4] محتجًا بها على وعيد أهل الصلاة، مشددًا على أن مقتدى الصدر يجهل قواعد التفسير الأساسية، ولا يعي طرق الاستنباط والتنزيل، ويغفل عن ضوابط فهم النص القرآني والعلوم الشرعية المرتبطة به، من: حديث، وأصول فقه، ولغة، وعلم السياق القرآني، فضلًا عن مراعاة مآلات الكلام وآثاره السلبية المتوقعة على لحمة المجتمع العراقي وتأثيره على وحدة البلاد والعباد، وما قد يتسبب به من فتن، فضلًا عن ضربه محاولات الإصلاح -التي يدعيها- بالصميم.
وختم القسم العلمي في هيئة علماء المسلمين بيانه بالقول “إن موقفنا المختصر هذا هو واجب لا بد منه؛ لبيان الحق ودفع التهمة والفرية الباطلة التي أطلقها مقتدى الصدر، وللذب عن أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- وعن تاريخ المسلمين، ووحدة العراقيين. وسنبقى -كما عهدنا العراقيون جميعًا- مستعلين على خطابات الجهل الطائفي وأغراضها السياسية، ورسائلها الداخلية والخارجية، وماضين في نهجنا العلمي الملتزم بقواعد الشرع ومقاصد النظام العام لأمة الإسلام.”

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى