أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

اعتقال الناشطين في العراق بسبب تهم جاهزة وقضاء فاسد

معظم الأحزاب الدينية والميليشيات المسلحة تخشى عودة التظاهرات، وتواصل التضييق على الناشطين في حركة استباقية لأي فعل احتجاجي جديد.

القادسية – الرافدين
حذر متظاهرو تشرين من حملة الاعتقالات الجديدة التي تقوم بها ميليشيات الحشد للناشطين والأكاديميين لإسكات منتقدي العملية السياسية.
وأكد المتظاهرون أن الاعتقالات التي قام أمن ميليشيا الحشد في محافظات القادسية وكربلاء وبابل والمثنى، كانت بتهم كيدية وحجج واهية وهي الإعداد لمخطط يستهدف زوار الأربعينية.
وكانت مصادر صحفية قد نقلت عن مسؤول من وزارة الداخلية تأكيده عدم وجود أية مؤشرات أمنية على الأشخاص الذين تم اعتقالهم في محافظة القادسية، عدا أن غالبيتهم من أصحاب المواقف المؤيدة لتظاهرات ثورة تشرين
ووفقًا لمصادر صحفية، فإن الأشخاص المعتقلين هم شخصيات عامة ووجوه معروفة في محافظاتهم، وهم أساتذة جامعيون وحقوقيون وشيوخ عشائر.
وكان من أبرز هذه الشخصيات الدكتور إقبال دوحان، شيخ عشيرة “المرمض”، والدكتور نصير الجبوري، والمحامي منعم العابدي، والشيخ عادل البديري.
وبحسب حقوقيين ومصادر أمنية فإنه لا وجود لأية مؤشرات أمنية باستثناء مواقفهم السياسية ضد فساد الطبقة السياسية والفساد الحكومي.
وأصبحت تهمة الانتماء للبعث أو تخطيط الحزب لعمليات إرهابية ضد الزائرين، مثار سخرية وتهكم في الشارع العراقي وهي جاهزة توظفها القوى السياسية والأحزاب الطائفية لتخويف الرأي العام لمحاولة حشده خلفها من جديد والتسويق لإنجازات وانتصارات وهمية على أعداء وهميين لا وجود لهم.
ولا يزال ملف الاعتقالات والخطف لمتظاهري تشرين ومن يدعمونها، أحد القضايا الإنسانية التي يتفاعل الشارع العراقي معها بشكل كبير.
ورغم إعلان السلطات القضائية في العراق، العام الماضي، عن إطلاق سراح جميع معتقلي التظاهرات التي اندلعت أواخر عام 2019، لكن ملف “الدعاوى الكيدية” في أروقة المحاكم العراقية لم ينته، بل إن حملات التفتيش والاعتقال في مدن جنوب البلاد مستمرة.
وقال النائب هادي السلامي إن “التهم الكيدية والملاحقات الإرهابية من الميليشيات المسلحة للناشطين تسببت بهروب الأصوات الوطنية إلى خارج العراق”.
وأكد أن “معظم الأحزاب والميليشيات المسلحة تخشى عودة الاحتجاجات، لذلك تواصل التضييق على الناشطين في حركة استباقية لأي فعل احتجاجي جديد”.
وقد رفضت الأوساط الشعبية في المحافظات التي كانت مسرحًا لهذه الحملة الاتهامات التي ساقتها الميليشيات ضد هذه الشخصيات العامة ذات الوزن الاجتماعي الكبير والسجل الأمني الأبيض.
ويرى ناشطون، أن ميليشيا الحشد تستهدف داعمي حراك تشرين لاسيما الشخصيات المعروفة والمؤثرة التي تجهر بآراء سياسية تتصادم مع النظام الطائفي الفاسد وتعمل على فضحه وتعريته أمام الرأي العام.
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت الأحد 11 أيلول 2022، عن إجراء تغييرات كبيرة في إجراءات حماية مداخل المنطقة الخضراء في بغداد تحسبًا لخروج تظاهرات شعبية عارمة مع اقتراب ذكرى انطلاق ثورة تشرين
وقالت المصادر إن هذه الإجراءات تهدف إلى زيادة تحصين المقرات الحكومية الرئيسة بعد تحديد 8 نقاط مهمة ضمن مداخل ومحيط الخضراء لحمايتها من أي اقتحام قد ترافق تظاهرات ثورة تشرين.
وتداول ناشطون مقطعًا مصورًا لإغلاق القوات الأمنية إحدى بوابات المنطقة الخضراء بكتل كونكريتية، وإغلاق جسر الجمهورية ببوابة حديدية عملاقة خوفًا من اقتحام المتظاهرين للمقرات الحكومية الحيوية.
وأوضح الناشطون أن هذه الإجراءات بما فيها الاعتقالات تأتي في سياق محاولة استباقية لإفشال التظاهرات المزمع إطلاقها في الأول من تشرين المقبل في ذكرى انطلاق ثورة تشرين.
ويحاول النظام السياسي المتهالك في العراق إسكات الأصوات التي تنادي بإنهاء العملية السياسية والقضاء على الفساد الحكومي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى