أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

ميليشيات الإطار تنتشر في المنطقة الخضراء لتحذير التيار الصدري

قيادي في التيار الصدري: ابتعاد مقتدى الصدر لن يطول لأن المالكي مستعد للقتال من أجل الاستحواذ على الحكومة.

بغداد- الرافدين

بعثت ميليشيات موالية للإطار التنسيقي ما يشبه رسالة التهديد لسرايا السلام والموالين للتيار الصدري، في انتشار علني بالمنطقة الخضراء، معولة على الاتفاق المرتقب لعقد جلسة لمجلس النواب الأسبوع المقبل.
وقال عناصر في ميليشيات منضوية في الحشد الشعبي وتابعة لقوى الإطار أن مهمتهم حماية الجلسة المتوقعة للبرلمان التي يؤمل أن تعقد يوم الاثنين المقبل.
وأكد قيادي في ميليشيا العصائب التي يرأسها قيس الخزعلي انهم لن يسمحوا بـ “تخريب” جلسة البرلمان أن قدر لها أن تعقد من أجل اختيار رئيس الجمهورية والاتفاق على مرشح الإطار محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة.
وانتشرت قوات موالية للإطار التنسيقي في المنطقة الخضراء ومحيطها تحسباً لاحتجاجات مرتقبة من نشطاء ثورة تشرين وأنصار التيار الصدري، بالتزامن مع جلسة البرلمان المتوقعة.
وسبق أن اندلعت اشتباكات في مدن عراقية بينها العاصمة بغداد، خلفت أكثر من ثلاثين قتيلا ومئات الجرحى، بين أنصار الصدر وميليشيا الحشد الشعبي، لتتعالى دعوات للحوار، لحلحلة الأزمة، غاب عنها الصدر.
ويرى مراقبون أنه لم يبق لدى الصدر غير خيار ان ينضم بسرعة إلى حركة احتجاج جديدة أعلنها ثوار تشرين.
وتوقع المراقبون ان يكون أنصار التيار الصدري حاضرين في الاحتجاجات المرتقبة لثوار تشرين.
وذكرت قيادات في التيار الصدري بأن المواجهات المسلحة مع ميليشيات الحشد ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وسط مشهد صريح وعلني عن أزمة متراكمة ومتصاعدة منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وقال الكاتب المقرب من التيار الصدري أحمد علي إن “الانقسام الشيعي يحمل حساسيات تاريخية تحديداً بين التيار الصدري وجناح المالكي في الإطار التنسيقي للوصول للمواجهة المسلحة”.
وأضاف علي “اعلان الصدر ترك العمل السياسي بمثابة ابتعاد زمني ولكن لن يطول وسيعود لان المالكي وجناحه في الاطار التنسيقي أعربوا عن استعدادهم للقتال دون تردد لأجل الوصول الى حكم العراق، واثبتوا انهم لا يريدوا أي تسوية أو حلول ولا همَ لهم الا تقسيم الحكومة و توزيع مواردها”.
في غضون ذلك نصبت القوات الحكومية بوابة حديدية على جسر الجمهورية بارتفاع ثلاثة أمتار وعرض مترين؛ تحسباً من موجة احتجاج متوقعة لاقتحام المنطقة الخضراء، في حين كشفت مصادر أمنية عن نصب بوابة ثانية قرب المنطقة الخضراء.
ووصف معماريون عراقيون البوابة الحديدية بانها تنم عن جهل هندسي وفساد ذوقي بتشويه الجسر الذي يرتبط بذاكرة العراقيين منذ عقود وحتى قصفه في العدوان على العراق عام 1991 ومن ثم إعادة بنائه أثناء سنوات الحصار التي فرضت على العراق.
ويشهد العراق أزمة سياسية منذ إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر من تشرين الأول الماضي، حيث لم يتم تشكيل حكومة أو اختيار رئيس جديد للبلاد.
وتتضارب المعلومات فيما إذا كان الإطار التنسيقي يغامر في تشكيل حكومة دون أي تنسيق مع الصدر.
وأعلن الإطار تمسكه بمرشحه لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني الذي تسبب ترشحه في أزمة كبيرة متواصلة مع التيار الصدري.
وحصل الإطار التنسيقي على دفعة بعد اتفاق حليفي الصدر، تحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني، على تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، في خطوة مفاجئة قد تعكس انهيار تحالف الأغلبية الذي كان يقوده الصدر منذ أشهر.
الا أن مراقبين يستبعدون الاتفاق القريب بين القوى المتنافسة على حصص توزيع حقائب الحكومة المقبلة.
واعتبرت مصادر سياسية ان تصريحات قادة الإطار بان “الميدان بات لهم وحدهم” بعد فشل خطط زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتعطيل تشكيل الحكومة، مجرد تمني، لأن المأزق مستمر للعملية السياسية برمتها.
وأكدت على أن تصريحات الترويج لحلول قريبة للانسداد السياسي لا معنى لها، فالخلافات داخل الإطار التنسيقي نفسه مستمرة خصوصا بعد تصريحات رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، الرافضة لتوجهات نوري المالكي.
وأضافت أن الخلافات داخل الإطار نفسه لا تقل حدة عن خلافهم مع التيار الصدري.
وقال المؤرخ العراقي سعد إسكندر “داخليا وخارجيا وعلى المستويين السياسي والأمني فإن العراق حاليا دولة فاشلة”.
وأضاف “لا يمكن للدولة العراقية أن تبسط سلطتها على أراضيها أو على شعبها”.
لكنه قال إنه لا يزال يمتلك بعض الأمل في أن البلاد ستنجو.
وأوضح إسكندر أن “تغيير قادة البلاد وحصول تغيير في الأجيال هو السبيل الوحيد للنجاة”.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد وصفت العراق بالدولة الفاشلة المتداعية بالرغم من ثرائها النفطي.
وذكرت الصحيفة في تقرير بعنوان “شلل حكومي وقتال بين الميليشيات، يفاقم عدم الاستقرار في العراق”، أن هناك دولة متداعية وفاشلة.
وتزداد حدة الاضطرابات في العراق في ظل شلل الحكومة وعدم قدرتها على وقف القتال بين الميليشيات المسلحة أو تقديم الخدمات للمواطنين.
وتتصارع الميليشيات الخارجة عن سيطرة الدولة فيما بينها في تهديد خطير لاستقرار البلاد الهش أصلا.
وظهرت نقاط الضعف في العراق مرة أخرى بشكل حاد عندما تحول الانسداد السياسي المتعلق بتشكيل الحكومة إلى أعمال عنف ضربت قلب العاصمة.
وشهدت المنطقة الخضراء ببغداد اشتباكات مسلحة بين عناصر من ميليشيا سرايا السلام بزعامة مقتدى الصدر من جهة وعناصر من فصائل مسلحة موالية لإيران منضوية تحت الحشد الشعبي من جهة ثانية.
وقالت الصحيفة إن الاشتباكات اندلعت بعد أن أطلق عناصر الفصائل الموالية لطهران النار على متظاهرين من أنصار الصدر، ليرد أعضاء مسلحون من جماعة التيار الصدري على النار بالمثل وتندلع الموجهات.
وكانت القوات الحكومية مهمشة تماما فيما تتقاتل الميليشيات فيما بينها، بعد أن أمر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بعدم إطلاق النار على المتظاهرين.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى