أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

فضيحة موت شيخ قبيلة تحت التعذيب تكشف جرائم الحشد الشعبي

استياء شعبي يعم محافظة القادسية إثر وفاة الشيخ إقبال دوحان تحت للتعذيب بعد اعتقاله من قبل عناصر ميليشيا الحشد.

القادسية – الرافدين
كشفت وفاة زعيم عشيرة في محافظة القادسية تحت التعذيب، عن الوسائل الوحشية التي ينتهجها عناصر ميليشيات الحشد الشعبي مع كل من يعارض سطوتها.
وتحولت وفاة الشيخ إقبال دوحان إلى فضيحة سياسية وشعبية جديدة تهز ميليشيات اللادولة وضعف حكومة مصطفى الكاظمي في الحد من سطوة تلك الميليشيات.
وتوفي زعيم عشيرة آل مرمض الشيخ إقبال دوحان، يوم الخميس، في محافظة القادسية، بعد يومين من الإفراج عنه، بعد تعرضه للتعذيب من قبل عناصر الحشد، كما كشفت صور آثار التعذيب على جسده.
واعتقلت عناصر من ميليشيا الحشد الشيخ إقبال، مع أربعة آخرين، بتهمة الانتماء لحزب البعث، فيما نفت قبيلته ذلك، باعتباره شخصية معروفة، وطبيب وأكاديمي يتواصل مع كافة افراد المجتمع في العراق.

وجه اجتماعي وأكاديمي تعرض للتعذيب من عناصر الحشد

ونعاه وجهاء عشيرة آل مرمض، مطالبين بفتح تحقيق عاجل بشأن عملية اعتقاله وتعذيبه من قبل عناصر الحشد.
وسادت حالة من الغضب حيال تعرض شخصية أكاديمية وطبية وقبل ذلك شيخ قبيلة للتعذيب على يد ميليشيا الحشد، بينما مارست الحكومة في بغداد الصمت من دون أن تبدي أي تعليق على وفاة الشيخ دوحان تحت التعذيب.
وانتقد نشطاء ومعنيون في مجال حقوق الإنسان تدخل ميليشيا الحشد باعتقال الأفراد، في ظل وجود قوات الشرطة المحلية، خاصة وأن تنفيذ مذكرات القبض ليس من اختصاصها.
وكانت النائبة في البرلمان الحالي، نور نافع الجليحاوي، قد أعلنت الخميس، جمع تواقيع، للتحقيق في واقعة وفاة الشيخ إقبال دوحان.
وقالت الجليحاوي “شرعنا بجمع تواقيع لإشراف مجلس النواب بصفة رقابية على التحقيق بما ورد من معلومات عن تعرض الدكتور المرحوم إقبال دوحان لعمليات تعذيب أثناء اعتقاله من قبل أمن الحشد، وعن الآلية غير القانونية، لاعتقاله وبقية الشخصيات”.
من جانبه أوضح النائب في البرلمان الحالي سجاد سالم، أن ميليشيا الحشد ليست سلطة تحقيق بموجب القوانين العراقية، داعيًا إلى عزل فالح الفياض لخرقهِ القانون وعدم استقلاليتهِ.
وأشار إلى أن حملة الاعتقالات الأخيرة من قبل الميليشيا تمثل خرقًا فاضحًا للقانون ويجب التصدي له، خاصة بعد التيقن أن هذه الحملة في محافظة القادسية استهدفت ناشطين ومحتجين في ثورة تشرين.
وقال إنه “لا يوجد نص قانوني يمنح هيئة الحشد الشعبي سلطة التحقيق القضائي”.
وأضاف بأن السكوت التام عن هذه الخروقات القانونية بمثابة التفويض لجهات سياسية معينة بإطلاق يدها في العبث بمصائر الناس واستهدافِهِم وقمع حرية الرأي. مطالبًا الادعاء العام باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق فالح الفياض رئيس هيئة ميليشيا الحشد.
ويقبع آلاف المعتقلين في سجون الميليشيات بمناطق متفرقة من العراق، عادة ما يقضون داخلها بسبب الجوع أو الأمراض أو التعذيب، وسط دعوات إلى ضرورة تحرّك الحكومة إزاء هذا الملف.
ولا تمتلك الحكومة في العراق أي سلطة على تلك السجون، ما زاد من نفوذ الميليشيات وازدياد عمليات الانتهاكات التي تتورط بها.
ويعتبر سجن مطار المثنى العسكري الذي يقع وسط مدينة بغداد أحد السجون السرية التابعة للمليشيات التي أثار جدلًا خلال السنوات الماضية، وهو خاضع تمامًا لسيطرة حزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي، وتوجد إلى جانب السجن السري إحدى مقرات الحزب وقاعات للاجتماعات ومقر إحدى الفضائيات التابعة لحزب الدعوة تمولها إيران.
وكشف معتقلون سابقون في السجن أنه يضم الآلاف من المعتقلين العراقيين من الناشطين والصحفيين والمتظاهرين الذين اختطفتهم الميليشيات في بغداد، بما فيهم العشرات من النساء.
وتعد السجون السرية في بلدة جرف الصخر التابعة لمحافظة بابل جنوب بغداد، أبرز معتقلات ميليشيات الحشد.
وتوجد السجون في مناطق تضم قواعد عسكرية ومخازن صواريخ وأسلحة ومراكز استخباراتية خاصة بالحرس الثوري الإيراني وجناحه الخارجي فيلق القدس وميليشيات حزب الله اللبنانية وكتائب حزب الله في العراق.
وكانت ميليشيا الحشد قد حولت جرف الصخر نهاية عام 2014 إلى منطقة عسكرية بعد تنفيذ عمليات إبادة جماعية ضد سكانها، وتهجير من تبقى منهم بذريعة الحرب ضد تنظيم داعش.
وكشف مسؤول عراقي رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية عن أن “الحرس الثوري الإيراني، وبالتنسيق مع ضباط في ميليشيا الحشد، نفذ عمليات اختطاف واعتقالات لعدد من الأجانب، ومنهم صحفيون وموظفو منظمات وشركات ومؤسسات دولية في فترات مختلفة، وما زالت تلك الميليشيا تحتجزهم إلى جانب معتقلين عراقيين معارضين لإيران ومليشياتها في سجون جرف الصخر”.
وأضاف المسؤول أن “تحذيرات السفارات إلى رعاياها بالحذر وعدم السفر إلى العراق كانت بسبب الحرس الثوري الإيراني الذي يشرف ضباطه إلى جانب حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية على عمليات الخطف والاعتقال والتعذيب”.
واعتبر أن عمليات اختطاف المعارضين من قبل إيران وميليشياتها تهدف إلى إثارة حالة الرعب والخوف، مشيرًا إلى أن عناصر ميليشيات الحشد تختطف وتعتقل وتحقق أمام أنظار الحكومة، وكأنها جهة حكومية رسمية.
وتحتضن منطقة سهل نينوى شرق الموصل سجونًا سرية تابعة للواء 30 من ميليشيا الحشد المعروف بلواء الشبك وميليشيا العصائب وكتائب حزب الله في العراق.
وتحتجز الميليشيا في سجون سهل نينوى المئات من المختطفين الذين تختطفهم يوميًا في محافظة نينوى وأطرافها، ويشرف ضباط من فيلق القدس إلى جانب ميليشيا الحشد على هذه السجون التي تقع ضمن مجموعة من القواعد العسكرية ومخازن الصواريخ الإيرانية في هذه المنطقة.
واتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في وقت سابق، الميليشيات بارتكاب “جرائم تطهير طائفي في مناطق عدة من العراق، والتورّط بعمليات تغييب وإخفاء قسري لسكان قرويين وحرق وسرقة ممتلكات المواطنين في البلدات التي دخلتها”، معتبرة أنّ عمليات القتل والتعذيب “أمر ممنهج” لدى بعض من فصائل تلك الميليشيات.
وقالت المنظمة الدولية، إنّها تملك “أدلة” على أنّ هذه الميليشيات ارتكبت عشرات عمليات القتل بحق العراقيين، والتي تعد بمثابة “إعدامات عشوائية”. ودعت الحكومة العراقية إلى “ضبط ومحاسبة” الميليشيات بشكل “عادل ومناسب”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى