السنن الربّانية وإتقان التعامل معها في محاضرة بمجلس الخميس الثقافي

عمان الرافدين
دعا الدكتور عبد الكريم أبو سماحة إلى وجوب التفقه في موضوع السنن الربّانية وفهمها وإتقان التعامل معها، وأهمية معرفة الارتباط بين حركة الناس والشعوب، وبين القوانين الربانية التي تحكم التاريخ والمجتمعات والحياة والنفس الإنسانية.
وأشار أبو سماحة في محاضرة أقامها مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في العاصمة الأردنية عمان، بعنوان “السنن الربانية من خلال القرآن والسنة” إلى أن ذلك مستنبط من التوجيه القرآني في قوله تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران:137].
وبيّن الدكتور أبو سماحة الذي شغل مهام طبية في إدارة مستشفيات في الأردن والسعودية واليمن، أن الجيل الأول من المسلمين فهموا من خلال القرآن الكريم والسنة الشريفة؛ معادلةَ التغيير في ضوء السنن الربّانية، مبينًا أن قوانين الله وسننه غلّابة، فلا يمكن للإنسان أن يتصادم معها ويحقق مراده، لافتًا إلى أن هذه القوانين وآثارها ليست حركة لحظية وإن كانت في حقيقتها حركة تغيير، بل تمتد على مسار التاريخ وتأخذ وقتًا وزمنًا عبر جيل أو جيلين أو أكثر، وأن ذلك من رحمة الله تعالى بعباده وبالمجتمعات وعلى البشرية لأنها بهذا الشكل تحافظ على استقامة الحياة وتوازنها.
واستعار بأمثلة من القرآن الكريم في حديثه عن الأمم والأقوام والجماعات، وما حصل في عملية التغيير التي جاء بها الإسلام حيث غيّر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أسوأ واقع على وجه الأرض وجعله أحسن ما يكون، بالإضافة إلى أمثلة أخرى متعددة من الواقع المعاصر ولا سيّما تلك التي تتعلق بالقوى العالمية التي انهارت أو التي على وشك الانهيار.
وأوضح الباحث الأردني أن من القوانين الربّانية ما هو متعلق بالفرد أو بالنفس من قبيل علاقة العبد بربه، وقوانين الهداية، وحركة الإنسان في الحياة، وأن هناك بالمقابل قوانين متعلقة بالمجتمعات “القوم”، وأن الأخيرة ذات الصلة بالأقوام والمجتمعات والأمم لا تؤثر فيها حركة الإنسان الفردية بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن فهم هذه المعدلات ضروري في معرفة تغير المجتمع من حال إلى حال ومعرفة محصلة التغيير الاجتماعي في الأمّة.
وشهدت الأمسية الذي حضرها نخبة من الجالية العراقية في الأردن مداخلات وتعقيبات أدلى بها الحاضرون على هامش المحاضرة، تتعلق بعوامل البناء والهدم في حركة المجتمعات، وأثر القوانين الربّانية في زوال الحضارات أو قيامها، وأثر عوامل البقاء، من قبيل العدل والحرية وغيرها، في إدامة عمر المجتمعات وتعزيز بقائها وما يحول دون سقوطها، فضلاً عن مسؤولية الحركات الإسلامية في التعاطي مع السنن الربّانية عل وجهة صحيحة من الفهم والعمل وعدم الانجرار وراء الأخطاء المؤدية إلى الخروج عن المسار القويم.

جدير بالذكر أن الدكتور عبد الكريم أبو سماحة الذي تنقل للعمل في المستشفيات الأردنية واليمنية والسعودية، سبق وأن نشر عدة بحوث متعلقة بمسح الوضع الصحي في الضفة الغربية وقطاع غزة. ووضع برنامج وخطة لتحسين الوضع الصحي في الضفة الغربية.
كما كتب عن دور المنظمات غير الحكومية في تحسين الأنشطة الصحية في الضفة الغربية. ودور المنظمات غير الحكومية في التنمية.