أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الصدر يقفل بابه بوجه الإطار التنسيقي ومرشحه السوداني

محمد شياع السوداني يعد الأحزاب الكردية بتمرير قانون النفط والغاز بمجرد القبول به لرئاسة الحكومة.

بغداد- الرافدين

تراجع منسوب الانباء المفرطة بالتفاؤل بشأن الاتفاق المرتقب على تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة مرشح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، فيما يمارس زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر صمتا يقلق خصومه المترقبين.
ونفي السوداني بعد اجتماع هامشي مع أعضاء في مجلس النواب، القائمة المتداولة في وسائل الاعلام المحلية بشأن الوزراء المقترحين، مؤكدا لا صحة لهذه القائمة.
وتراجع الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية عن الاخبار التي روج لها خلال الأيام الماضية بشأن توجه وفد برئاسة زعيم ميليشيا بدر هادي العامري، الى الحنانة بمدينة النجف للقاء الصدر، بهدف التوصل الى حل للأزمة السياسية الحالية.
في غضون ذلك جدد الإطار التنسيقي تمسكه بمرشحه السوداني، في محاولة لتحدي عناد الصدر نافيا كل ما غير ذلك من إشاعات، حيث ناقش الاستعدادات التي يبذلها مع حلفائه من أجل استئناف عمل مجلس النواب.
وكان السوداني قد قال إن الاجتماع الذي عقده مع مختلف الكتل النيابية تناول قضايا مهمة تتعلّق بالجوانب الخدمية والمعيشية.
وأشار في تغريدة على تويتر، إنه لبى “دعوة نيابية، من مختلف الكتل، لتبادل الرؤى والمقترحات حول المنهاج الوزاري، والشكل الذي يجب أن تكون عليه العلاقة بين مجلس النواب والحكومة المقبلة”.
وحاول السوداني الحصول على “مباركة” الأحزاب الكردية بأطلاق وعود متعلقة بشأن قانون النفط والغاز.
وأعلن النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، شيروان الدوبرداني، أن محمد شياع السوداني، أبلغهم بالتوصل إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان بشأن قانون النفط والغاز الذي سيكون أول قانون يقر في حال عقدت جلسات البرلمان وتشكلت الحكومة.
ويرى مراقبون ان صيغة التعميم التي اعتمدها السوداني في تصريحاته تكشف الخواء السياسي الذي يصارعه من أجل القبول به بمنصب رئيس الوزراء.
ولم يكشف السوداني عن أي معلومة مفيدة ناتجة عن الاجتماع، وعما إذا كان أولئك النواب يمثلون توجهات قادة الكتل التي تتصارع حاليا من أجل الاتفاق في توزيع الحصص الحكومية وإرضاء زعيم التيار الصدري.
في غضون ذلك تعهدت حركة امتداد بمحاسبة النائب حميد الشبلاوي لحضوره اجتماع داخل كافتيريا مجلس النواب مع السوداني.
وذكرت امتداد في بيان ان “الحركة لم توجه اي من نوابها بحضور الاجتماع، وان النائب اتخذ قراره بصفة شخصية ولا يمثل الحركة بتواجده في الاجتماع”.
وأكدت ان “الحركة طالبت النائب بتوضيح تفصيلي لتواجده في الاجتماع لاتخاذ القرار المناسب”، مشددة على أن “موقفها الثابت بانها تتبنى المعارضة السياسية ولا يمكن ان تدعم حكومة توافقية محاصصاتية وبنفس السياق الفاشل السابق”.
ويؤزم اصرار الإطار التنسيقي على مرشحه السوداني، الانسداد السياسي الحاصل في البلاد بشكل أكبر، خصوصا وان التيار الصدري أعلن صراحة رفضه السوداني، وقام باحتجاجات داخل المنطقة الخضراء وخارجها، اسفرت عن صدامات بين ميليشيا سرايا السلام التابعة للتيار الصدري وميليشيات الحشد الشعبي، قبل ان يوجه الصدر بانسحاب جميع المحتجين، حتى من داخل المنطقة الخضراء، وانهاء اعتصامهم الذي قارب الشهر.
ويستبعد مراقبون أي اتفاق قريب بين القوى المتنافسة على حصص توزيع حقائب الحكومة المقبلة.
واعتبرت مصادر سياسية ان تصريحات قادة الإطار بان “الميدان بات لهم وحدهم” بعد فشل خطط زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتعطيل تشكيل الحكومة، مجرد تمني، لأن المأزق مستمر للعملية السياسية برمتها.
وأكدت على أن تصريحات الترويج لحلول قريبة للانسداد السياسي لا معنى لها، فالخلافات داخل الإطار التنسيقي نفسه مستمرة خصوصا بعد تصريحات رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، الرافضة لتوجهات نوري المالكي وقيس الخزعلي.
وأضافت أن الخلافات داخل الإطار نفسه لا تقل حدة عن خلافهم مع التيار الصدري.
وقال المؤرخ العراقي سعد إسكندر “داخليا وخارجيا وعلى المستويين السياسي والأمني فإن العراق حاليا دولة فاشلة”.
وأضاف “لا يمكن للدولة العراقية أن تبسط سلطتها على أراضيها أو على شعبها”.
لكنه قال إنه لا يزال يمتلك بعض الأمل في أن البلاد ستنجو.
وأوضح إسكندر أن “تغيير قادة البلاد وحصول تغيير في الأجيال هو السبيل الوحيد للنجاة”.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد وصفت العراق بالدولة الفاشلة المتداعية بالرغم من ثرائها النفطي.
وذكرت الصحيفة في تقرير بعنوان “شلل حكومي وقتال بين الميليشيات، يفاقم عدم الاستقرار في العراق”، أن هناك دولة متداعية وفاشلة.
وتزداد حدة الاضطرابات في العراق في ظل شلل الحكومة وعدم قدرتها على وقف القتال بين الميليشيات المسلحة أو تقديم الخدمات للمواطنين.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى