أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

حرائق الطمر الصحي سموم مبثوثة تهدد حياة العراقيين

خبراء بيئيون يحذرون من مكبات الطمر الصحي وما ينبعث منها من غازات وخطرها على الإنسان والبيئة في العراق.

ذي قار – الرافدين
سجلت محافظة ذي قار جنوب العراق، العشرات من حالات الاختناق تعرض لها المواطنون جراء حرائق مكبات الطمر الصحي.
وذكرت مصادر طبية أن مستشفيات المحافظة لا يزال فيها العديد من المصابين بأمراض تنفسية من دون أي تحسن في حالتهم.
وكشفت مديرية بيئة محافظة ذي قار عن تقديمها دعوى قضائية بحق بلدية الناصرية بسبب استمرارها العمل بموقع الطمر الصحي على الرغم من إغلاقه من قبل بيئة المحافظة.
وقال مدير الدائرة كريم هاني إن موقع الطمر الصحي يعد مصدر تلوث خطير على بيئة مدينة الناصرية ويشكل تحديًا بيئيًا وصحيًا وهو مخالف للضوابط البيئية.
وأضاف أن الدائرة رفعت دعوى قضائية ضد بلدية الناصرية لدى المحاكم المختصة، بعد أن أغلق موقع الطمر بأمر وزارة البيئة في وقت سابق، إلا أن العمل لازال مستمر فيه بالإضافة إلى استمرار الحرق العشوائي في الموقع وتأثيره على بيئة المدينة.
ويعزو باحثون بيئيون الوضع البيئي الكارثي في العراق إلى نظام اللا دولة في العراق.
ويرون أن النظام السياسي يتجاهل مسؤوليته في التصدي لتداعيات التغير المناخي المدمر، واستنزاف الموارد الطبيعية وتلوث الهواء والتربة.
وقال الباحث العراقي المختص بالبئية حيدر معتز محي أن “تأثير حرق النفايات في الهواء الطلق يتركز على السكان المحيطين في المنطقة، كما أن حرق النفايات الطبية والمنزلية يشكل خطرًا كبيرًا على البيئة، إضافة إلى أنه يزيد من الإصابة بأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو وانتفاخ الرئة ويسبب الطفح الجلدي وقد يسبب الغثيان”.
وأضاف أن “تطبيق عملية إعادة التدوير في أي منطقة أو بلدية، يعتمد على أمور معينة مثل توفر المساحة والخدمات اللوجستية الأخرى وحملات التوعية، وهذه العناصر تعتبر عناصر أساسية من أجل إعادة التدوير”.
وأكد على أن “من الممكن تفعيل عملية الطمر الصحي في العراق بإيجاد المساحة وأماكن طمر رئيسية، عبر الاستفادة من تجارب الدول الأوروبية والدول المجاورة بهذا الخصوص”.
ويشير الخبير البيئي محمد إبراهيم إلى أن “حرق النفايات إجراء خاطئ، لأنها سوف تولد مركبات سامة، كما أن الغازات الناتجة عن الاحتراق تؤثر على ظاهرة الاحتباس الحراري، فضلا عن أنها تولد ثنائي أكسيد الكاربون، مما يؤدي ذلك إلى تلوث البيئة والمياه”.
وقال إن “عملية الطمر في جميع أنحاء العالم فاشلة، لأن طمر النفايات في الأرض تحتاج إلى آلاف السنين لكي تتحلل، كما أنها تحتاج مساحة كبيرة من الأرض، وبالتالي خسارة الأرض التي تدفن أو ترمى فيها الفضلات، لأنها سوف تتلوث ومكوناتها تتغير وتصبح غير صالحه للزراعة أو للاستخدام البشري، لذا فعملية التدوير هي الخيار الأمثل وإن كانت تحقق مكاسب اقتصادية بسيطة”.
ويرى خبراء بيئيون أن “مكبات الطمر الصحي وما ينبعث منها من غازات، تعد من أخطر التهديدات التي تواجهها البيئة في العراق، كما أنها تتسبب بأمراض مختلفة ومنها السرطان”.
ولفتوا إلى أنه “في حال عدم معالجة الملف، فإن الأضرار ستتفاقم في البلاد، وأن المواطن البسيط، خاصة الذي يسكن في المناطق الشعبية والفقيرة، هو الأكثر عرضة للأمراض والأضرار”.
وتعاني أغلب محافظات العراق من اتساع رقعة مساحات الطمر الصحي للنفايات مما يجبر الأهالي على إشعال النار للتخلص منها ومن الروائح الكريهة المنبعثة منها، ما يتسبب ذلك بتصاعد الأبخرة السامة في تلك المناطق، والتي تتسبب باختناقات بين الأطفال وكبار السن.
وقال مدير دائرة الصحة العامة في محافظة النجف يحيى الموسوي إن “مناطق الطمر الصحي والنفايات والمخلفات التي نشاهدها يوميا تنقل وتعزل وتوضع في أماكن غير مخصصة للطمر الصحي، من شأنها إحداث تداعيات خطيرة، حيث يجب ان تكون المخلفات في معامل تدوير او مناطق امنة لا تتسبب بنتائج تؤثر على الصحة العامة”.
وأضاف أن “مناطق الطمر الصحي غير نظامية وتشترك بها عدة دوائر وقدمنا توصيات للبلديات والبيئة بهذا الخصوص”.
ولفت الموسوي إلى أن “الطمر الصحي العشوائي سيكون مرتعًا للحيوانات وكذلك سيتسبب بالأمراض الجلدية والأكياس المائية والحمى السوداء لدى الأطفال، وكذلك سيتسبب بزيادة الحشرات”.
وأكد على إلى “الحاجة الماسة لإنشاء معامل تدوير تذهب لها النفايات بشكل آمن وإتلافها في محارق خاصة، من أجل حماية أرواح الناس، كون الطمر الصحي سيخفي الكثير من الامراض الانتقالية التي تسبب مشاكل بالصحة العامة”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى