أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

باحثون عرب يحذرون من خطر الهيمنة الإيرانية على المنطقة

الدكتور مثنى حارث الضاري: أعوان إيران في العراق ليسوا من الشيعة فقط، وإنّما توجد ذيول سنية تابعة لها تدعي الصدارة والوجاهة.

إسطنبول- الرافدين
حذر باحثون وسياسيون عرب من الخطر الإيراني على الدول العربية، ومن استمرار سياسية الهيمنة التي ينتهجها النظام في طهران منذ عقود.
وتناول الباحثون في الندوة التي نظمتها هيئة علماء المسلمين في العراق، بالتعاون مع عددٍ من المنظمات الإسلامية في العالم، أخطار المشروع الإيراني وأهدافه على القضايا المفصلية للأمة العربية والإسلامية، وخاصة في العراق، وسورية، وفلسطين، بالإضافة إلى دول القرن الإفريقي.
وشهدت ندوة “الخطر الإيراني على المنطقة العربية.. شواهده وآثاره”، مشاركة رابطة العلماء السوريين، والمجلس الإسلامي السوري، ورابطة علماء إريتريا، وعددٍ من الشخصيات الإسلامية، ونخبة من العلماء والباحثين والناشطين.
وعانت المنطقة العربية بشدّة في العقدين الأخيرين وخصوصًا العراق وسوريا ولبنان واليمن من التدخلات الإيرانية التي اتخذت أشكالًا متنوعة بهدف توسيع دائرة نفوذها، والذي لم يظهر بشكل فاضح إلا بعد اكتمال الاحتلال الأمريكي للعراق ومن ثم تسليمه إلى إيران عبر اتباعها من الأحزاب الطائفية والميليشيات.

باحثون: النفوذ الإيراني ظهر بشكل فاضح بعد اكتمال الاحتلال الأمريكي للعراق

وتعمل السياسة الإيرانية وفق استراتيجية نظرية “قمّ أم القرى” باعتبار مدينة قم الإيرانية أم قرى العالم الإسلامي. وتؤكد ذلك اعترافات صريحة وموثقة من مسؤولين إيرانيين وتقر بوجود تعاون بين إيران مع الولايات المتحدة في احتلال وزعزعة استقرار المنطقة وحكم أربعة عواصم عربية.

الدكتور مثنى الضاري: عندما نتحدث عن إيران فلا نعني الشعب الإيراني وإنما القوى السياسية الحاكمة

وفي مداخلة على هامش الجلسة الثانية من أعمال الندوة، قال مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري “إنّ أعوان إيران في العراق ليسوا من الشيعة فقط، وإنّما توجد ذيول سنية تابعة لها حتى من بعض العمائم التي تدعي الصدارة والوجاهة لكنها متحالفة مع النظام في طهران”.
وأكد الدكتور الضاري على أن ما فعلته إيران في العراق يشبه ما قامت به في لبنان بتجنيد طبقة موالية لها، وتحاول استنساخ هذه التجربة في مناطق وبلدان أخرى.
وطالب بعدم تجزئة أعداء الأمة فالكيان الصهيوني وإيران، هما عدو واحد وليس كما تحاول بعض الثقافات ترويجه.
ونوه الدكتور الضاري على أنه عندما نتحدث عن إيران فلا نعني الشعب الإيراني وإنما القوى السياسية الحاكمة.
وعلى مدار جلستين ناقشت أوراق الندوة الخطر الإيراني على المنطقة العربية، وتداعيات احتلالها العديد من البلدان من أجل تحقيق أهدافها الطائفية.
وأكّد المفتي العام للجمهورية السورية الشيخ أسامة الرفاعي، في كملته؛ أنّ العلاقات مع إيران يجب أن تكون مبنية على الأحداث والشواهد التاريخية، وأنّها ليست عدوًا مؤقتًا، وإنما هي عدو استراتيجي، مبينًا أنّ السياسي الحقيقي هو من يعرف كيف يقرأ التأريخ جيدًا استنادًا على الوقائع التاريخية.

مفتي الجمهورية السورية أسامة الرفاعي: إيران عدو استراتيجي للمنطقة العربية

وبشأن دور إيران في حلّ الجيش العراقي، وخدعة عدائه لـ “إسرائيل”؛ أوضح الشيخ غازي التوبة، رئيس رابطة العلماء السوريين، أنّ إيران دعمت حلّ الجيش العراقي بعد احتلال العراق سنة 2003 عبر أذرعها والجهات الموالية لها في البلاد، وأنّ عداء طهران لـ “إسرائيل” مجرّد أكذوبة وخداع، فالمشروع الإيراني في المنطقة خطر كبير على القضية الفلسطينية.
وقال الشيخ محمد عبد الكريم، أمين عام رابطة علماء المسلمين “إنّ النظام الإيراني أضعف العراق إلى حدٍّ كبير، واخترق المجتمع وعمد التوغل فيه، ونشر الفوضى، وقتل الكثير منهم بدوافع طائفية”.
واستعرض الباحث فاروق الظفيري، الدور الإيراني في نشر الفتن والطائفية في العراق في ظل الاحتلال الأمريكي، وفي سياق التغيير الديموغرافي لصالح القوى الطائفية المتحكمة بالعراق، مشيرًا إلى أنّ توظيف الحرب على الإرهاب فسح لها المجال لتوجهاتها التي سهّلت لها التأثير في الأحداث والتطورات السياسية في البلاد.
ونبه مقرر القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق، الدكتور ثامر العلواني، من الخطر الإيراني المتزايد بشكل كبير على العراق؛ لأنها تعتاش على الفوضى والخطاب المزدوج، وفي ظل وجود تعاون “إيراني – أمريكي – صهيوني”؛ فإنّ الصراع معها هو صراع وجود.
وشدّد المتحدث باسم المجلس الإسلامي السوري، مُعين البطين، على ضرورة اعتبار إيران دولة استيطان ومُستعمِرة للبلدان التي تتنفذ فيها من خلال تغيير ديموغرافية وهوية مناطقها، لافتًا إلى أنّها تحتل سورية بشكل مباشر، وتعمل على اغتيال الكفاءات، ونشر المخدرات في جميع مناطقها.
وحول الوجود الإيراني في القرن الإفريقي، تحدّث الدكتور جلال الدين محمد صالح رئيس مجلس شورى علماء أريتريا عن أنّ الوجود الإيراني في القرن الأفريقي يُعدّ خطرًا على الأمن العربي، مبينًا أنّ أمنَ القرن الأفريقي مرتبط بأمن الجزيرة العربية على مر التأريخ.
وقال الباحث في الشؤون المغاربية والأفريقية إدريس ربوح “إنّ إيران اعتبرت نفسها وكيلًا عن التيارات الإسلامية في الجزائر وتدخلت في الشأن الجزائري الداخلي عن طريق بعثاتها الدبلوماسية”. وأشار الباحث الجزائري إلى سعي إيران في السنوات الأخيرة إلى لعب دور جيوستراتيجي في شمال أفريقيا والساحل من أجل الهيمنة على مناطق استراتيجية بإفريقيا والتحكم في سياسات بلدانها ونشر أفكارها الطائفية هناك.
ونبّه الصادق إبراهيم الرزيقي رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين من السعي الإيراني ومحاولتها التغلغل في المجتمع السوداني عبر الوسائل الثقافية والعقائدية، محذرا من خطر انتشار أفكارها الطائفية والتسويق لها عبر خلق نفوذ تحت المسميات الثقافية، مؤكدا على وجود مشاريع في البلد تعود لمستثمرين على علاقة مباشرة مع طهران.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى