أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

حكومة الكاظمي تمارس الصمت المطبق حيال التوغل الإيراني داخل الأراضي العراقية

النائبة حنان الفتلاوي تعبر عن السقوط الطائفي باعتراضها على إدانة البرلمان العربي للاعتداءات الإيرانية على الأراضي العراقية.

أربيل – الرافدين
أثار الصمت المعيب لحكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حيال اجتياح قوات برية من الحرس الثوري الإيراني لأراضٍ عراقية، استهجان قوى وطنية عراقية بالتزامن مع دفاع النائبة حنان الفتلاوي على إيران ورفض إدانة اعتداءاتها على الأرضي العراقية في بيان للبرلمان العربي.
وعبرت قوى وطنية عراقية عن رفضها للموقف الهزيل للسلطات الحكومية حيال انتهاك السيادة العراقية واستمرار العدوان الإيراني على العراق.
وتحول موقف الفتلاوي المدافع عن إيران في جلسات البرلمان العربي إلى استهجان شعبي ووطني، وأثار تساؤلات بشأن هذه البرلمانية المعبرة بامتياز عن السقوط الطائفي، وعما إذا كانت تمثل العراق أم إيران.
وكشف بهرام ياسين القيادي في البيشمركة، عن توغل قوات إيرانية في ناحية سيدكان شمال مدينة أربيل مساء الخميس، في وقت التزمت وزارتا الدفاع والداخلية الصمت في موقف أثار استهجان العراقيين.
وقال ياسين آمر قواتِ هلكورد، التابعة للبيشمركة، إن الحرس الثوري الإيراني، وسع نطاق انتهاكه للحدود، وعبرت قواته نقاط قوات البيشمركة في ناحية سيدكان، في خرق فاضح للمواثيق الدولية ومنها ميثاق الأمم المتحدة.
وأكدت مصادر محلية، أن القصف الذي يشنه الحرس الثوري الإيراني منذ ثلاثة عشر يومًا، على منطقة برادو ست في ناحية سيدكان بمحافظة أربيل، أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء، فضلًا عن إخلاء سبع قرى، ونزوح مئات العائلات عن منازلها، مع قرب بدء العام الدراسي.
وكانت إيران قد أعلنت نيتها تنفيذ هجوم بري في الأيام المقبلة بعد أسبوع من القصف الصاروخي المكثف على محافظات شمالي العراق بحجة وجود معارضين إيرانيين لنظام طهران داخل العراق، فيما تلتزم حكومة مصطفى الكاظمي وأحزاب العملية السياسية الصمت تجاه اعتداءات الحرس الثوري التي يبدو أنها لن تتوقف قريبًا.
وأكدت مصادر في حكومة أربيل في وقت سابق، تحشيد إيران لقوات عسكرية قرب حدود محافظتي أربيل والسليمانية تمهيدًا لعملية برية قد تكون أشبه بالاجتياح إذا لم يتم إخلاء مناطق شرقي كردستان العراق من المسلحين الأكراد الإيرانيين.
وأثار صمت الحكومة الحالية عن الهجوم البري لقوات الحرس الثوري الإيراني استهجان الشارع العراقي الذي طالب الحكومة الحالية باتخاذ موقف حازم وجاد لوضع حد للتجاوزات الإيرانية.
فيما مارست الميليشيات والأحزاب الولائية صمتًا معيبًا ومتوقعًا حيال الهجوم الإيراني على الأراضي العراقية.
وعبر مدونون ونشطاء عن سخطهم من الصمت الحكومي المطبق والدفاع المستميت لعناصر الإطار التنسيقي على الانتهاكات الإيرانية المتكررة.
وتهكم المحلل السياسي شاهو القره داغي على جهود وزير الخارجية فؤاد حسين في الإفراج عن المعتقل الإيراني لدى السلطات السعودية بسبب رفعه لصورة قاسم سليماني خلال موسم الحج بقوله “الخارجية العراقية تخدم العراق أو تقدم الخدمات للآخرين بصورة مجانية؟”.
وعلى خطى الدفاع المستميت، رفضت النائبة في البرلمان الحالي حنان الفتلاوي توجيه الاتهامات لإيران خلال كلمتها في البرلمان العربي الذي عقد في القاهرة.
وقالت الفتلاوي المعروفة بمواقفها الطائفية وولائها المعلن لطهران، تعليقًا على ذكر التدخلات الإيرانية في بيان أعدته اللجنة السياسية في البرلمان العربي حول العراق إنها “صياغات غير موفقة”. معتبرة أن ذكر انتهاكات إيران في البيان موقف متحامل على إيران دونًا عن غيرها من الدول الإقليمية.
واعتبر الباحث القانوني كامل الحساني دفاع الفتلاوي وكل عناصر الإطار التنسيقي عن إيران، مرتبطٌ بما يشهده النظام في طهران من ثورة داخلية وضغوط خارجية.
وقال الحساني الذي يرأس المركز الوطني للبحوث والدراسات “إن كل عناصر الإطار التنسيقي، بما فيها النائبة الفتلاوي، يستغلون كل مناسبة عراقية أو عربية أو دولية للدفاع عن النظام الإيراني خاصة مع شعورهم المؤكد بأنهم في مركب واحد مع بقاء وسقوط نظام قم وطهران”.
وأضاف إن بعض القيادات “الشيعية” تنخرط في الدفاع عن إيران لضمان الحماية للنفوذ وعدم المحاسبة عن الفساد والخروقات.
من جانبها، قالت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن “إيران تمارس أفعالًا عدوانية وخبيثة في العراق تثير التساؤلات عن سلوكها بحال امتلكت سلاحًا نوويًا”.
وأضاف عضو اللجنة السيناتور كريس فان هولين، أن إيران تصعد هجماتها ضد العراق وتواصل قصف مواقع عدة خاصة في أربيل والسليمانية توازيًا مع اندلاع التظاهرات في عدد من المحافظات الإيرانية ضد سياسات خامنئي وهو ما اعتبره هولين محاولة من طهران لتصدير أزماتها للخارج.
وأدانت في وقتٍ سابقٍ كلٌ من منظمة اليونيسف والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) الهجوم على أربيل.
وقالت ممثلة اليونيسف شيما سنغوبتا، في بيان للمنظمة إن “الهجمات على الأطفال ومرافقهم المدرسية غير مقبولة ويمكن أن تشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الأطفال.”
وشددت على وجوب “أن تكون المرافق المدرسية دائما مكانًا آمنًا لكل طفل، حيث يمكن للأطفال التعلم واللعب والنمو لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.”
وأعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في بيان منفصل، عن قلق بالغ إزاء الهجوم على أربيل.
وتأتي اعتداءات إيران على العراق متزامنة مع تظاهرات حاشدة في معظم المدن الإيرانية تنديدًا بسياسات القمع وانتهاك الحريات الفردية التي يمارسها النظام ضد الايرانيين وآخرها قتل الشابة الإيرانية مهسا أميني من قبل الشرطة الإيرانية، فيما يرى مراقبون أن افتعال الأزمات مع دول الجوار وتوجيه الأنظار بعيدًا عن المشكلات الداخلية إحدى الأساليب التي يستخدمها نظام طهران لصرف الأنظار عن حقيقة ما يجري من تدهور وانهيار للأوضاع الداخلية في إيران.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى