أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

ضغائن ودسائس وتنافس بين عائلتي البارزاني والطالباني للاستحواذ على كردستان العراق

لم يكن هناك أي توافق بين الطالباني والبارزاني على مر العقود الماضية، وكل ما يظهر مجرد تجميل لمعركة شرسة تسودها الكراهية.

أربيل- الرافدين
وصف مصدر سياسي عراقي كردي اختصار التنافس بين اسرتي البارزاني والطالباني على منصب رئيس الجمهورية، بالفهم السياسي السطحي لما يجري في كردستان العراق منذ عقود.
وقال المصدر المطلع عن قرب على أجواء التنافس بين الاسرتين الكرديتين، هناك ضجيج اعلامي لا يستند إلى الحقائق ولا يذهب الى المشكلة العالقة منذ عقود بين الطالباني والبارزاني، واختصارها بالحصول على منصب رئيس الجمهورية الذي هو في حقيقة الأمر لا قيمة سياسية له على الاطلاق.
وأضاف ان الخلاف الحقيقي يكمن في رغبة كل اسرة بالاستحواذ على ثروة كردستان العراق عبر وضع قدم في بغداد وألف قدم في أربيل.
وأشار الى ان التنافس لا يعود الى الحصول على منصب الرئيس، بل إلى عقود مضت، منذ انفصال جلال الطالباني عن الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مصطفى البارزاني والد مسعود، وتأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وأكد على أنه لم يكن هناك أي توافق بين الاسرتين على الاطلاق على مر العقود الماضية، وكل ما يظهر هو مجرد تجميل لمعركة شرسة يسودها الحقد والضغائن والكراهية بين الأسرتين، للحصول على الحصة الأكبر من ثروة كردستان العراق.
وذكّر بالمعارك الدامية التي جرت بين ميليشيات الحزبين في عام 1995، مشيرا الى تصريحات جلال الطالباني آنذاك التي نعت فيها مسعود بأشد الصفات كراهية وعداء، الأمر الذي دفع الأخير الى الاستعانة بالرئيس العراقي صدام حسين عبر رسالة رسمية نشرت في وسائل الاعلام، لمساعدته من صد هجوم قوات الطالباني المدعومة من إيران.
ولم تنته المعارك بين الحزبين، اذ استمر التنافس على الحصة الأكبر وابتزاز الأطراف التي صعدت للمشهد بعد احتلال العراق عام 2003.
وقال المصدر الذي سبق وأن ترأس قسم التاريخ في جامعة صلاح الدين في أربيل منذ سبعينات القرن الماضي، ان منصب الرئيس الذي تقلده جلال الطالباني بعد احتلال العراق، لم يكن بلا ثمن واتفاق مع مسعود البارزاني، وإنما حدث بتوزيع الحصص بين الحزبين، فقد اكتفى مسعود برئاسة الإقليم على ان يبقى جلال رئيسا للجمهورية.
وأضاف بما انه تلاشت فرصة تأسيس إقليم في شمال العراق بسبب الرفض الدولي، فأن الصراع بين الحزبين بدأ يتصاعد منذ سنوات.
وأكد على أن أولاد جلال بافل وقباد محملين بنفس الحقد والكراهية التي كان يكنها والدهم لأسرة البارزاني، ومستمرين بمحاولات الحصول على أكبر حصة ممكنة سواء من بغداد أو من أربيل.
وأشار الى أن قيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني تحظى بدعم غير محدود من قبل إيران.
وتركز وسائل الاعلام الداعمة للإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية على رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل الطالباني، بوصفه “الزعيم الكردي الجديد” الذي سيتم التوافق معه على تشكيل الحكومة.
وقال مصدر سياسي عراقي ان بافل لن يكون كوالده جلال في علاقاته من الأطراف المتصارعة على السلطة، فهو لا يتخلى عن طموحه الذي طالما أعلنه من دون تردد في “دولة خاصة بحزبه تضم السليمانية وكركوك وحلبجة” الامر الذي يؤجج الصراع مع أسرة مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني.
ويسيطر حزب ورثة الطالباني عمليا على محافظتي السليمانية وحلبجة من ضمن المحافظات الثلاث لإقليم كردستان العراق الذي يتّخذ من أربيل مركزا له، وهي أيضا معقل حزب أسرة البارزاني الذي يشمل نفوذه محافظة دهوك.
ويتحكّم الاتحاد في جزء من موارد الإقليم الذي يشارك في حكمه إلى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث يشغل شقيقه قوباد الطالباني منصب نائب رئيس الإقليم، كما أنّ قسما من قوات البيشمركة التي هي بمثابة جيش لكردستان العراق تابع للحزب.
ويصف صحفي كردي بافل بانه لا يمت بصلة عاطفية أو وطنية للعراق تماما مثل شقيقيه قوباد، فالاثنان ولدا خارج العراق في سبعينات القرن الماضي ولا يتحدثان اللغة العربية، ورافقا والدهما في جوالته مع أعداء العراق إيران و ”إسرائيل”.
وقال الصحفي الكردي في تصريح لـ”الرافدين” مفضلا عدم الكشف عن اسمه “بافل تربية استخباراتية إيرانية بامتياز، وولائه الى طهران لا يتزحزح”.
وعزا الصحفي تحالف الاتحاد الوطني الكردستاني مع الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية، الى ولاء الطرفين إلى إيران. فآخر ما يتم تداوله في اجتماعات بافل مع نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي وعمار الحكيم، أسم العراق.
وقال الكاتب علي الصراف “الأكراد دائما ما تبنوا الرهانات الخطأ، ووضعوا على أساسها استراتيجيات جوفاء. هم لا يعرفون، من الأساس، مَنْ هو العدو ومَنْ هو الصديق. لا يعرفون أن للأكراد عدوين لدودين وصديقا واحدا، ليس في العراق وحده، ولكن في كل أرجاء كردستان الكبرى”.
وأضاف “سوء التقدير، قام على أساس أن كل جزء من كردستان الكبرى يمكنه أن يعيش بمعزل عن الأجزاء الأخرى وأن يخوض حروبه ضد سلطاته بالطريقة التي يراها مناسبة. وهو ما بدد الطابع القومي للقضية الكردية، وحوّل الأكراد إلى أقليات تصارع من أجل حقوق وامتيازات متفاوتة. ولم تلاحظ أن للجوار قدرة على تخريب هذا المسار عندما يتحول إلى خطر”.
وتسود أجواء من التوتر وتبادل للاتهامات بين الحزبين، إثر الخلافات المستمرة على المرشح لرئاسة الجمهورية.
ونشر مجلس أمن كردستان التابع لنفوذ الديمقراطي الكردستاني إفادات مصورة ومسجلة لضباط وعناصر أمنية اعترفوا فيها بأنهم نفذوا عملية اغتيال عقيد في جهاز مكافحة الإرهاب في أربيل انشق مؤخرا عن السلطات الأمنية التابعة للسليمانية على إثر الانقسامات الداخلية للاتحاد بين جناحي بافل الطالباني ولاهور شيخ جنكي قبل أكثر من عام.
ويعاني الاتحاد الوطني الكردستاني من خلافات مهددة لهرمه بين بافل وابن عمه لاهور شيخ جنكي الذي كان يشغل منصب الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، قبل ان يتم عزله. ولا يزال الخلاف مستمرا بالرغم من التهدئة المؤقتة بين الطرفين.
وسبق وان رفع شيخ جنكي دعوة قضائية اتهم فيها بافل الطالباني بـ”مخالفة بنود وفقرات النظام الداخلي للحزب”، من خلال عزله ومنعه من ممارسة مهامه.
وذكر المعتقلون الأمنيون في الاعترافات المسجلة أنهم “نقلوا متفجرات من السليمانية إلى أربيل بأمر من جهاز قائد مكافحة الإرهاب التابع للاتحاد الوطني الكردستاني وأنهم نفذوا عملية الاغتيال والتفجير بعد أيام من المراقبة منزل عقيد في البيشمركة”.
وأدى التفجير الذي وقع يوم الجمعة، عبر عبوة كانت ملصقة بسيارة إلى مقتل العقيد هاوكار عبدالله الجاف وإصابة أربعة آخرين بجروح.
ونفى الاتحاد الوطني الكردستاني الاتهامات المنسوبة لضباط تابعين له في الضلوع بعملية القتل في أربيل. وربط البيان بين القضية ومسألة إصرار الاتحاد الوطني على مرشحه لرئاسة الجمهورية برهم صالح.
وتتزامن الاتهامات الأمنية مع تبادل رسائل سياسية استفزازية، بينها استقبال بافل الطالباني للسياسي المنشق عن عائلة البارزاني الشيخ أدهم البارزاني، الذي سبق وأن منعته سلطات أربيل من العودة بعد زيارة لإيران.
يأتي ذلك في وقت سحب الحزب الديمقراطي الكردستاني، مرشحه ريبر أحمد من السباق التنافسي على منصب رئيس جمهورية العراق.
وكانت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني قد أعلنت، في وقت سابق انها ستشارك في جلسة مجلس النواب المقرر انعقادها الخميس لانتخاب رئيس الجمهورية.
وقالت رئيسة الكتلة فيان صبري “سنشارك في جلسة مجلس النواب وننتخب مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني لطيف رشيد”.
ويتنافس الرئيس الحالي برهم صالح المرشح الرسمي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، والوزير السابق البالغ من العمر 78 عاماً عبد اللطيف رشيد القيادي في الاتحاد الوطني والمرشح بشكل مستقل، على منصب رئيس الجمهورية، فيما عرض مجلس النواب قائمة شكلية للمرشحين الاخرين في محاولة لتزيين المشهد الذي يصفه العراقيون بالبائس.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى