أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

السفيرة الأمريكية في بغداد تتقمص دور الطبيبة لإحياء جثة العملية السياسية

أستاذ متقاعد للعلوم السياسية في جامعة بغداد: تصريحات السفيرة آلينا رومانوسكي بدعم حكومة السوداني لغو لإحياء عملية فاشلة وفاسدة.

بغداد- الرافدين
وصف أستاذ متقاعد في العلوم السياسية في جامعة بغداد تحركات السفيرة الأمريكية في العراق آلينا رومانوسكي، لدعم تشكيل الحكومة الجديدة، بمن يتقمص دور الطبيب لإحياء جثة هامدة ومتفسخة.
وقال الأستاذ الذي أصدر أكثر من عشرة كتب في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أثناء عمله في جامعة بغداد منذ سبعينات القرن الماضي، ان تصريحات السفيرة الأمريكية الأخيرة يمكن عدها باللغو المنتظر حيال عملية سياسية ثبت فشلها.
وشدد بقوله على أن السيدة رومانوسكي تدرك فشل النموذج الذي اخترعته الولايات المتحدة في العراق بعد احتلاله، مثلما فشل في أفغانستان، وكل المحاولات لإحياء جثة العملية السياسية في العراق بعد الهروب من أفغانستان، لن تفضي إلا لمزيد من فقدان الأمل بالنسبة للعراقيين.
وقال الأستاذ المتقاعد طالبا التحفظ على ذكر اسمه لأنه يعيش في بغداد، إن مزاعم السفيرة الأمريكية بلقاءات مثمرة مع الرئيس عبد اللطيف رشيد ورئيس الحكومة المكلف محمد شياع السوداني “سخف يفوق سخف الوعد السياسي الذي أطلقه جورج بوش بتحويل العراق إلى واحة ديمقراطية في المنطقة، بيد أنه سرعان ما تحولت تلك الواحة إلى وصفة أمريكية صريحة للظلم والفشل”.
ووصف سياسة واشنطن في العراق بالهروب إلى الأمام، بدلًا من أن تعترف بأخطاء احتلال العراق ومساعدة العراقيين لاستعادة بلدهم من القوى والأحزاب السياسية الفاسدة التي دفعت بها الولايات المتحدة إلى الحكم منذ عام 2003.
واعتبر تصريحات السفيرة رومانوسكي بالمعيبة وهي تدعم أقطاب الفساد والفشل، ولا تقل سوءًا عن دعوة الرئيس جود بايدن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى قمة الديمقراطية التي عقدها نهاية العام الماضي، واعتبار العراق دولة ديمقراطية، بينما كل مؤشرات وتقارير المنظمات الدولية تضع العراق بعد احتلاله في قمة الدول الفاسدة والفاشلة.
وكانت السفيرة الأمريكية في بغداد آلينا رومانوسكي، قد عززت من لقاءاتها مع المسؤولين لدعم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني.
والتقت رومانوسكي برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، واصفة اللقاء بالسعي لتعزيز العلاقات الثنائية.
واشادت بدور الحلبوسي ودور البرلمان في انتخاب الرئيس عبد اللطيف رشيد.
ووصفت اللقاء مع رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد بالمثمر، وقالت “ناقشنا تعزيز علاقاتنا الثنائية، بما في ذلك دعم سيادة العراق وأمنه واستقراره بما يصب بمصلحة الشعب العراقي”.
كما اعتبرت محادثاتها مع رئيس الوزراء المُكلف محمد شياع السوداني بالهادفة.
وقالت بعد لقاء السوداني “العلاقات القوية بين الولايات المتحدة والعراق والتعاون مع الحكومة العراقية الجديدة سيعزز مصالحنا المشتركة في تقديم نتائج ذات مغزى للشعب العراقي”.
وقالت “إن اتفاقية الإطار الاستراتيجي هي التي توجه علاقات واشنطن مع الحكومة الجديدة”.
وأضافت رومانوسكي في تغريدة على تويتر أن “التقدم في تحقيق مصالحنا المشتركة مهم للعراقيين”.
وشددت بقولها “عراق يحارب الفساد ويخلق فرص العمل، وعراق مستقر من خلال مؤسسات أمنية حكومية قوية وخالٍ من داعش، وعراق مرن للتعامل مع التغير المناخي”.
وكانت نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون إيران والعراق، جينيفر غافيتو، قد رحبت بانتخاب، عبد اللطيف رشيد، رئيسا للبلاد، وتعيين، محمد شياع السوداني، رئيسا للوزراء “كخطوة مهمة تالية لتشكيل الحكومة في العراق”.
وقالت غافيتو “مستعدون للعمل مع أي حكومة تعكس رغبات الشعب العراقي، ونتطلع إلى حكومة تنفذ أجندة طموحة وواسعة في شراكتنا الثنائية المهمة والاستراتيجية”.
وقالت إن بعض المجالات “التي نحرص على العمل عليها مع الحكومة في تلبية اتفاقية الإطار الاستراتيجية هي تحديث قطاع الطاقة، ومحاربة الفساد، وضمان حقوق الإنسان لجميع المواطنين، وضمان وصول العراقيين إلى المياه، وتعزيز قطاع الرعاية الصحية، وإقامة شراكات مع القطاع التعليمي لضمان قوى عاملة عراقية متعلمة من أجل دعم وزيادة الازدهار في المستقبل”.
وتحولت تصريحات وتغريدات رومانوسكي إلى موضع تهكم من النشطاء العراقيين وتساؤل من قبل المحللين السياسيين.
وأجمعوا على أن السفيرة مثل إدارة بايدن تتهرب من السؤال الأهم الذي أطلقه العراقيون بوجه قوات بلادها التي احتلت وطنهم ودمرت وشردت المدنيين. وأنها اليوم تدعم طبقة سياسية فاسدة وفاشلة ساهمت بإيصالها إلى الحكم وثار عليها العراقيون في ثورة تشرين وطالبوا بإزاحتها.
وكان السوداني قد مارس نوعًا من “التذاكي الساذج” لتقديم نفسه إلى واشنطن بغية الحصول على دعمها في تشكيل الحكومة، عبر رفض قرار أوبك + بتخفيض انتاج النفط الذي احتجت عليه الولايات المتحدة وهددت بفرض عقوبات على دول أوبك.
وأكد السوداني في تصريح لصحيفة “وول ستريت جورنال”، أن “العراق لا يمكن تحمّل خفض إنتاجه النفطي كجزء من تحرك أوبك + لخفض الإنتاج”، مشيرًا إلى أن “البلاد بحاجة إلى الأموال لتعزيز اقتصادها المتعثر”.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تقودها السعودية وحلفاؤها بقيادة روسيا على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل من النفط يوميًا الأسبوع الماضي.
وصرح السوداني، بعد أيام من اجتماع “أوبك +” في فيينا، بأن “تخفيضات الإنتاج التي فرضها التحالف النفطي لن تنجح في العراق”.
وأضاف بأن العراق “بحاجة إلى بيع مزيد من النفط الخام للمساعدة في تمويل إعادة بناء اقتصادي بعد حرب معادية مع تنظيم داعش وفصائل مسلحة أخرى، في ظل النمو الكبير في عدد سكان العراق”.
وأكد أن العراق “يحتاج نصيباً أكبر من حصص الإنتاج”، قائلا “سنطلب من أوبك إعادة النظر في حصة العراق” في الناتج الإجمالي للتحالف إذا استطاعت كتلته السياسية تشكيل الحكومة”.
وكشفت تصريحات السوداني عن جهل وسذاجة في السياسة النفطية، إذ سرعان ما صرحت وزارة الخارجية في حكومة مصطفى الكاظمي بدعم قرار أوبك + بتخفيض النفط.
وأعلن الوزارة في بيان رفض أي سياسة تهدف إلى تهديد أو الضغط على منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك وحلفائها وتدعم موقف المنظمة ولاسيما المملكة العربيَّة السعوديَّة لضمان استقرار أسواق النفط وتنظيم عمليّة العرض والطلب وحماية مصالح المنتجين والمستهلكين.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى