أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

إيران تدفع باتجاه صناعة فجوات بين المقاومة السورية والقضية الفلسطينية

الدكتور مثنى حارث الضاري: لا يوجد إجماع داخل حماس بشأن قرار إعادة العلاقات مع النظام السوري، بل هناك انقسام داخل الحركة.

عمان- الرافدين
حذرت قوى سياسية وطنية فلسطينية وناشطون من مشاريع إيرانية تهدف إلى صناعة فجوات بين المقاومة السورية والقضية الفلسطينية.
وعزت تلك القوى التنازل الذي قدمته حركة حماس عن دماء الثوار سواء في فلسطين أو سوريا، وإعادة العلاقات مع نظام دمشق المدعوم من طهران، إلى مجرد القبول بها في عملية التطبيع تحت الاحتلال، رغم كل ما دفعته من ضريبة العدوان والحصار من قبل قوات الاحتلال.
وتهدف إيران في “مشروعها الاستراتيجي” في العراق وسوريا إلى الهيمنة، ودافعت عبر ميليشياتها عن النظام السوري مرتكبة مجازر في حق الثوار السوريين، كما تدير عملية سياسية طائفية عبر أحزابها في العراق. وتطارد بالاغتيال والاختطاف ثورة تشرين الرافضين للعملية السياسية برمتها.
وتدفع إيران في تحركات مكشوفة إلى إعادة تأهيل النظام السوري برغم كل المجاز التي ارتكبها بحق الثورة السورية. الأمر الذي دفع حركة حماس إلى السقوط في هذا الفخ الإيراني عبر إعادة علاقاتها مع نظام بشار الأسد.
وأجمعت القوى الوطنية على أن المشكلة واحدة سواء في العراق أو فلسطين أو سوريا، فهي دول ترزح تحت الاحتلال الصهيوني والإيراني، فأي عملية سياسية تحت الاحتلال لا تفضي إلى نتيجة وطنية.
ودعا ناشطون فلسطينيون أبناء الشعب الفلسطيني؛ إلى العمل على التصدي لمشروع إيران الذي يخدم المشروع الصهيوني والقاضي بصناعة فجوات بين المقاومة السورية والقضية الفلسطينية.
وأكّد الناشطون أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة ضد احتلال جاء يستهدف الإسلام والمسلمين، ولا يستهدف فقط من يعيش احتلالاً وقتلاً وتشريدًا في فلسطين، داعين إلى رفع علم الثورة السورية المباركة على شرفات البيوت في بيت المقدس وكل مدن فلسطين.
وقالوا إن أهل العراق والشام يعيشون احتلالات متعددة في دولهم لم تتوقف يوما عن شرب دمائهم وحرق أمهاتهم وتمزيق أبنائهم وتشريد من بقي حيا منهم، في إشارة إلى المشروع الإيراني الذي يجتاح العراق وسوريا، ورغم ذلك لم يتخلوا عن فلسطين، بل يعلنون في كل حين عن تضامنهم مع قضيتها وقضية الأقصى التي تعد قضية جميع المسلمين.
وشددت خطابات الناشطين على أن إعادة حركة حماس علاقتها مع النظام السوري الموغل في دماء شعبه؛ تعد طعنة في قلوب المكلومين، وقد زادها ملحا على جراحهم النازفة إعراب قيادة الحركة عن طي صفحة الماضي مع النظام والافتخار بما أسمته “اليوم العظيم” الذي عادت فيه حماس لحضن النظام في دمشق.
وبيّن النشطاء الفلسطينيون أن أقل واجب على أبناء المشروع الإسلامي والثوار في فلسطين؛ هو إعلان الوقوف مع الثورة السورية ورفع أعلامها في كل المدن؛ ليكون ذلك رد بليغ على ملالي إيران المجرمين، وصفعة في وجه النظام السوري، فضلاً عن إنكار ما أقدمت عليه قيادة حماس في خطوة مرفوضة من كل العلماء الصادقين.
وذكّرت الحملة في خطاباتها أن أرض فلسطين المباركة لم تتحرر في تاريخها إلا من خارجها ومحيطها اللصيق، وأن بوابة القدس لم تكن في يوم ما إلا من دمشق الأبية، لافتة إلى أن الفلسطينيين مدينون لعموم أهل الشام، وأن أقل ما يمكن مكافأتهم به هو التعبير عن موقف سياسي يتبناه شعب فلسطين، ويقضي بالتضامن معهم وعدم خذلانهم بالوقوف مع القاتل “بشار الأسد” والمحتل الإيراني.
وكانت هيئة علماء المسلمين في العراق، أحد أبرز القوى التي وقفت ضد الاحتلال الأمريكي والإيراني للعراق بنفس موقفها ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ودعم الثورة السورية بوجه النظام التابع لإيران، قد عدت الخطوة المؤسفة التي اتخذتها حركة حماس بإعادة علاقتها مع النظام السوري؛ بالانحراف عن بوصلة المقاومة في فلسطين، وأنها لن تحقق شيئًا ذا بال للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فضلًا عن مصادمتها لمصالح الأمة.
وأوضحت الهيئة في بيان أن خطوة حماس بإعادة علاقتها مع النظام في دمشق؛ تفتقد لأي وجه شرعي في تبرير التعامل مع هذا النظام على حساب المظلومين والمهجرين والمضطهدين من أبناء الشعب السوري الصابر.
وبيّنت أن المصالح “المتوهمة” التي بنت على أساسها الحركة قرارها هذا، ستفت في عضد الشعوب التواقة للخلاص مما تعانيه وستفتح بابا كبيرا من المخاطر والمفاسد على القضية الفلسطينية والمنطقة معا، وستسهم في تعزيز حظوظ مشاريع التطبيع في المنطقة مع أعدائها.
وكانت حركة حماس قد أصدرت بيانًا أعلنت فيه إعادة علاقتها مع النظام السوري. بذريعة أنه يأتي “خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا”.
ويأتي قرار حماس الذي تمثل بزيارة وفد منها إلى دمشق والالتقاء برئيس النظام بشار الأسد؛ بعدما كانت هيئة علماء المسلمين في العراق تتابع حيثيات هذا الموضوع منذ أسابيع، وتشاورت بصدده مع عدد من القوى والهيئات والحركات والشخصيات الإسلامية، وقامت بإرسال رسالة نصيحة لقيادة حركة حماس بهذا الشأن قبل شهرين ولم تعلن عنها وقتها؛ أملا بمراجعة الحركة للأمر وعدم المضي فيه، بحكم ما تعلمه الهيئة من وجود تيار رافض لهذه الخطوة داخل الحركة، وفي الساحة الفلسطينية.
وأعلنت الهيئة أن الحركة بعدما حسمت قرارها وسارت فيه؛ ولم تسمع لنصح الناصحين لها، ولم تجب عن رسالتها؛ فإنه ينبغي وضع الأمور في نصابها، والقيام بواجب البيانين الشرعي والسياسي.
وقالت الهيئة في بيانها إن خطوة حماس في إعادة العلاقة مع رئيس النظام السوري، أججت مشاعر الأمة في أكثر من مكان، وترك صدى مؤلما للكثيرين، ولا سيما لدى الشعب السوري المكلوم، وهيئاته وروابطه وجهاته الفاعلة.
وأضافت أن “القدس هي قضية الأمة، وليست قضية الفلسطينيين وحدهم؛ وأنتم لستم بمعزل عن الأمة وهمومها، ومراعاة المصالح لا تغني عن الانتباه للمفاسد، وما قد يُظن أنه صالح للجزء فإنه قد يضر بالكل، والسياسة والحكمة تقتضي مراعاة الأمرين”.
وكان الدكتور مثنى حارث الضاري مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق، قد وصف قرار إعادة حركة حماس علاقتها مع النظام السوري؛ على أنه استمرار في عملية دخول حركة حماس بعملية سياسية في ظل الاحتلال الصهيوني. بناء على مخرجات اتفاق أوسلو، برغم كل ما دفعته من ضريبة من حصار غزة والاعتداءات الصهيونية عليها وعلى المسجد الأقصى.
وقال الدكتور الضاري في إجابة على سؤال بشأن زيارة وفد من حماس الى دمشق والنصيحة التي سبقت وأن قدمتها الهيئة لحركة المقاومة الإسلامية، انه لا يوجد أجماع داخل حماس بشأن قرار إعادة العلاقات مع النظام السوري، هناك انقسام داخل حماس. وليس كما زعم المتحدث باسمها في المؤتمر الصحفي بعد زيارة دمشق.
وشدد على أن المشكلة واحدة في فلسطين والعراق وهي الدخول في عملية سياسية في ظل الاحتلال.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى