المهندس حاتم البشتاوي: السنن الإلهية أساس البنيان الحضاري عبر التاريخ

عمان- الرافدين

قال رئيس الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسنة حاتم البشتاوي، إن الدراسات على نور السنن الإلهية تشكل منعطفًا جديدًا نحو علوم ممنهجة بصبغة علمية دقيقة، وهي أيضًا من أنواع الجهاد في القرآن الكريم؛ من أجل إبراز سبقه في التصدي للقضايا العلمية الكبرى التي تشغل العالم اليوم، فضلاً عن كونها وسيلة جديدة في الدعوة إلى الله على هدى وبصيرة.
وعرّف المهندس البشتاوي في محاضرة استضافها مجلس الخميس الثقافي في هيئة علماء المسلمين في العراق، بمقره في العاصمة الأردنية عمان، بالسنن وبيان معناها. وأستعرض المحاضر طائفة من الآيات المتعلقة بسنن الكون في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، إلى جانب أقوال العلماء فيها ومعرفة دور هذه السنن في حياة الإنسان، لا سيّما وأنها ثابتة ومطردة، وذات معايير ثابتة الجذور في المجتمعات البشرية، مشيرا إلى أن سنن الله تعالى جارية ولا تبديل فيها أو تغيير.
وتناولت البشتاوي في محاضرته “السنن الإلهية ودورها في البنيان الحضاري”، عدة محاور تتعلق بموضوع السنن، كتسخير الكون للإنسان، وبيّن المحاضر في هذه الجزئية ماهية الكون، وأنواع السنن الكونية التي جعلها الله تعالى فيه، متناولاً قضايا علمية تتعلق بالأرض والإنسان والعلاقة بينهما، ودراسة سنن الله العظيم في باطن الأرض، ودور الإنسان في دراسة التكوين الكوني، ومنهج القرآن الكريم في ذلك، في ظل إيراده عددا من الآيات الكريمة التي توضح ذلك، وتشتمل على مقاصد تقود الإنسان إلى معرفة سنن الله الكونية وكيف يتعامل معها.
واهتم المحاضر بالحديث عن دور القرآن الكريم في تشكيل العقلية الإسلامية العلمية، ودور الإنسان في فقه السنن وأهمية الوعي بها، مستدلاً على ذلك ببيان دور الرسل عليهم الصلاة والسلام في عمارة الأرض، ودور العلماء والصالحين في بيان السنن الإلهية على اتساع آفاقها وكثرة دلالاتها، مبينًا ان الإنجاز الحضاري في الإسلام وسيلة إلى غاية عظيمة تكسب في الوقت نفسه أخلاقية كبرى لا تتوفر في بقية الحضارات.
جدير بالذكر ان المهندس حاتم البشتاوي، الحاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهروميكانيكية من جامعة حلب والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة F.I.T في الولايات المتحدة الأمريكية، يعد من أهم المتخصصين في الاعجاز العلمي في القرآن الكريم.
وتركز أبحاثه على إن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هو سمة القرن الحاضر وهو منهج الذين يبحثون عن حقيقة الحياة وغاية الإنسان في هذا الوجود وسنن الله في الأنفس والآفاق، ولا سيما في ظل الثورة العلمية في شتى حقول المعرفة.
ويشير إلى انه في القرآن الكريم أكثر من 1300 آية تؤكد الحقائق العلمية والسنن الكونية، ولا يوظف في الإعجاز العلمي إلا ما أصبح حقيقة علمية اتفق عليها كل علماء الأرض وأشار إليها القرآن الكريم. مثل اتساع الكون، والزوجية في الإنسان والنبات والحيوان، ومنها تطور مراحل خلق الجنين، ومنها ارتفاع الضغط كلما ارتفعنا في الجو، ومنها الدورة الفلكية للشمس والقمر والنجوم وغيرها.
وأصدر البشتاوي مجموعة من الكتب منها “المنهج القرآني والظاهرة العلمية” و “الإعجاز العلمي لغة العصر” و “السنن الإلهية ودورها في المعمار الكوني” و “الإنسان بين الروح والجسد” و “الإنسان بين العلم والقرآن”.