أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

أولى زخات المطر تغرق مدن العراق

ناشطون: الأمطار تسلط مزيدًا من الضوء على واقع البنية التحتية المتهالكة في العراق.

 بغداد ــ الرافدين

بات غرق بغداد ومدن عراقية أخرى مشهدًا يتكرر في كل سنة مع قدوم أول زخات المطر.
وتعاني بغداد منذ عام 2003 من غرق شوارعها بمياه الأمطار نتيجة تهالك شبكة الصرف الصحي حتى أصبح موسم الأمطار عبئًا يضاف إلى أعباء العراقيين، في ظل غياب حكومي لمواجهة هذه الأزمة المزمنة.
ومع كل شتاء تعاد ذات القصة، فبغداد كانت على موعد مع الغرق حيث غمرت مياه الأمطار شوارع بغداد وعدة محافظات نتيجة انهيار البنى التحتية، وفشل مشاريع تصريف المياه.
وانتشرت مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي تظهر غمر المياه عددًا من شوارع وأحياء بغداد والمحافظات، ما عرقل حركة السير وقطع بعض الطرقات، بالإضافة إلى غرق بعض المباني العامة الخدمية ومنها المستشفيات والمدارس وغيرها.
وانتقد مواطنون من بغداد سوء الخدمات والإجراءات المتبعة بتصريف المياه، مؤكدين أن مياه الأمطار تسبب بضرر في الكثير من المنازل.
ووثق مواطن من منطقة الدورة غرق المنطقة بمياه الأمطار متهمًا أمانة بغداد بالتقاعس في القيام بواجباتها منذ عدة سنوات.
كما أظهرت المقاطع اقتحام مياه الأمطار مستشفى النعمان في مدينة الأعظمية ببغداد.
ولم يختلف الحال مع المركز الصحي في بلدة الغراف في محافظة ذي قار، والذي غرق مع بدايات زخات المطر التي هطلت في المحافظة.
فيما تصر الجهات الحكومية على رفض الإقرار بأي تقصير أو إهمال، وتبرر لفشلها في إدارة الأزمات، من خلال تشكيل اللجان التحقيقية بشأن سوء الخدمات خاصة فيما يتعلق بسحب مياه الأمطار وتصريفها.
وكشفت مصادر مطلعة عن اعتقال قائممقام قضاء الغراف في محافظة ذي قار، الصحفيين سلامة السرهيد وسعد الركابي واحتجازهما في مركز للشرطة بسبب تغطيتهما غرق المركز الصحي بسبب انهيار البنية التحتية.
من جانب آخر، أكد قائممقام قضاء بعقوبة عبد الله الحيالي، أن موجة الأمطار المتواصلة في بعقوبة وبقية مدن ديالى أغرقت شوارع وأحياء وأسواق المدينة بسبب كثافتها التي تعد الأغزر منذ 3 سنوات.
واعترفت لجنة الخدمات النيابية في وقت سابق بأن أمانة بغداد باتت مؤسسة منهكة وعاجزة عن تقديم الخدمات.
واوضح عضو اللجنة علاء الربيعي، أن بغداد لا تحتاج لمؤتمر دولي لأعمار العاصمة بقدر حاجتها لإطلاق حملة خدمات واسعة، كما الحال في باقي المحافظات التي هي بأمس الحاجة لأيادي مهنية وكفوءة تنتشلها من وضعها الراهن.
من جانبه أكد النائب مهند الخزرجي، أن الفساد وسوء التخطيط في أمانة بغداد أديا إلى إهدار المليارات المخصصة للمشاريع الخدمية وأضاف الخزرجي، أن الفساد الذي تجذر في دوائر أمانة بغداد أسهم بشكل كبير في تدمير البنى التحتية الأساسية وتعطيل المشاريع الاستراتيجية.

الأمطار تفاقم من معاناة العراقيين بسبب انهيار البنية التحتية

ويرى مراقبون أن الإجراءات الحكومية متلكئة مع أعراض الداء دون معالجة أسبابه، مبقية المشكلة تراوح مكانها، في ظل عدم محاسبة المقصرين والفاسدين.
وقال رئيس المركز الإقليمي للدراسات السياسية علي الصاحب في مداخلة مع قناة الرافدين، إن المؤسسات الخدمية لا تقدم سوى 1 بالمائة من الخدمات بسبب المتسلطين على رقاب العراقيين، على الرغم من المبالغ المالية الطائلة التي تخصص للمشاريع الخدمية.
وشن ناشطون ومدونون هجومًا على الحكومة لتقصيرها في تطوير البنية التحتية للمدن على الرغم من مليارات الدولارات التي صرفت خلال الأعوام الماضية لتطويرها، منتقدين العجز الحكومي إزاء أولى موجات المطر، التي أثبتت فشل أمانة بغداد في مواجهة أولى موجة الأمطار.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى