أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

السلوك السياسي المشين وانتهاك حقوق الإنسان يضع العراق في قائمة الدول “المكروهة”

الاسكوا: العراقيون أكثر الناس تشاؤما بعدم وجود مساواة مقارنة بالمعدل العام لبقية المواطنين العرب.

بغداد- الرافدين

تسبب السلوك السياسي المشين والفساد في تبوأ العراق مراتب متقدمة في تصنيف الدول المكروهة في العالم، بالتزامن مع استطلاع دولي أظهر بأن العراقيين هم أكثر الناس تشاؤما بعدم وجود مساواة مقارنة بالمعدل العام لبقية المواطنين العرب.
وصنف موقع أمريكي 15 دولة، كأكثر الدول “المكروهة” عالمياً، وكان العراق الى جانب إيران والسعودية و”إسرائيل” ضمن هذه الدول.
وعزا موقع (worldometers) الأمريكي المعني بالإحصاء السكاني العالمي، الكراهية الدولية للعراق، إلى تصرفات الحكومة التي ينخرها الفساد والفشل.
وجاءت كراهية العراق أيضا من السجل المنهار لانتهاك حقوق الانسان في هذا البلد الذي شهد عمليات تهجير وقتل على الهوية.
وأشار الموقع إلى أن مصدر الكراهية يتأتى مما يشهده العراق من تطهير طائفي وإبادة جماعية واغتيالات ومخبر سري لا يخضع للقانون وسجون سرية وتعذيب مشين.
ويتزامن تقرير الموقع الأمريكي المعني بشؤون الإحصاء السكاني عن كراهية العراق مع استطلاع للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الاسكوا” أظهر بأن العراقيين هم أكثر سكان المنطقة شعوراً بعدم المساواة، وأن الفساد يشكّل التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد.
وأشار استطلاع “الاسكوا” إلى أن العراقيين هم أكثر الناس تشاؤما بعدم وجود مساواة مقارنة بالمعدل العام لبقية المواطنين العرب.
وأوضح أن معدل التشاؤم لدى العراقيين فيما يتعلق بوضعهم الحالي والمستقبلي بخصوص المساواة الاقتصادية والاجتماعية، هو الأعلى بين مواطني البلدان العربية الأخرى.
وأظهر استطلاع اجري بين شباب عراقيين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، ان ثلاثة ارباعهم كانت نظرتهم سلبية جداً تجاه الوضع الحالي للمساواة الاجتماعية والاقتصادية.
وكان الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 بذرائع كاذبة قد زعم بأن العراق سيتحول إلى دولة ديمقراطية يعيش شعبها أعلى درجات الرفاهية.
وبعد عقدين أصبح العراق يتصدر مراتب الفساد والفشل السياسي الدولي، فيما يعيش نصف السكان تحت خط الفقر بالرغم من ثروته النفطية.
وذكر الاستطلاع أن ثلثي العراقيين الذين استطلعت آراؤهم ذهبوا إلى ان توفير فرص عمل للشباب يعدُّ امراً جوهرياً لمعالجة مشكلة انعدام المساواة.
وأكد على أن العراقيين بينما يعتقدون بنحو راسخ، أكثر من بقية المواطنين العرب عموماً، بان خلق فرص عمل للشباب هو امر جوهري وحيوي، فان أملهم بتحقق ذلك أقل.
وشدد على أن اثنين فقط من مجموع خمسة يعتقدون انه ستكون هناك خلال الخمس سنوات المقبلة وظائف لائقة أكثر.
وأوضح أن المرحلة التاريخية الأخيرة التي مر بها العراق من معارك واضطراب سياسي، قد عملت على زعزعة القطاع الخاص وعرقلة التنمية الاقتصادية.
وأشار إلى أن 23 بالمائة من الذين استطلعت آراؤهم ذكروا ان أكبر تحد يواجه العراق هو الفساد، مشدداً على ان 22 بالمائة فقط من العراقيين لهم ثقة بالحكومة في محاربة الفساد.
جدير بالذكر أن العراق يحتل التسلسل 157 في مؤشر الشفافية لعام 2021 من بين 180 بلداً الاكثر فساداً في العالم.
ويهتم الشباب العراقيين بموضوع الفساد الذي يعمل على هدر أموال الدولة وتضييعها من قبل الأحزاب الحاكمة والميليشيات المرتبطة بها، في وقت يمكن استخدامها في مجال خلق فرص عمل وتقليل نسبة الفقر والمضي قدما تجاه التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وسبق أن خلا تقرير مؤشر السعادة السنوي الذي يصدر بإشراف الأمم المتحدة من وجود العراق فيه.
وتعتمد الدراسة السنوية الدولية على إحصاءات لمعهد “غالوب” تقوم على طرح أسئلة للسكان عن نظرتهم لمستوى سعادتهم مع مقارنة نتائج الاستطلاع بإجمالي الناتج المحلي في البلاد وتقويمات تتعلق بمستوى التضامن والحرية الفردية والفساد لإعطاء علامة إجمالية لكل بلد.
وتصدر العراق مع أفغانستان ولبنان المراتب العليا في المشاعر السلبية وفق استطلاع للمشاعر للمعهد نفسه عن البلدان التي تعاني من مشاعر سلبية حول العالم.
وشمل استطلاع المشاعر لعام 2022 نحو 122 دولة، وشارك فيه نحو 127 ألف شخص من عمر 15 عاما فما فوق خلال الفترة من عام 2021 وحتى آذار الماضي.
وتضمن الاستطلاع عدة نقاط منها أسئلة للمشاركين سواء وجها لوجه أو عبر الهاتف، بشأن المشاعر الإيجابية والسلبية والتوتر وغيرها.
وذكرت الدراسة أن هناك أشياء كثيرة تجعل الناس تعساء، ولكن هناك عوامل هي الأكثر تأثيرا ومنها الفقر والمجتمعات السيئة والجوع والشعور بالوحدة.
وشهدت المحافظات العراقية احتجاجات على العملية السياسية في ثورة تشرين عام 2019 جوبهت بالقمع والقتل من قبل القوات الحكومية والميليشيات.
وشارك مئات الآلاف من العراقيين في ثورة تشرين مطالبين بالحكم الرشيد ومحاسبة أحزاب العملية السياسية الفاسدة والميليشيات على عمليات القتل.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى