أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

حرائق الفساد تلتهم مطار بغداد الدولي

حرائق مطار بغداد استمرار لإحراق العراق ومؤسساته الحيوية وبناه التحتية المستمرة منذ 2003

بغداد – الرافدين

انتقلت الحرائق شبه اليومية إلى مطار بغداد الدولي، حريقان في غضون ثلاثة أيام الأول نشب في صالة المغادرين الرئيسة، أما الثاني فقد اندلع في صالة نينوى المخصصة لاستقبال المسافرين، وتسبب الحريقان بتوقف الرحلات الجوية لفترة من الوقت.
أعاد الحريقان التساؤلات القديمة الجديدة عن هوية الفاعلين واهدافهم في ضوء المؤشرات القوية على أنها حرائق مفتعلة، وهو ما كشفت عنه رئيسة لجنة النقل والاتصالات النيابية زهرة البجاري بأن حريق صالة مطار بغداد تم بفعل فاعل.
وقالت البجاري إن “تكرار الحرائق في مطار بغداد الدولي والمطارات العراقية الأخرى، يشير إلى أنها مُتعمدة وهو أمر خطير سيشوه سمعة المطارات العراقية في الخارج.

حريق يلتهم صالة نينوى في مطار بغداد الدولي

حرائق مطار بغداد الدولي سلطت مزيدًا من الضوء على الصراع المستعر بين الأحزاب السياسية للسيطرة عليه حيث ظل المطار نقطة تجاذب وصراع بين الأحزاب والميليشيات.
القيادي في الإطار التنسيقي، جمال حسن اتهم من سماها مافيات متنفذة بالوقوف وراء هذه الحرائق لخلط الأوراق وإسقاط حكومة الإطار برئاسة السوداني.
وقال أعضاء في لجنة النزاهة، إنهم سبق أكدوا بأن الشركة الأمنية في مطار بغداد، غير رصينة ولا تمتلك الحس الأمني لإدارة أمن المطار الدولي، ولا تمتلك خبرة في إجراءات السلامة.
أما السوداني فقد اكتفى بإعفاء بعض المسؤولين في قطاع الطيران، دون التحقيق مع المقصرين.
حيث أعفى مدير عام سلطة الطيران المدني، ومدير مطار بغداد الدولي، ومدير أمن المطار من مناصبهم، بعد ساعات من اندلاع الحريق الثاني بالمطار خلال أقل من 48 ساعة.
ويشير مراقبون إلى أن هناك جهات تقف وراء حريقي المطار نجحت في إظهار قصور المسؤولين على مطار بغداد، وبالتالي إعفاؤهم من مناصبهم ليتم استبدالهم بأشخاص آخرين تابعين لأحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي.
ويضيف المراقبون بأن حريقي المطار خلفه صراع داخل الإطار التنسيقي متمثلًا بدولة القانون وميليشيا العصائب من جهة ومنظمة بدر من جهة أخرى هدفه الاستيلاء على حصة المطار.
كما كشفت حرائق المطار الأخيرة حجم الفساد مالي الذي ينخر المؤسسات الحكومية، إذ إن ملايين الدولارات التي أنفقت على أنظمة السلامة وأجهزة الإطفاء إلا أنها لم تتمكن من التعامل مع الحرائق، فضلًا عن عدم كفاءة فرق أمن المطار في التعامل مع هذه الحوادث قبل وقوعها، كما يؤكد ذلك وزير النقل الأسبق، عامر عبد الجبار بأن سلطة الطيران المدني تعاقدت قبل 10 سنوات مع شركة فرنسية، لنصب منظومة إطفاء ذاتي للحرائق في مطار بغداد الدولي، كلفت العراق نحو 19 مليون دولار، دون تشغيل تلك المنظومة.
وقال عبد الجبار، إنه من خلال مشاهدة مقاطع الحرائق، تبين وجود دخان كثيف في صالة مطار بغداد، ما يعني غياب عمل ساحبات الهواء، ودخول مواد قابلة للاشتعال إلى الصالة، مستغربًا من دور الشركة الأمنية التي تم الاصرار على وجودها، رغم المخاوف من سوء أدائها
ويقول المراقبون والناشطون العراقيون إن مسلسل إحراق العراق ومؤسساته الرئيسة سيتواصل ولن يتوقف مادام الصراع قائمًا ومحتدمًا بين شركاء العملية السياسية وميلشياتهم للاستحواذ على المال العام وارتباط هذه القوى بإيران في إطار سياسة طهران بالانتقام من العراق ونهب مقدراته الاقتصادية وتحطيم ما تبقى من بنيته التحتية حتى وإن كانت متهالكة لإحالته إلى خراب يباب.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى