أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

باحثون عرب يحذرون من التعامل الانتقائي مع قضايا الأمة الإسلامية

مركز الرافدين للدراسات الاستراتيجية "راسام" يستضيف باحثين من سوريا وفلسطين والعراق لمناقشة روح الأمة والعلاقة بين قضاياها الكبرى.

إسطنبول- الرافدين
حذر باحثون من النظر الانتقائي مع قضايا الأمة الإسلامية مطالبين بوجوب التعامل مع القضايا الإسلامية جميعها على المستوى نفسه؛ إذ لا يمكن التضحية بقضية على حساب أخرى، لأن المسلمين كالجسد الواحد.
وقدم نخبة من الباحثين من سوريا والعراق وفلسطين مجموعة معالجات لموضوع “روح الأمة والعلاقة بين قضاياها الكبرى”، خلال ندوة أقامها مركز الرافدين للدراسات الاستراتيجية “راسام” في مدينة اسطنبول ظهر السبت.
وأثارت الأوراق البحثية المقدّمة في الندوة مجموعة من المداخلاتٍ أظهرت أهمية هذه الندوة والأوراق البحثية التي قدّمها الباحثون، من أجل النهوض بروح الأمة ومعالجة مشكلاتها وقضاياها.
وشدد الدكتور مطيع البَطين المتحدث باسم المجلس الإسلامي السوري؛ على أهميّة توحيد الصفوف بين شعوب الأمة الإسلامية، ونبذ التفرقة التي تزيد إضعاف الأمة.
وقال في ورقة بعنوان “روح الأمة والعلاقة بين قضاياها الكبرى” أنّ المزيد من الابتعاد عن العلماء والدعاة من قبل الجهات الإسلامية والشعوب؛ يؤدّي إلى إنشاء ردّات فعل غير مدروسة.
وحذّر من الشعارات المخادعة التي يتبناها النظام الإيراني وأذرعه في المنطقة تجاه القضية الفلسطينية في الوقت الذي يحتل دمشق وبغداد وصنعاء وبيروت.
وشدد على وجوب التعامل مع القضايا الإسلامية جميعها على المستوى نفسه؛ إذ لا يمكن التضحية بقضية على حساب أخرى، لأن المسلمين كالجسد الواحد، داعيًا إلى وجوب تعزيز العلاقة بين علماء الأمة وشعوبها .
واهتمت الورقة البحثية الثانية التي قدّمها الباحث الفلسطيني مضر أبو الهيجاء؛ بعوامل نهضة المشروع الإسلامي الموحّد، مؤكدا على أن أي مشروع يستهدف إصلاح واقع الأمة وشعوبها واسترداد دورها في سلّم النهضة لا يتم إلّا بمعرفة مفهوم الأمة. وقال إنّ من يريد الإصلاح في الأمة لا يمكنه أن يتجاوز تحليل وقراءة الحركات الإسلامية ومعرفة وجوه الصواب والخطأ في قراراتها.
وعن خطر المشروع الإيراني على وحدة الأمة الإسلامية وقضياها الكبرى؛ أكّد أبو الهيجاء أنّ كلّ إضعاف للمشروع الإيراني يعدّ خدمة للأمة الإسلامية، داعيًا إلى ضرورة عدم تسليم مفاتيح القضايا الكبرى والقضية الفلسطينية على رأسها؛ للجهات التي تضر بثوابت بالإسلام وتتقاطع مع الوحدة الإسلامية.
وبشأن تعامل العلماء مع المشروع الإيراني؛ بيّن الباحث الفلسطيني، أنّ أحدًا لم يبدع مثل الشيخ حارث الضاري “رحمه الله” في التعامل مع المشروع الإيراني والثبات على مواقفه تجاهه، مع استيعابه السياسي بمسؤولية عالية لجميع المكونات في العراق.
وتناولت الورقة البحثية الثالثة دور علماء المسلمين في تحقيق روح الأمة ومصلحتها العليا في ضوء قضاياها الكبرى والتي قدّمها مسؤول قسم الإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق معاذ البدري الذي قال “إنّه لا ينبغي أن توجد أولويات بين قضايا الأمّة أو أن تُقدّم إحداها على أخرى؛ لأنّ الأصل أنْ تتكامل القضايا وتتحد وتُنزّه عن التقاطعات والأسبقيات”.
وشدد البدري على أنّ مفهوم الأمة قائم على أساس الدين؛ بوثيقة المدينة التي وضعها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بوصفها دستورًا للدولة ومنهجها السياسي الذي أكّد أنّ المؤمنين والمسلمين أمةٌ واحدة.
وبشأن عدم تصنيف قضايا الأمة وفق الأولويات؛ أكّد البدري على أنّ التفريق بين قضايا الأمة بعيدًا عن روحها ومصلحتها الكبرى؛ أخذ بالكثير من المتكلمين في الشأن السياسي والمنظرين في ميدان الفكر؛ إلى الوقوع في مغالطات سواء في توصيف مشكلة أو اقتراح حلّها، لافتًا إلى أنّ تأصيل المسألة من باب المصلحة والمفسدة لا يحقق مصلحة الأمة الكبرى، بل لا بد أن يُنظر إلى القضية من منظور العقيدة.
واقترح الباحث العراقي حلولًا لأجل الوصول إلى روح الأمة واستعلاء مصلحتها، مثل تحقيق الربانية في شؤون الحية وفي مقدمتها العلم، وتفعيل قواعد الفكر الجمعي على غرار منهج هيئة علماء المسلمين في العراق، وعدم إفال روح الأمّة في تناول المواقف القطرية الضيقة، إلى جانب إعادة النظر في مسائل المشاركات السياسية سواء في الحكومات أو المجالس النيابية في ظل الأنظمة الخاضعة للنظام العالم القائم اليوم، فضلاً عن الأنظمة التي يؤسسها الاحتلال.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى