أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

السجون الحكومية.. زنازين لتعذيب المعتقلين الأبرياء

المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب: أكثر من 46 حالة وفاة في السجون منذ بداية 2022 بسبب التعذيب والإهمال الطبي.

بغداد – الرافدين
تشهد السجون في العراق منذ عقدين تعذيبًا نفسيًا وجسديًا للمعتقلين، حيث يتفنن السجانون في إذلالهم وتعنيفهم في ظروف غير إنسانية، بوضعهم في زنازين مكتظة وغير مهيأة صحيًا بدوافع طائفية وسط غياب تام لأبسط قواعد احترام حقوق الإنسان.
وكشف المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب عن إحصائية جديدة لعدد المتوفين في السجون الحكومية من جراء التعذيب الممنهج ضد المعتقلين والإهمال الطبي لهم حيث أظهرت أكثر من 46 حالة وفاة منذ بداية عام 2022.
وناشد عدد من أهالي المعتقلين المركز العراقي ومنظمات دولية وحقوقية في وقت سابق وحالي للوقوف معهم وبذل جهود لإيقاف تعذيب أبنائهم مؤكدين امتلاكهم وثائق طبية تثبت  تعرضهم للتعذيب في أثناء التحقيق لانتزاع اعترافات منهم بشأن جرائم لم يرتكبوها.
ودعا المركز العراقي الجهات الحكومية إلى إيقاف مسلسل الانتهاكات ضد السجناء، مطالبًا الأمم المتحدة بتشكل لجنة مختصة في قضايا التعذيب للتدخل واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإطلاق سراح الأبرياء.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن التعذيب لا يقتصر على مراحل التحقيق فحسب، بل يشمل الحبس والسجن أيضًا، مبينًا أن اعترافات سجناء أفرج عنهم تؤكد أن الظاهرة ما زالت مستمرة.
ويرى حقوقيون أن “التعذيب بات سلوكًا ممنهجًا للسلطات الحكومية، وهو شيء كارثي”.
وأشاروا إلى أن “أعمال التعذيب الوحشية التي تمارسها السلطات الحكومية داخل السجون تخرق كافة القوانين الدولية”.
ولفتوا إلى “عدم وجود مبادئ عامة وسياسة واضحة لمؤسسات الدولة للتعاطي مع قضية التعذيب”.
وأكدوا أن ” هناك آثارًا نفسية سلبية وأخرى عقلية يعاني منها ضحايا التعذيب”.
وتقول الناشطة الحقوقية بشرى العبيدي إن “المعتقلين تحدثوا عن قصص مخيفة عن التعذيب وانتزاع الاعترافات بالقوة”.
وأوضحت العبيدي أن “المتورطين في التعذيب من ضباط ومنتسبي الأجهزة الأمنية ما زالوا يفلتون من العقاب”.
وعادت قضية الشاب حسن محمد أسود إلى الواجهة من جديد خلال الأيام القليلة الماضية بعد إعلان عائلته عن تعرّضها لضغوطات أمنية وتهديدات لإرغامهم على التنازل عن الدعوى القضائية ضد الضباط المتورطين بتعذيبه ابنهم  بالصعق الكهربائي وغيرها ما أدى إلى تشوه يديهليقرر الأطباء لاحقًا أنه لا بد من بترها من منطقة الرسغ.
وقال والد الشباب إن “الضباط والمنتسبين الضالعين بتعذيب ابنه أفرج عنهم  بعد 20 يومًا فقط من تلك الحادثة بكفالة مالية، وتحت التهديد والتخويف اضطررنا إلى قبول التسوية معهم”.
قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين كشف في تقرير له أن “التعذيب الوحشي المتكرر والإهمال الطبي المتعمد والابتزاز الممنهج من أبرز أسباب وفاة المعتقلين في السجون”.
واتهم التقرير “السلطات الحكومية بالتستر على حقيقة ما يجري خلف أسوار تلك السجون، ما يستدعي تحركًا دوليًا حاسمًا لإيقاف الانتهاكات والفظائع الجارية داخل السجون الحكومية في العراق، وضمان محاسبة المتورطين والمسؤولين عنها ومحاكمتهم”.
مسلسل التعذيب في سجون الميليشيات السرية وسجون الحكومة العلنية انطلق بعد العام 2003 ولم يتوقف يومًا وهو مستمر في ضوء سيطرة وهيمنة الميليشيات على مفاصل الدولة العراقية بل يزداد قمعًا وبطشًا ووحشية بسبب استمرار حلقة الإفلات من العقاب ما يغري هذه الميليشيات والأجهزة الأمنية الحكومية بارتكاب المزيد من التعذيب أغلبه لدوافع طائفية ما عادت تخفى على الرأي العام في داخل العراق وخارجه كما أن اللجان التحقيقية التي تعلن الحكومات عن تشكيلها عقب كل جريمة لم تفض إلى أي نتائج حقيقة في إنصاف الضحايا ومعاقبة المتورطين بهذه الجرائم من عناصر الأجهزة الأمنية والميليشيات

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى