أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

العراق يحتل المرتبة 163 في مؤشر مخاطر الرشوة العالمي لعام 2022

استشراء الفساد في العراق أحال حياة العراقيين إلى كابوس لا ينتهي في ظل سيطرة وتحكم الأحزاب السياسية التي هي مجرد( دكاكين) تتولى بميليشياتها المسلحة المرتبطة بجهات خارجية أولها إيران فرض (الإتاوات) على الشعب وإجباره على دفع الأموال (الرشى) مقابل الحصول على أبسط حقوقه ومنها حقه في الحياة.

بغداد _ الرافدين

لا يثير احتلال العراق المرتبة( 31) من بين الدول الأكثر تعاطيًا مع الرشوة’ أي حالة من الاستغراب لدى جميع العراقيين الذين يضطر الكثير منهم إلى دفع (الإتاوة) لقاء انجاز أعمالهم أو محاولة تجنب المواجهة مع قوى متنفذة تستطيع أن تكبدهم خسائر كبيرة إذا ما امتنعوا عن تقديم تلك الرشى.
وإذا كانت المنظمة العالمية لمناهضة الفساد(TRACE) قد وضعت العراق في المرتبة (163) من بين (194)دولة في العالم وجعلته على رأس قائمة الدول العربية الأكثر فسادًا’ فإنها بذلك لا تضيف إلا التأكيد على حقيقة تعايش معها أهل العراق منذ نحو عشرين عامًا في ظل سلطات جاءت في أثر الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وحاولت وماتزال لجعل الفساد ثقافة يتعاطى معها المجتمع العراقي دون تذمر أو رفض’في الوقت الذي يدرك فيه شعب العراق أن هذا الفساد المستشري الذي تعد الرشوة أحد أذرعه’ هو من أحال بلدهم إلى ركام وحرمهم من التعليم الجيد والرعاية الصحية و أجبرهم على العيش بعشوائية وفوضى وبغياب شبه كامل للخدمات الضرورية كالماء الصالح للشرب والكهرباء والنظافة وتوفر فرص العمل ‘ الأمر الذي أدى إلى توسع مساحة الفقر حتى بات أكثر من عشرة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر وزيادة أعداد العاطلين عن العمل حتى بلغ عددهم وفقًا لرئيس اتحاد نقابات العمل في العراق نحو (15)مليون عاطل عن العمل ‘وهي نتيجة طبيعية لغياب الصناعة والزراعة وأية فرص للعمل واعتماد العراق على استيراد كل ما يحتاجه وتحول العراقيون إلى مجرد مستهلكين لما ينتجه الغير.
إن استشراء الفساد في العراق أحال حياة العراقيين إلى كابوس لا ينتهي’ في ظل سيطرة وتحكم الأحزاب السياسية التي هي مجرد( دكاكين) تتولى بميليشياتها المسلحة المرتبطة بجهات خارجية أولها إيران’ فرض (الإتاوات) على الشعب وإجباره على دفع الأموال (الرشى) مقابل الحصول على أبسط حقوقه ومنها حقه في الحياة.
إن إصدار منظمة (TRACE) يوم العشرين من شهر تشرين الثاني الحالي جدولها لعام 2022 الذي جاء تحت عنوان مؤشر مخاطر الرشوة السنوي’ يشبه تمامًا التأكيد على حقيقة ما أوردته ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق(جنين بلاسخارت)في آخر إحاطة لها في مجلس الأمن الدولي عن حال العراق حين قالت إن الفساد المستشري في العراق بات السمة الأساسية للحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 ‘وإن العراقيين فقدوا الثقة بأحزاب السلطة والعملية السياسية المتحكمة بشؤونهم وحياتهم وثروات وطنهم.. فهل ينفع القول بعد ذلك إن هناك أملًا بإصلاح الحال في ظل حكومات تتولى السلطة بعملية تدوير يحاولون فيها خداع الناس وشراء وقت إضافي لاستمرار الفساد وإضعاف العراق وسلبه فرص نهوضه وحياة شعبه؟

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى