أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

الدكتور مثنى الضاري: من يتوقع إنجازاً من حكومة السوداني يعبر عن سذاجة سياسية

مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق يؤكد أن قوى الشعب الإيراني تتنامى في مواجهة هيمنة النظام وبطشه.

إسطنبول- الرافدين
وصف مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري، المتفائلين بحكومة محمد شياع السوداني والمتوقعين منها تحقيق إنجاز ما بـ”السُذج”، مشددا على أن الحاكم الحقيقي في حكومة الاحتلال التاسعة في العراق هو الإطار التنسيقي وعلى وجه التحديد حزب الدعوة “الإيراني”، ومن يتفاءل بهذه الحكومة أو يتوقع منها إنجازًا فهو ساذج.
وأكد الدكتور الضاري على أن “السذاجة” هي الوصف الأدق لأصحاب هذا الموقف؛ لأن حكومة الاحتلال لا يمكنها إجراء تغيير أو إصلاحات لارتباطها بإرادات سياسية تتقاطع مع مصالحها.
وسلط مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في لقاء خاص مع القناة التاسعة الفضائية عبر برنامج “رأيي” مساء الأربعاء، الضوء على الأحداث السياسية في العراق وإيران واصفا انتشار التظاهرات الإيرانية بالتطور الكبير بما تركته من اثار على الوضع الامني والسياسي والاقتصادي ومحاولات النظام الايراني التصدي لها بدون جدوى، مؤكدا على أن هذه التظاهرات تمثل علامات جيدة وايجابية من أجل التغيير.
وقال الدكتور الضاري ان ما يحصل في إيران هو نتيجة لما يحصل في العراق. وليس ما يحصل في ايران سيكون سببا لأمر ما سيحصل في العراق.
وأوضح “العراقيون مارسوا الاحتجاجات الواسعة أكبر مما يجري في إيران مع الفارق في عدد السكان. منذ عام 2010 وحتى اللحظة عندما خرجت 14 محافظة من محافظات العراق الثمانية عشر في انتفاضة رافضة للطبقة السياسية الحاكمة لكنها قمعت. وتوالت بعدها الاحتجاجات حتى وصلنا إلى ثورة تشرين قبل ثلاث سنوات التي قمعت بالحديد والنار بعد أن هددت النظام السياسي وهزته تماما”.
وأشار إلى إن الانتخابات التي تشهدها العملية السياسية في العراق ومخرجاتها من حكومات؛ لا تجري على اعتبار الأسس والمقاييس والمحددات التي تجري في الأنظمة المعتبرة في كل دول العالم.
ووصف الطبقةَ السياسية وأحزابَ السلطة في العراق بأنها أسلحة دمار شامل؛ تعمل منذ عقدين على الإضرار بالبلد وتدميره، داعيا المجتمع الدولي والإقليمي إلى أن يعي خطورة ذلك، ومآلاته وتداعياته على محيط العراق.
وطالب الدكتور الضاري الاعلاميين والمتابعين للشأن العراقي، بادراك أنه لا توجد عملية سياسية في العراق. ولا يوجد نظام سياسي حقيقي حتى نتحدث عن مشاكل يمكن ان تحل بالإجراءات السياسية المعهودة من انتخابات مبكرة او تغيير وزراء أو استقالات.
ونوه في اجابات على اسئلة المحاور إلى وجود حكومة ظل تمثل قوة سلطة مدعومة بقوة المال وبإرادات دولية وإقليمية تريد تسيير الامور.
ووصف حكومة السوداني والحكومات التي قبلها بأنها مجرد صورة لإقناع العالم ان هناك ما يسمى “الديمقراطية”. قائلا “ما يقوم به رئيس الوزراء الحالي من استعراضات في مزاعم محاربة الفساد لن تسفر عن اي نتيجة حقيقية يمكن ان تغير بعض الأوضاع”.
وعبّر مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين عن موقف الهيئة الرافض لأي تدخل في الشأن العراقي، سواء كان إيرانيّا أو تركيّا أو امريكيّا أوعربيا، تعتقد الهيئة انه يضر بمصالح الشعب العراقي، منوها إلى أن الهيئة مثل القوى الوطنية الرافضة للاحتلال تعي تماما ان هناك تدخلات تهدف الى استراتيجية بعيدة المدى.
وأشار إلى أن إيران لديها مشروع كبير في المنطقة. وليس في العراق فقط. وهذا المشروع اصبح واضحا وظاهرا وصريحا في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفي بلدان عربية أخرى، فضلا عن بعض بلدان اسيا وإفريقيا.
وحذر من الخطر الكبير للمشروع الإيراني إذا اتيحت له الفرصة للتمدد. معبرا عن أسفه بانشغال كثيرين بالصراعات الجانبية عن هذا الخطر، قائلا “بل أن هناك من يقلل من الخطر الايراني عندما تنطلي عليه المزاعم الايرانية فيما يتعلق بالملف الفلسطيني والدفاع عن القضية الفلسطينية”.
وتناول الدكتور مثنى حارث الضاري في إجاباته على الاسئلة المتعلقة بالاحتجاجات المتصاعدة في إيران والرافضة للطبقة السياسية الحاكمة، تصاعد التنامي لدى الشعب الإيراني لمقاومة هيمنة النظام الإيراني، مشيرا إلى أن من شأن ذلك أن يعطي تطورا للمظاهرات الجارية.
واستنكر سياسة الكيل بمكيالين لدى دول الغرب التي تمارس تجاه التظاهرات الإيرانية غير المسبوقة، وعزا ذلك إلى أن مصالح الولايات المتحدة وأوروبا قائمة على سياسة التخادم مع طهران.
وتساءل الدكتور الضاري أين الاعلام الغربي مما يجري في إيران، لماذا لايتم معاملة ملف حقوق الإنسان الذي يزعمون الدفاع عنه بنفس المزاعم التي تركز على ملف قطر في تنظيم كأس العالم، مشيرا إلى ازدواجية المعايير في تحركات الغرب بشأن الاحداث في إيران.
وقال مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين أن مشهد الاحتجاجات الايراني هو نتاج سياسات عنصرية مارستها الحكومة الايرانية منذ ما يسمى بـ “الثورة الاسلامية” مشددا على أن الأمر ليس جديدا فهناك استبعاد وتهميش وإقصاء المكونات والأطياف والمذاهب والأعراق في إيران، وهناك نخبة حاكمة متنفذة في هذا المشهد تحاول فرض رؤيتها القومية والمذهبية الضيقة على باقي عناصر المجتمع الايراني المكون من قوميات كثيرة.
وأضاف “النخبة الحاكمة الان هي فارسية تحديدا وآذرية بشكل اخر. تمارس سياسات إقصائية ضد المكونات الاخرى من عرب وأكراد وتركمان وبلوش، وهناك معاناة كبيرة جدا لابناء الاحواز العربية من سياسات النظام”.
وأوضح ان المعاناة الاقتصادية والاجتماعية امتدت إلى الايرانيين الفرس بسبب تدخل بلدهم في بلدان المنطقة الاخرى وتحميلهم هذه الضريبة من اموال إيران التي تذهب لإدامة عجلة الحرب في العراق واليمن ولبنان.
وأشار إلى تنامي المؤشرات الايجابية لدى الايرانيين في التعبير عن أنفسهم، بمشاركة الطلبة والرياضيين عندما عبر المنتخب الايراني عن احتجاجه برفض ترديد النشيد الوطني في مباراته الاولى ببطولة كأس العالم بقطر.
وقال “تظاهرات هذه السنة تختلف تماما عن التظاهرات السابقة وهي اقوى وأشد. وأكثر توسعا وأكثر ادراكا بل وأكثر جرأة. فمن كان يتوقع أن لاعبي المنتخب يرفضون في بطولة عالمية مثل كأس العالم ترديد النشيد الإيراني”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى