أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

لامبالاة حكومية حيال منع الميليشيات عودة النازحين إلى ديارهم

تهديدات الميليشيات والفساد الحكومي وغياب الخدمات أبرز الأسباب لعدم عودة النازحين العراقيين إلى مناطقهم بعد ثمانية أعوام على تهجيرهم وسط مطالبات بإيجاد حل لمعاناتهم.

الموصل – الرافدين

عبر نازحون من مدينة الموصل عن خوفهم من العودة إلى مناطقهم بسبب هيمنة ميليشيات الحشد واتساع نفوذها في المدينة.
وأكد عدد من النازحين أن الميليشيات تمنع عودة السكان إلى مناطقهم بقضاء تلعفر في الموصل، وأن المنع يأخذ صورا مختلفة منها التهديد المباشر أو تقديم بلاغات لدى الأجهزة الأمنية، الأمر الذي يدفع بالأهالي إلى تجنب العودة.
وما زال مئات الآلاف من النازحين ممنوعين من العودة إلى مناطقهم في عدد من محافظات البلاد هي نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك والأنبار ومنطقة جرف الصخر في محافظة بابل، على الرغم من إعلان الحكومة البدء في إغلاق مخيمات النزوح من أجل عودة الأهالي لمناطقهم.
وتحول جملة من المعوقات دون عودة المهجرين إلى ديارهم منها أن الميليشيات ترفض إعادة سكان المدن إليها وتتخذ من مساكنهم مقرات لها، كما أن حالة من عدم المبالاة بخصوص رفع الألغام والمتفجرات من مدنهم وتطهيرها ما زالت مستمرة، بالإضافة لانعدام الخدمات وتدمير منازل السكان، والحكومة لا تقدم شيئا، والفضل في أي حراك حالي هو لمنظمات دولية لكن يبقى عملها محدودا.

علياء الأنصاري: الوضع على أرض الواقع مختلف عن إعلان الحكومة بإغلاق ملف النازحين

وقالت الناشطة ومديرة منظمة بنت الرافدين علياء الأنصاري إن “الحكومة أعلنت عن إغلاق ملف النازحين بشكل رسمي، ولكن الوضع مختلف على أرض الواقع، فما زالت هناك مخيمات في الأنبار، والعوائل النازحة مقيمة هناك رغم سحب الصبغة الرسمية للمخيم وإخراجه من دائرة الهجرة والمهجرين”.
وأشارت إلى إرجاع النازحين في مخيمات أخرى إلى مناطقهم بطريقة غير آمنة، حيث إن العديد منهم لا يستطيعون العودة إلى أماكنهم الأصلية التي نزحوا منها بسبب خلافات عشائرية أو قضايا أمنية، مما دفعهم إلى النزوح إلى مناطق أخرى”.
وفقدت العوائل التي ما زالت في مخيمات بمحافظتي الأنبار وصلاح الدين الصبغة القانونية كنازحين، وحرمت من الدعم الدولي والمساعدات الإغاثية.

وكشفت جهات حقوقية وصحفية إن الميليشيات تمنع بالقوة عودة آلاف العائلات النازحة من مناطق جرف الصخر شمالي بابل ومناطق جنوبي تكريت وغربي الأنبار وقضاء سنجار في نينوى، وقضاء المقدادية بمحافظة ديالى.
وتراجعت آلاف العائلات النازحة في المخيمات والمقيمين خارجها عن طلبات سابقة قدمتها للعودة إلى مناطقها في محافظة ديالى، فيما اعترفت وزارة الهجرة الحالية بأن المخاوف الأمنية جراء انتشار الميليشيات وانعدام الخدمات حالت دون عودتها.
ودفعت تهديدات الميليشيات بالاعتقال في العديد من مناطق ديالى، أكثر من 37 ألف عائلة نازحة إلى التراجع عن طلبها في العودة إلى مناطقها، حيث ترسل الميليشيات رسائل تهديد مستمرة إلى النازحين لمنع عودتهم إليها.
ونقلت مصادر إعلامية عن عناصر في الميليشيات رفضها عودة النازحين إلى مناطقهم بذريعة وجود عمليات عسكرية في قواطع في محافظة ديالى، في الوقت الذي تتردد حكومة بغداد في اتخاذ خطوات جدية من أجل إعادة النازحين إلى مناطقهم، وإبعاد الميليشيات عنها.
وحذرت بلقيس والي الباحثة في قسم الأزمات والنزاعات في “هيومن رايتس ووتش” من الفشل في استيعاب النازحين ومعظمهم من السنة، سيكون له تداعيات مدمرة طويلة المدى. وقالت والي “هذا يثير المزيد من الغضب والاستياء في بلد يبدو أنه مستعد لتنفيذ العقاب الجماعي ومعاقبة النساء والأطفال الذين لم يرتكبوا جرائم”.
ويعيش أكثر من 1.6 مليون نازح ظروفًا صعبة في مخيمات النزوح المنتشرة في عموم العراق، بينهم قرابة 300 ألف نازح من أهالي الموصل، وفقًا لمنظمة الدولية للهجرة.
وتقطن الغالبية العظمى من هؤلاء في مخيمات قدمتها منظمات إنسانية وتتوزع أغلبها في محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل.
ويقضي مئات الآلاف من النازحين عامهم الثامن وسط معاناة كبيرة وهم يقبعون في خيام مهترئة، ويفتقدون أبسط أساسيات الحياة اليومية، مع تلاشي آمالهم باقتراب عودتهم لديارهم. وعن هذه المعاناة يقول عبد الله رعد المسؤول في مؤسسة “تطوع معنا” في أربيل، إن مخيمات النازحين شهدت بردا قاسيا وانخفاضا في درجات حرارة بشكل كبير حتى وصلت إلى 6 درجات تحت الصفر.
وأضاف رعد أن النازحين يعيشون في خيمة لا تحمي من البرد أو الحرارة، حتى إن بعضهم يبكي من شدة البرد، وهم في خيم شبه ممزقة ومهترئة، خاصة أن الكثير من الخيام مر عليها سنوات.
وأكد على إن المواد الغذائية قليلة جدا ويتم توزيعها في فترات متباعدة من قبل وزارة الهجرة والمهجرين ومن قبل المنظمات المحلية والدولية.

 

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى