أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

معهد دراسات أمريكي يكشف خطط هروب قادة العملية السياسية مع اقتراب ثورة تشرين دامية

الحلبوسي والخزعلي يفضلان دبي والصدر قم والعامري والكاظمي بيروت والخنجر الدوحة وسيتحصن المالكي بحمايته في طويريج.

بغداد- الرافدين
رجح تقرير نشره معهد “أمريكان إنتربرايز” وهو مؤسسة فكرية معنية بالسياسة العامة في العالم، أن تتنافس دبي ولندن وبيروت والدوحة كملاذ آمن للسياسيين وقادة الاحزاب والميليشيات الفاسدة بعد سقوط العملية السياسية في العراق.
وذكر التقرير الذي كتبه المحلل السياسي المهتم بشؤون العراق والشرق الأوسط مايكل روبين أن جميع زعماء العملية السياسية المدانين بسرقة الدولة وبإدارة أكبر عملية فساد في التاريخ يراجعون يوميا خطط هروبهم بعد اندلاع نسخة جديدة من ثورة تشرين، إلا رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني الذي تكتنفه الحيرة إلى أين سيهرب.
وقال ان بقاء السياسيين العراقيين في الخارج بمثابة “سر مكشوف”، والسؤال الذي يطرحه العراقيون بشكل دائم “إذا استمرت الطبقة السياسية في نهب البلد ومقاومة الإصلاح، فأين سيهرب السياسيون من ثورة تشرين القادمة”؟
وأكد على أن التهديد قائم ومستمر بتجدد ثورة تشرين التي ستكون هذه المرة أكثر دموية مما جرى عام 2019.
واستبعد التقرير ان تكون طهران واجهة مفضلة لأتباع إيران في العراق لإحساسهم ان النظام يعيش اسوأ مراحله بعد الاحتجاجات المستمرة في المدن الإيرانية.
وأشار إلى أن العديد من اتباع إيران في العراق يضعون دبي واجهة لهروبهم في المرتبة الثانية بعد طهران، مرجحا ان يهرب إليها رئيس ميليشيا العصائب قيس الخزعلي بعد أن سوى أموره المالية والسياسية في دبي.
ولم يذكر التقرير وجه هروب رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، الا أن كل المؤشرات تقود إلى هروبه إلى طهران حيث عاش هناك أكثر من نصف عمره مع والده وعمه وقاتلا مع القوات الايرانية في الحرب ضد العراق في تمانينات القرن الماضي.
وسيختار رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي دبي، بالنظر إلى الرعاية التي تلقاها من الإمارات العربية المتحدة.
وسيؤثر سقوط نظام الملالي في طهران على خطط رئيس ميليشيا بدر هادي العامري، حيث ستكون بيروت ومناطق حزب الله اللبناني ملجأ له، فيما ينظر الى العاصمة القطرية الدوحة المكان الثاني الآمن له كرجل الاعمال والسياسي رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر.
وأكد تقرير المعهد الأمريكي أن العامري يسعى لضمان عدم تمرد حراسه الشخصيين وحمايته بمجرد اندلاع ثورة تشرين جديدة لإسقاط العملية السياسية الفاسدة.
ونقل التقرير عن مقربين من رئيس تحالف دولة القانون نوري المالكي أنه يفضل التحصن بحمايته وأقاربه في منطقة طويريج، على أن يعود الى مكان لجوئه البائس في دمشق لعدم ثقته بالأوضاع المتردية في سوريا.
وعاش المالكي في أطراف دمشق أكثر من عشرين عاما منذ ثمانينات القرن الماضي يتنقل بين إيران وسوريا إلى أن عاد إلى العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003.
وعزا تفضيل المالكي قريته الى استثماره كميات هائلة من الأموال في جمع الأتباع وتوظيف المقربين في ميليشيا لحمايته.
وكان المالكي قد أعترف في التسريبات الشهيرة انه لايثق بأي قوات أمنية وأنه يفضل الإحتماء بحراسه وعشيرته من أي هجوم شعبي غاضب عليه.
وذكر تقرير معهد “أمريكان إنتربرايز” أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يفضل مدينة قم الإيرانية حيث يعيش بعض افراد اسرته هناك.
وأشار إلى المفارقة أن يستخدم الصدر في هروبه إلى قم الطائرة الخاصة التي أهداها له ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
أما رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، فستكون لندن هي الاختيار الأمثل له. والمثير للدهشة أن رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي قد يفضل بيروت على العاصمة البريطانية لندن.
ولم يستبعد التقرير الذي كتبه مايكل روبين الكاتب المتخصص بشؤون الشرق الأوسط والعارف بدقة للمشهد السياسي العراقي، أن يفر القادة الأكراد بطائرات خاصة، مذكرا بخطط هروبهم بعد اقتراب تنظيم داعش من محافظة أربيل.
وقال ان اسرة مسعود البارزاني سارعت إلى الهروب من خطر عناصر داعش آنذاك إلى اسطنبول. وحاول الابن الأكبر مسرور الذي يحمل الجنسية الأمريكية الفرار إلى الولايات المتحدة.
ولم يستبعد أن يحاكم مسرور في الولايات المتحدة بتهمة انتهاكات اقترفها ضد حقوق الإنسان في أربيل ومدن أخرى في شمال العراق.
وأضاف ان البارزاني وأسرته لازالوا يحتفظون إلى اليوم ببيانات رحلة الهروب السرية من مطار أربيل لتجنب إحراج كبار القادة والعسكريين الأكراد في مواجهة خطر الفرار.
وذكّر التقرير بهروب والد مسعود مصطفى البارزاني إلى طهران بعد فشل التمرد الذي قاده على السلطات المركزية في العراق في سبعينات القرن الماضي.
وسبق لروبين أن أكد على أنه ليس بإمكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اصلاح الوضع المتردي ومواجهة الفساد المستشري، فلن تسمح القوى السياسية الفاسدة بإحداث تغيير داخل النظام.
وأشار إلى أن السوداني عندما كان محافظا لميسان كانت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير النقل هادي العامري تقود أكبر عملية فساد في التاريخ المعاصر.
وعبر عن توقعه باستحالة أي تغيير جوهري في النظام السياسي الفاسد في العراق، أثناء ولاية السوداني، مجيبا على سؤال عما إذا كان السوداني سينجح حيث فشل مصطفى الكاظمي، بأن الحال ليس متوقعا ولا مؤكدا.
وكتب روبين الذي سبق وأن زار العراق لفترات مطولة قبل الاحتلال الأمريكي عام 2003، في مقال تحت عنوان “هل تستطيع الحكومة العراقية الجديدة إصلاح البلد؟” بموقع “19 FORTYFIVE” أن كثيرين مدينون للفساد ويرفضون السماح بأي تغيير للنظام الذي عزز قوتهم.
وأشار إلى أن “ساسة العراق والمثقفين يعترفون بأن البلد بحاجة الى ميثاق جديد، لان النظام الذي أقامه الدستور الحالي ليس فعالا، غير أن كثيرين سيقاومون الإصلاح، ولهذا فان إنجاز دستور جديد في غياب ثورة سيكون أمرا مستحيلا”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى