أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

وزير العدل في حكومة السوداني يتعهد بـ”إيقاف” الانتهاكات بحق السجناء في بيانات إعلانية

هيومن رايتس ووتش: أعددنا تقارير عن التعذيب في العراق لكنه ما زال مستمرا ولا جدوى من مواصلة دعوة الحكومة لإيقاف التعذيب.

بغداد- الرافدين
استبعدت أسر سجناء عراقيين أن تفضي زيارة وزير العدل الحالي خالد شواني إلى سجن الكرخ المركزي ومشاهدته الانتهاكات المريعة بحق السجناء، إلى إحداث تغيير في وضعهم.
وأجمعت أسر السجناء في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي على أن زيارة شواني دعائية أكثر منها لمعالجة أوضاع السجناء المفتقرة لأبسط الشروط الإنسانية.
وأظهر فيديو لزيارة وزير العدل في الحكومة الحالية خالد شواني انتهاكات مريعة وحرمان من الطعام لسجناء ومعتقلين لم تعرف هويتهم.
وبين الفيديو المصور لسجن الكرخ المركزي، طبيعة المعاناة المريرة التي يعاني منها السجناء في عمليات فساد كبرى تدار في السجون الحكومية. وأظهرت لقطات الفيديو القصير الوضع المزري والظروف اللا إنسانية التي يعيشها السجناء في العراق.
وتتناقض الصورة الفوتغرافية الدعائية التي نشرت لشواني مع لقطات الفيديو التي تظهر الواقع المرير لأوضاع السجناء. ومع أن الوزير خاطب السجناء واكتشف حرمانهم من الطعام مع أبسط الحقوق الانسانية، أكتفت الوزارة في بيان مقتضب عن زيارة شواني متعهدة بايقاف الانتهاكات.
ويتزامن نشر الفيديو مع انتهاء زيارة لجنة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري الى مدن العراق المنكوبة.
وذكرت اللجنة في بيان في ختام زيارتها “لقد حُكمَ على أسر وأقارب المختفين أن يعيشوا في حزنٍ دائم لعدم معرفة أي شيء عن مصيرهم ومكان وجودهم، ويتعيّن عليهم مواجهة إطار روتيني معقّد للغاية في سبع مؤسسات عند تقديم أي شكوى أو مطالبة بحقوقهم”.
وأعربت اللجنة بعد زيارة إلى بغداد والأنبار والموصل وأربيل ومقابلة أهالي المغيبين في سجون الميليشيات عن قلقها البالغ إزاء الادعاءات العديدة بارتكاب أعمالٍ انتقامية ضدّ أسر وأقارب وممثلي المختفين، وكذلك ضدّ الجهات الفاعلة التي تشارك في عمليات البحث والتحقيق.
وأشارت اللجنة المكونة من الرئيسة فيلا كوينتانا ونائبيها باربرا لوخبيلا ومحمد عياط، ورئيسة أمانة اللجنة ألبان بروفيت بالاسكو، على أن المعلومات والبيانات المتوفّرة في العراق لا تسمح بقياس حجم هذه الجريمة لكنّ الوفد تلقى خلال الزيارة، التي استغرقت 12 يوماً، المئات من ادعاءات الاختفاء القسري من مختلف المحافظات.
وتكتظ السجون العراقية بآلاف السجناء وسجون سرية أخرى بالمغيبين قسرا، وتتضارب الأرقام حول أعدادهم الحقيقية لتعمد السلطات اخفاء الحقيقة عن أهالي المغيبين والمنظمات الدولية.
ويعد ملف الفساد والتعذيب في السجون من الملفات المهملة في العراق على الرغم من التقارير المحلية والدولية للمنظمات الحقوقية والإنسانية التي تتحدث عن الانتهاكات الوحشية المستمرة بحق السجناء.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقرير لها، “يوجد في العراق أحد أكبر الأعداد من الأشخاص المفقودين بالعالم، إذ تقدر اللجنة الدولية للمفقودين، التي تعمل بالشراكة مع الحكومة للمساعدة في استرداد المفقودين وتحديدهم، أن العدد قد يتراوح منذ عام 2016 إلى 2020 بين 250 ألفا ومليون شخص”.
ورصد المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب وفاة خمسين معتقلا نتيجة عمليات التعذيب والإهمال الطبي في السجون التابعة للحكومة، 39 منهم في سجن الناصرية المركزي، وثمانية في سجن التاجي، بالإضافة إلى توثيق حالة انتحار في مراكز شرطة إجرام الموصل، ووفاة واحدة في مركز تابع لمكافحة الإجرام في العاصمة بغداد.
وأكد المركز احتجاز السلطات الحكومية عشرات الآلاف من المعتقلين في ظروف غير إنسانية، بوضعهم في زنازين مكتظة وغير مهيأة صحياً بدوافع انتقامية وطائفية.
وقال رئيس المرصد العراقي لحقوق الإنسان مصطفى سعدون أن “التعذيب بات سلوكا ممنهجا تتبعه السلطات العراقية، وهذا مؤشر خطير على أن ما يحدث في السجون هو شيء كارثي”.

مصطفى سعدون: التعذيب بات سلوكًا ممنهجًا تتبعه السلطات العراقية

وأكد على وجود اعتقالات وحالات إعدام لأشخاص انتزعت منهم اعترافات تحت التعذيب، مشددا على أن التعذيب يؤدي إلى تغييب العدالة ويسهم في إفلات الجناة الحقيقيين من العقاب.
وحصل مركز “أفاد” الحقوقي على شهادات صوتية ومكتوبة توثق حالات جوع شديد بين نزلاء سجن التاجي شمالي العاصمة بغداد دفعت بعدد من حراس السجن إلى ممارسة التجارة مع السجناء ببيعهم قناني مياه الشرب وبعض المعلبات والمواد الجافة لقاء مبالغ يصل بعضها إلى 8 أضعاف سعرها الحقيقي.
وذكر المرصد “أقر أحد حراس السجن الذي طلب عدم ذكر اسمه في إفادته بأن أوضاع السجن غير أدمية، وأن عمليات البيع للمساجين مستمرة منذ سنوات وبعلم إدارة السجن”.
ودعا إلى إعادة التحقيقات مع المعتقلين ونزلاء السجون في العراق لاسيما الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية تحت التعذيب أو الذين اعتقلوا بناء على وشاية المخبر السري.
وأضاف بأن “القول في 90 بالمائة نسبة الذين جرى انتزاع اعترافات منهم تحت التعذيب شديد، قد تكون أقل في الواقع بكثير، إذ بات التعذيب أسلوب ونهج مراكز الشرطة ومقرات الجيش والأجهزة الأمنية”.
وقال الصحفي عثمان المختار “يبيع حراس سجن التاجي شمالي بغداد التفاحة الواحدة بألفي دينار على السجناء وقطعة الخبز بـ 500 دينار”.
وأضاف “بينما يتم تجويع السجناء في سجن التاجي، هناك ضحايا يموتون أيضا وشهادات الوفاة جاهزة مسبقا، تحت اسباب وهمية مقترنة بامراض التدرن أو الفشل الكلوي أو الجلطة”. واصفا ذلك الحال بمسالخ لا سجون وبرعاية حكومية.
وقالت الباحثة في منظمة “هيومن رايتس ووتش” بلقيس والي “لقد أعددنا تقارير عن التعذيب في العراق منذ عقود، لكنه ما زال مستمرًا. من الواضح أنه لا جدوى من مواصلة دعوة الحكومة لكي تعالج بنفسها الاستخدام المنهجي للتعذيب وظروف السجون اللا إنسانية”.
وأضافت والي في تصريحات تداولتها وكالات أنباء عالمية إن “الحكومة العراقية لم تتخذ أي إجراء للتحقيق في مزاعم التعذيب في السجون العراقية التي تحدثت عنها المنظمة مرارا”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى