أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

ظروف حياتية مزرية وعيش بين الأنقاض في الموصل مدينة الكرام

معدّل الفقر يبلغ في محافظة نينوى 40 بالمائة، وتطال البطالة فيها واحداً من ثلاثة أشخاص.

الموصل– الرافدين
يعيش أكثر 1.5 مليون في مدينة الكرام الموصل بين أنقاض الدمار الذي حل بمدينتهم من دون أي أمل بإعادة أعمار المدينة المنكوبة وبعد خمسة سنوات من انتهاء القتال فيها.
وتشهد عملية إعادة إعمار بطيئة على الرغم من أن العديد من سكانها يعيشون ظروفا صعبة. في حين أن مستشفيات عامة لا تزال مدمرة، وبعض المباني تحمل حتى الآن ندوب الحرب، إذ لا تزال مدمّرة أو آثار الرصاص باقية على جدرانها، شاهدة على معارك دامية في المدينة.
وتماطل السلطات الحكومية بشأن مشاريع إعمار مدينة الموصل بعد الدمار الذي لحق بها، وبعد تهجير مئات الآلاف من الأسر الى مخيمات النزوح أثر تدمير منازلهم.
ويتصارع لوردات الفساد والميليشيات المتنفذة على الاستحواذ على مشاريع إعمار المدينة، الأمر الذي يحول دون الشروع بها.
وسبق أن رفضت شركات دولية فرنسية وتركية تقديم مساهماتها في ملف أعمار الموصل إلى السلطات الحكومية خشية أن تضيع في عملية الفساد، واشترطت الإشراف عليها بنفسها الأمر الذي أوقف هذه المشاريع.
ويجمع أهالي الموصل على أن الزيارات التي يبادر بها المسؤولون الحكوميون لا تعبر عن حالة الاهتمام التي يطالب بها الأهالي، بل هي شكل من أشكال الاستعراض الإعلامي، وغالباً لا تترك أي آثار أو قرارات إيجابية وواقعية.
وأخذ الأهالي على عاتقهم الشخصي مسؤولية إعادة احياء الجانب الثقافي لمدينتهم بأيديهم، وسط استمرار التبرعات التي تقدمها العائلات الميسورة للمساهمة في اعمار وترميم جوامع بارزة في المدينة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سكان المدينة مطالبتهم “بفرص عمل وسبل عيش” للعائلات التي لا تملك دخلاً. حيث يبلغ معدّل الفقر في محافظة نينوى 40 بالمائة، وتطال البطالة فيها واحداً من ثلاثة أشخاص.
وتكتظ المدارس بالطلاب فوق طاقتها الاستيعابية حيث يوجد 60 أو 70 طالباً في الصف.
وقالت نور طاهر، المتحدّثة باسم منظمة المجلس النروجي للاجئين غير الحكومية التي قدّمت الدعم لمئة ألف شخص هذا العام في الموصل، هناك ارتفاع في نسبة البطالة وتسرّب مدرسي كبير، وفرص اقتصادية محدودة.
وأضافت أن ثلاث مشكلات تبقى حديث الناس وهي المدارس التي تعاني من نقص في الموارد، المدرّسون الغارقون بالعمل، ونقص الوظائف.
وأقر قائم مقام الموصل أمين فنش حاجة المدينة إلى ألف مدرسة إضافية من أجل “فك الاختناق” في القطاع التعليمي.
وأشار إلى وجود نقص كبير في الجانب الصحي، ما يتطلب خططا مستقبلية لإنشاء مستشفيات متعددة، متحدثاً في الوقت نفسه عن الحاجة إلى تطوير البنية التحتية الصحية ذات الاختصاص الدقيق مثلا جراحة القلب المفتوح وأمراض السرطان.
وأكد على انها كانت موجودة كلها في الموصل سابقاً.
وفي المدينة القديمة في الموصل التي دمّرتها المعارك، وعلى بعد أمتار من مسجد النوري الأثري، شارك بندر إسماعيل البالغ من العمر 26 عاما في تأسيس مقهى “بيتنا” الثقافي في تشرين الثاني 2018.
ويقول إسماعيل “حاولنا أن نخلق روحاً في المنطقة عبر افتتاح هذا المقهى، لجذب السكان حتى يعودوا إلى منطقتهم”.
ويضيف “في البداية، كان العديد من الناس يستهزئون بالمشروع ويقولون من سوف يأتي إلى هنا…المنطقة كانت مدمّرة، لم يكن هناك سكان، ربما فقط عائلتان تسكنان المكان”، متحدثاً “عن ظروف اقتصادية صعبة بعد افتتاح المقهى”.
رغم البدايات الصعبة، من حوله، يجلس اليوم زبائن يحتسون الشاي أو القهوة، وآخرون يدخنون النرجيلة.
مع ذلك، فإن “الظروف الاقتصادية في الموصل لا تزال مزرية للعديد من العائلات”، كما وحذّرت “لجنة الإنقاذ الدولية” “ارتفاع مقلق” بنسبة عمالة الأطفال.
ولحظت اللجنة في دراسة استقصائية شملت 411 عائلة و265 طفلاً، أن 90 بالمائة من مقدمي الرعاية أفادوا بوجود طفل أو أكثر منخرطين في مجال العمل”. في الأثناء، أفاد نحو “75 بالمائة من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع قيامهم بأعمال غير رسمية وخطيرة مثل جمع القمامة، وأعمال البناء اليومية، والخردة والنفايات”.
وأفاد تقرير لموقع “جيوغرافيكال” البريطاني بأنه بعد مرور خمس سنوات على انتهاء معارك الموصل، إلا أن المدينة القديمة في الجانب الأيمن ما زالت مدمرة وتغص بالانقاض.
وأكد الموقع البريطاني، غياب الخطط الحكومية الشاملة لإعادة إعمار البنى التحتية في المدينة المدمرة، مضيفًا أن سكان الموصل ليسوا بحاجة لمن يوجههم في كيفية استعادة حياتهم والبدء من جديد في ظل تلكؤ عمليات إعادة الإعمار والمماطلة الحكومية في تعويض المتضررين من العمليات العسكرية.
وقال محافظ نينوى نجم الجبوري، إن هناك عدد من المعامل في مدينة الموصل مازالت مدمرة حتى الآن ولم يتم إعادة إعمارها.
وأشار إلى أن إعادة الإعمار تسير بخطى بطيئة ما جعل الحياة الاقتصادية في المدينة المدمرة صعب في الوقت الحالي.
وقال أنه تم استئناف العمل بعدد من المعامل التي تم إعمارها كمعمل الإسمنت وأيضًا معامل الزيوت الطبيعية إلا أن ما تم إنجازه لا يمكن أن يعيد الحياة الاقتصادية في المدينة كما كانت قبل العمليات العسكرية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى