أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

تظاهرات المحاضرين تضرم شرارة احتجاجات في المدن العراقية

نشطاء ثورة تشرين يؤكدون على أن الغليان الشعبي يتزايد ضد حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني، مرجحين تظاهرات حاشدة في مدن العراق.

بغداد ــ الرافدين

رجحت مصادر سياسية وشعبية تحول تظاهرات المحاضرين المجانيين وأصحاب العقود، التي اتسعت في محافظات وسط وجنوب العراق، إلى احتجاجات تشارك فيها قطاعات مختلفة ويساندها نشطاء ثورة تشرين.
وأجمعت قوى شعبية رافضة للعملية السياسية على أن الغليان الشعبي يتزايد ضد حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني، وأن احتجاجات المحاضرين وإن كانت تحت مطالب وظيفية إلا أنها تشير بوضوح إلى النقمة الشعبية ضد الحكومة.
وذكرت بأن الفترة الماضية أكدت أن السوداني صنيعة المالكي وهو يدفع لتسليم ما تبقى من العراق للسطوة الإيرانية في المجالين السياسي والاقتصادي.
ويرفض ثوار تشرين حكومة السوداني ويعدون لتظاهرات حاشدة رافضين الدعاية الحكومية بانتهاء ثورة تشرين، مؤكدين أن جذوة الثورة متقدة في داخل كل وطني عراقي يطالب باستعادة بلده المخطوف.
وتأتي احتجاجات المحاضرين وأصحاب العقود في بغداد ومحافظات أخرى بعد أيام من احتجاجات دامية شهدتها محافظة ذي قار.
وأسفرت الاحتجاجات التي اندلعت في مركز محافظة ذي قار مطالبة بأطلاق سراح الناشط حيدر الزيدي الذي حكم عليه بالسجن بسبب تغريدة يتهكم فيها على ميليشيا الحشد، بمقتل ثلاثة محتجين وإصابة العشرات.
وقال الصحفي أحمد السهيل إنه لا يمكن اعتبار ما جرى من أحداث تحدياً لحكومة السوداني، التي هي بالأساس حكومة الإطار التنسيقي المتهم بقائمة طويلة من أحداث القتل والانتهاكات، لكنها بالضرورة ستمثل اختبارًا لكيفية تعاطي تلك الحكومة مع أحداث القتل.
وتجددت التظاهرات الرافضة لإهمال مطالب الاحتجاجات المتكررة بشأن توفير الدرجات الوظيفية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
وخرجت تظاهرات حاشدة في محافظات بغداد وديالى والبصرة والمثنى وميسان والنجف وذي قار شارك فيها آلاف المحاضرين المجانيين وأصحاب العقود، بعد إعلانهم الإضراب عن الدوام إلى حين تحقيق مطالبهم، ملوحين بخطوات تصعيدية أمام مباني مديريات التربية في المحافظات، ردًا على التجاهل الحكومي لمطالبهم.
وعلى خلفية الإضراب المستمر منذ يومين شهدت المدارس توقفًا عن  الدراسة بعد النقص الحاد الذي خلفه إضراب المحاضرين والتقصير الحكومي في سد هذا النقص فضلًا عن التسويف في منح المحاضرين لحقوقهم الأمر الذي أدى إلى تضرر العملية التعليمية حيث حاولت بعض إدارات المدارس تداركها من خلال تقليص ساعات الدوام ودمج أكثر من صف وأكثر من مرحلة في درس واحد، في وقت تعيش فيه الصفوف اكتظاظًا سبق الإضراب ما دفع بأولياء أمور الطلاب بمطالبة الحكومة ووزارة التربية بالنظر لمطالب المحاضرين وتدارك الأمر قبل ضياع سنة من عمر الطلاب.
وفي العاصمة بغداد، تظاهر الآلاف من المحاضرين المجانيين أمام مبنى وزارة المالية، مطالبين في الإسراع بثبيتهم على الملاك الدائم وتضمين مستحقاتهم المالية.
وذكرت مصادر محلية، أن المئات من محاضري ديالى تظاهروا أمام بوابة التربية الرئيسية وسط بعقوبة لليوم الثالث على التوالي، للمطالبة بالتثبيت على موازنة 2023، وقاموا بإغلاق البوابة الرئيسية للتربية مع استمرار الاعتصام أمامها مهددين بتصعيد إجراءاتهم حال تسويف السلطات الحكومية لمطالبهم وعدم تنفيذها.
وقال الناشط في التظاهرات ماجد كاظم إن الوعود الحكومية كاذبة وهناك تهاون كبير تجاه ملف توظيف المحاضرين المجانيين وأصحاب الشهادات في ديالى وباقي المحافظات.
وجاءت تظاهرات المحاضرين للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم، بعد تمامهم شروط التثبيت، وفقا لقرار مجلس الوزراء والذي لم تلتزم بتنفيذه حكومة السوداني والحكومات السابقة حتى الآن.
ولم تقتصر الاحتجاجات على المحاضرين المجانيين فقط حيث تظاهر العشرات من المفسوخة عقودهم من منتسبي وزارة الدفاع أمام بوابة المنطقة الخضراء، مطالبين بإعادتهم للخدمة مجددًا.
ونظم العشرات من المتقاعدين بدعوة من الجمعية العراقية للمتقاعدين، تظاهرة أمام مبنى مجلس الوزراء، مطالبين بتحسين رواتب المتقاعدين كافة، ورفع الحد الأدنى من الراتب الشهري إلى 800 ألف دينار، وتضمين ذلك في موازنة 2023.
وفي بغداد نظم عدد من أهالي منطقة كمب الكيلاني وقفة احتجاجية مطالبين وزارة الصحة والجهات المعنية بفتح المركز الصحي في المنطقة، والذي أغلق منذ عدة سنوات.
وطالب العشرات من عمال بلدية البصرة خلال تظاهرة لهم أمام مبنى الدائرة بتثبيتهم على الملاك الدائم، أسوة بأقرانهم في دوائر وزارة الكهرباء.
ونظم العشرات من موظفي العقود في الشركة العامة لصناعة الأسمدة الجنوبية في خور الزبير، وقفة احتجاجية، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.
وأغلق العشرات من خريجي كليات الهندسية في ميسان شركة النفط وسط مدينة العمارة احتجاجًا على عدم شمولهم بفرص العمل التعاقدية والتي بلغت 150 درجة خصصت لهم في وقت سابق، مشيرين إلى عدم التماسهم أية جدية من قبل إدارة الشركة بالتعامل مع قضيتهم التي مضى عليها عام كامل، دون تحقيق أي تقدم في الوعود التي قدمت لهم بشمولهم بالتعيينات، على حد قولهم.
وكشف النائب عن محافظة ذي قار داخل راضي، عن زيادة نسب البطالة في صفوف الشباب لتصل إلى 80 بالمائة على الرغم من أن ذي قار محافظة نفطية.
وأضاف راضي أن الآلاف من حملة الشهادات يجلسون بلا عمل ويعانون العوز وشظف العيش.
وألقى راضي باللوم على الحكومة لعدم وجود خطط لتوفير الوظائف للراغبين في الحصول على فرص عمل من خلال اشراك جميع القطاعات.
وتشهد محافظات البلاد المختلفة نزول عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع بين فترة وأخرى مطالبين بتوفير فرص العمل والخدمات.
وكثيرًا ما تراهن القوى المتنفذة على نجاح مساعيها في القضاء على الحركة الاحتجاجية في البلاد، لكن هذا الرهان دائمًا ما ينتهي بالفشل، نتيجة اعتماد القوى الحاكمة على إجراءات ترقيعية ونفعية وذات أبعاد فئوية ضيقة، وبالتالي تفاقمت الأزمات نتيجة لهذه السياسات الخاطئة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى