أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

علماء العالم الإسلامي يجمعون على أن إحياء الأمة يكمن في نهضة أبنائها

هشام عبد الكريم البدراني: نهضة الأمة العظيمة تُقاس بقوّتها على حمل الفكرة، وإرادتها على تحمُّل مسؤولية العظمة لما آمنت به من أفكار وقيم.

إسطنبول- الرافدين
قال عضو مجلس شورى هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ هشام عبد الكريم البدراني، أن نهضة الأمة العظيمة تُقاس بقوّتها على حمل الفكرة، وإرادتها على تحمُّل مسؤولية العظمة لما آمنت به من أفكار وقيم.
وأكد خلال مشاركته في ندوة “دور العلماء في تحرير الأقصى” التي أقيمت ضمن فعاليات الملتقى الدولي الثاني لمؤسسات العلماء نصرة للقدس وفلسطين في إسطنبول، أن الأمة الإسلامية أمة عظيمة؛ لأنها حملت فكرة عظيمة هي الإسلام، فاستقامت عظمتها من عظمة فكرتها.
وأضاف أن عظمة الأمّة تتميز بقدرتها على تجسيد أفكارها وقيمها في بناء صرح الحضارة والتقدم المناسب لوجودها الحضاري، وأن الاستمرار في هذا الوجود يتصاحب مع المحافظة على القيم الحقيقية لديمومة وجود الأمة الآمن والممانع من الخوف، وأن ذلك يتحقق في سياسة الدولة العادلة وقيادة الحكم الرشيد، وبإقامة الشرائع بالعدل والإحسان وترسيخ الإنصاف وترك الإجحاف.
وشاركت هيئةُ علماء المسلمين في العراق في الندوة التي عقدت ظهر الاثنين التاسع عشر من كانون الأول 2022؛ بوصفها واحدة من بين سبعين مؤسسة علمائية من مختلف أنحاء العالم تلتقي على مدى يومين في مدينة إسطنبول بتركيا لتنفيذ برامج وفاعليات عديدة تهدف إلى تسليط الضوء على واجبات الأمة تجاه القدس وفلسطين.
وتناولت ورقة الشيخ هشام البدراني المعنونة “دور العلماء الرّبانيين في استنهاض الأمم والهمم” خمسة محاور، تعنى بعدد من الثوابت والسمات التي تتميز بها الأمّة الإسلامية، والصفات التي تتحقق في علمائها.
وعرض عضو مجلس شورى هيئة علماء المسلمين في العراق الطريقة المناسبة في المحافظة على ديمومة عظمة الأمة، مشددة على ضرورة تعامل الأخيرة مع وقائع الحياة وأحداثها ومجرياتها باستحضار حيّ لفكرتها: عقدية، ومعالجات لقضايا الأمن والخوف، وأن تمارس عظمتها على الطريقة المعتبرة للسيادة والسلطة في الممارسة والتطبيق، وأن المعتمد عليه في ذلك أولياء الأمور من العلماء والأمراء.
وسلطت الورقة الضوء على الدور القياديّ لأُولِي الأمر، وبيّن الشيخ هشام البدراني أولي الأمر هم العلماء والأمراء باتفاق أهل العلم في التفسير حيث وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، موضحًا أن العلماء على ضربين: علماء عاملون وارثون، وعلماء واهنون مداهنون، مضيفًا أن النوع الأول من العلماء يكون على خمسة مراتب “الربانيون، والأحبار، والحواريون، والمتدبرون المتبِعون ، والموالون المقلدون”، وأن رأس أهل العلم هم الربانيون، بينما النوع الآخر فهم من يجعل من الدنيا مراده، ولم يئن قلبه للخشوع بذكر الله والإيمان في القول والعمل.
واهتمت الورقة البحثية بالحديث عن تفاصيل تتعلق بالنوع الأول من العلماء، ووظيفتهم في الحياة، ولا سيما الربانيون منهم الذين يجمعون خصال: العلم بالشرائع والوقائع، والفقه بما يجب من الشرع في الواقع بين الخلق، والحكمة في العمل، والبصر بالسياسة.
وأسقط الشيخ البدراني هذه المعاني على واقع الأمة المعاصر، ليوضح أهمية دور العلماء في معالجة وقضايا الأمة والتعاطي معها.
وشهدت الندوة أوراقًا بحثية وكلمات أدلى بها جمع من العلماء المشاركين في الملتقى، هدفت إلى تنمية دور العلماء في إحياء الأمّة، وحث أبنائها على التعامل مع مشكلاتها المعاصرة بوجهة صحيحة، وانضباط واستقامة، فضلاً عن تحريضهم على نصرة قضاياها والدفاع عن مقدساتها، والعمل الجاد على تخليصها مما تعانيه من احتلالات وعدوان واستهداف.
وكان الشيخ الدكتور يحيى الطائي مساعد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق للشؤون العامة، قد أكد أن قضية القدس وفلسطين أهم قضايا الأمة المصيرية قديمًا وحديثًا، وهي مقررة شرعًا وواقعًا وتشغل كل مهتم ومتابع من أصحاب العقول النيرة والاهتمام المخلص.
وقال مساعد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق، خلال مشاركته في الملتقى الدولي الثاني “لمؤسسات العلماء نصرة للقدس وفلسطين” الذي أقيم في إسطنبول الأحد الثامن عشر من كانون الأول، على أن فلسطين حظيت باهتمام كبير وعناية فائقة لدى العراقيين مؤسسات وأفراد، وكانت مواقفهم الساندة للقضية الفلسطينية على مدة عقود جهود متميزة، أشاد بها عدد من العاملين الكبار في القضية الفلسطينية، في مقدمتهم الشيخ محمد أمين الحسيني.
وشارك الدكتور الطائي في فعليات الملتقى برفقة عدد من أعضاء مجلس شورى الهيئة من بينهم الشيخ هشام عبد الكريم البدراني الذي ألقى كلمة العراق والهيئة التي تناولت جهود علماء العراق تجاه القضية الفلسطينية.
وعرضت كلمة هيئة علماء المسلمين في العراق بشكل مختصر أبرز الجهود التي بذلتها الهيئة في سبيل نصرة قضية القدس وفلسطين في العقدين الأخيرين؛ بحسبانها الجهود الأبرز في الساحة العراقية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى