أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الإهمال الحكومي جعل بغداد رابع اسوأ مدن العالم كثافة بالسكان

العاصمة العراقية تتفوق على مدينة مومباي الهندية في الكثافة السكانية بمعدل 85.140 شخصاً لكل ميل مربع.

بغداد- الرافدين
حذر موقع أمريكي متخصص بالتعداد السكاني في العالم من أن الكثافة السكانية المتزايدة في العاصمة العراقية بغداد تفوق قدرتها الاستيعابية، في وقت تتراجع فيه السعة المعمارية والطرقات في المدينة التي لم تعد تستوعب سكاها.
وذكر الموقع الأمريكي worldpopulationreview في دراسة شاملة لتعداد سكان العالم ونسبة الكثافة في المدن، أن بغداد حلت المرتبة الرابعة بأكثر المدن كثافة سكانية في العالم بعد ثلاث مدن فلبينية.
وتصدر العاصمة الفلبينية مانيلا أكثر مدن العالم كثافة، حيث تبلغ 119.600 شخص لكل ميل مربع، وجاءت بغداد في المرتبة الرابعة بواقع 85.140 شخصاً لكل ميل مربع، ومن ثم مومباي في الهند سادساً 83.660 شخصاً لكل ميل مربع. (الميل المربع وحدة قياس بريطانية تساوي 2.589 كيلو متر مربع للميل الواحد).
وتزامن تحذير الموقع الأمريكي مع اختيار موقع “ترفلير” المهتم بالشؤون السياحية بغداد سادس أسوأ المدن المهملة في العالم.
وأدرج الموقع العاصمة العراقية بين أسوأ عشر مدن مهملة على وجه الأرض التي لا يزورها أي سائح.
ويحذر باحثون في مجال تخطيط المدن والسكان من خطر الكثافة السكانية على المعيشة، عندما تتزايد الامراض وتتراجع الخدمات وفرص العمل، وتصبح المدن لا تستوعب أهلها.
ويجمع باحثون على اختيار بغداد مثالا لسوء التخطيط منذ عشرين عاما، عندما فشلت السلطات بوضع خطط استراتيجية تتناسب مع زيادة الكثافة السكانية.
وتعد العاصمة العراقية من أكثر المدن المعرضة لخطر نقص المساكن والبنية التحتية والوصول إلى الموارد، كما تواجه بغداد ذات الكثافة السكانية العالية حجم حركة مرور مرتفع، وأسعار إيجارات متصاعدة، ونقصا عاما في المساحة الكافية.
ولم يتوقف عدد سكان العراق عن النمو خلال العقود القليلة الماضية، وهو يتمتع حاليا بمعدل نمو عالي للغاية. من دون أن توفر السلطات بنية تحتية ومعمارية توازي هذا النمو السكاني.
وتساءل الموقع الأمريكي المتخصص بالتعداد السكاني “بسبب هذا النمو السكاني المستمر، سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف سيتعامل سكان العراق ككل، وكذلك مدنه الرئيسية كبغداد والبصرة والموصل، مع المهاجرين لها من أطراف المدن بسبب التغيرات المناخية والبحث عن فرص العمل”.
وتتصدر العاصمة العراقية بغداد أسوأ مكان للعيش في مدن العالم، ليس بسبب الانعدام الكامل للخدمات حسب، بل لان أهلها يعيشون اغترابا حسيا مع مدينتهم التي باتت مختطفة من قبل الميليشيات والأحزاب السياسية الفاسدة.
ويحاول أهل بغداد وسط واقعهم البائس البحث عن جوائز ترضية تاريخية لمدينتهم، حيال الخسائر التي منيت بها منذ عام 2003.
وتريّفت مدينة بغداد ودُمّر جمالها وقُسمت أحياؤها بطريقة طائفية دمّرت نسيجها الاجتماعي، وهدّمت تماثيلها ورموزها واستبدلت بتماثيل طائفية خالية من أي رمز حضاري.
وصارت بغداد أكبر مدينة مثقلة بالأحياء العشوائية وفقدت أهمية أي تخطيط لها كما فقدت قبل ذلك هويتها، وصار عدد سكانها اكثر من 12 مليون نسمة بما يقرب من ثلث سكان العراق بينما لا يبلغ عدد اهلها الأصليين سوى بضعة آلاف موزعين في أحياء متفرقة.
وأعرب سكانُ بغداد عن أسفهم لما آلت إليه الأوضاعُ في مدينتهم، من خرابٍ وتشويهٍ لمعالمها طيلة عشرين عاما.
وأسهم التدهورُ الأمنيُ والخدمي في بغداد منذ سنوات، بالإضافة إلى انهيارِ البُنى التحتيةِ وانتشارِ العشوائيات، في جعلها واحدةً من أسوأ عواصم العالم، بحسب تصنيف مؤسسة “ميرسر” العالمية للاستشارات.
وينعكس مكان العيش الأسوأ على مشاعر سلبية لدى السكان، حيث يتصدر العراق المراتب العليا في المشاعر السلبية وفق استطلاع أجرته مؤسسة غالوب الأمريكية للأبحاث للبلدان التي تعاني من مشاعر سلبية حول العالم.
وشمل استطلاع المشاعر لعام 2022 نحو 122 دولة، وشارك فيه نحو 127 ألف شخص من عمر 15 عاما فما فوق خلال الفترة من عام 2021 وحتى آذار الماضي.
ويخنق التلوث أحياء عدة في المدينة بسبب الحركة الجنونية للسيارات والازدحام المروري وانتشار شبكة كبيرة من نقاط التفتيش العسكرية التي تقطع معظم طرق العاصمة وتجعل مهمة التجوال فيها صعبة رغم رفع بعض الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش من مناطق متعددة لتخفيف الازدحام الذي تعاني منه العاصمة.
ويقول المسؤولون في مديرية المرور، إن من أهم أسباب الاختناق المروري أعداد السيارات التي دخلت العراق بعد عام 2003 وعجز السلطات عن وضع خطة تنظم استيراد السيارات التي يزداد عددها مع عدم إعادة تصميم الشوارع بما يتلاءم مع هذه الأعداد الكبيرة من العربات.
وانتشرت القمامة في دوائر بلدية بغداد حتى أصبحت بعض المناطق تفوح منها روائح فظيعة وتنتشر فيها الكلاب السائبة في الليل خاصة في فصل الصيف، وزادت من أزمة القمامة صعوبة توفير عمال وشاحنات جمع قمامة الملايين من العراقيين الذين يعيشون في المدينة.
ويقول أهالي بغداد إن انتشار القمامة دمّر جودة الحياة حيث أصبحت مصبات النفايات في كل مكان بالقرب من أنابيب المياه والأنهار، إضافة إلى مياه الصرف الصحي التي تطفو على السطح وتتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة والناموس والحشرات التي أصبحت تهدد حياة العراقيين وخاصة من الأطفال.
ويكفي بغداد بعض الساعات لتغرق في مياه الأمطار وتتحول إلى مستنقع يسبح فيه البشر والسيارات، ما يدفع السكان إلى الهرب إلى السطوح.
وتعاني بغداد أيضا من أزمة الكهرباء التي تزيد من قسوة الشتاء وتحول الصيف إلى فرن لاهب بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ولا يثق أهالي مدينة بغداد بالوعود الحكومية الزائفة بإصلاح وضع مدينتهم، فهي تتكرر منذ عام 2003، لكن أوضاع المدينة تزداد سوءا.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى