أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

هيئة علماء المسلمين: مؤتمر بغداد2 عمل على استجلاب تأييد دولي لحكومة الاحتلال التاسعة

ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية يغض النظر عن طبيعة النظام السياسي القائم في بغداد، على الرغم من استخدامه منهج القتل والتصفية في الخلافات السياسية.

عمان- الرافدين
أكّدت هيئة علماء المسلمين في العراق أن مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة الذي عقد في الأردن، لم يخرج عن مقتضيات ما هو معروف ومطلوب دوليًا وإقليميًا لتثبيت الأمر الواقع في البلاد، ودعم حكومة الاحتلال التاسعة أمنيًا.
وقالت الهيئة في بيان أصدرته الأمانة العامة ظهر الأربعاء الحادي والعشرين من كانون الأول 2022؛ إن البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد في “البحر الميت” بالأردن، واستغرق يومًا واحدًا؛ نص على “المضي في التعاون مع العراق دعمًا لأمنه واستقراره وسيادته…” وأن “تجاوز انعكاسات الأزمات الإقليمية والدولية على العراق يستوجب تعاونًا ومقاربات سياسية واقتصادية جادة وفاعلة تدعم العملية التنموية فيه”، مبينًا أن الهيئة تابعت أعماله وخلصت إلى التنبيه على جملة من الأمور.
وبيّنت هيئة علماء المسلمين أنها ترحب بكل جهد عربي ودولي لمساعدة العراق، والوقوف مع “شعبه” ومساندته في التنمية والتكامل الاقتصادي، وإقرار الحوار سبيلًا لحل الخلافات؛ بشرط أن يكون هذا الجهد محققًا للمصالح العراقية الحقيقية، ومراعيًا لإيجاد حلول شاملة ونهائية لمعاناة العراقيين؛ وهي أمور لم تتحقق في هذا المؤتمر ولن تتحقق في مؤتمرات مشابهة.
وأشارت الهيئة في بيانها إلى أن المؤتمر عمل على استجلاب اعتراف وتأييد إقليمي ودولي لحكومة الاحتلال التاسعة؛ ولكن الهيئة ترى أن هناك أفقًا لما يمكن أن يكون “العراق الديمقراطي والآمن والمزدهر أساسي للمنطقة وأوروبا والعالم أجمع” كما يقول الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، المشارك في المؤتمر، الذي أعلن عن التخطيط لعقد “اجتماع على المستوى الوزاري بين الاتحاد الأوروبي والعراق في النصف الأول من 2023″؛ غاضًا النظر عن طبيعة النظام السياسي القائم في بغداد، على الرغم من كل ما فيه من عيوب فادحة واستفحال كل عوامل عدم الاستقرار فيه، وفي مقدمتها: شيوع منهج القتل والتصفية في الخلافات السياسية، وتوسع حالات انتهاكات حقوق الإنسان الفادحة والخطيرة، ولا سيما بعد الكشف مؤخرًا عن مقتل آلاف المختطفين والمغيبين، ورسوخ ظاهرة الفساد واستشرائها وتوالي فضائحها الكبيرة، وتعمق المشكلة المزمنة في آليات العملية السياسية.
وأعلنت هيئة علماء المسلمين في العراق أنها تعلم علم اليقين أن طبيعة العلاقات الدولية والتجاذبات الإقليمية والسعي الحثيث لتخفيف بؤر التوتر في العالم والمنطقة؛ تستدعي عقد مثل هذه المؤتمرات “التطمينية”؛ ولكنها لا نرى جدوى منها في ظل المشاركة الإيرانية، والخطاب المستفز لممثلي النظام الإيراني فيها، ولا سيما في مؤتمر قمة بغداد الثاني، الذي أراد فيه وزير الخارجية الإيراني إظهار صورة نظامه على هيئة المدافع عن الدول العربية والحامي لها، متجاوزًا حقيقة عدم اكتفاء بلاده باحتلال العراق رفقة الولايات المتحدة، وهيمنة أجهزتها وأذرعها عليه، وعبث ميليشياتها فيه؛ بل وتدخلها السافر في عدد من دول المنطقة وعبثها بأمن غيرها، وتواصل استهدافها للأراضي العراقية بالقصف الممنهج والتهديد بالاجتياح العسكري، دون أي رد جاد من حكومة بغداد، التي صار مصطلح “السيادة” بالنسبة لها مجرد تحفة أثرية مركونة على الرف.
وبشأن مكان انعقاد المؤتمر؛ قالت هيئة علماء المسلمين إن عقده خارج العراق على الرغم من كونه مؤتمرًا لدعمه؛ هو بحد ذاته دليل واعتراف ضمني بعدم ثقة المشاركين فيه بصلاحية الأوضاع داخل العراق لعقد المؤتمر، وعدم جدارة حكومته الحالية بتنظيم المؤتمر وحماية المشاركين فيه.
وشددت الهيئة في ختام بيانها على أن رؤيتها لإخراج العراق من حالة عدم الاستقرار، وانهيار مؤسساته بالفساد، وسيطرة الميليشيات الإرهابية على مفاصل الحياة فيه؛ تكمن في إعادة النظر في النظام السياسي نفسه، وتغيير قواعد العملية السياسية العقيمة فيه والمستمرة منذ الاحتلال وحتى الآن؛ لأن أحزابها وشخوصها قد جربوا في دورات سابقة على مدى عقدين من الزمن، ولم يفلحوا في تقديم شيء للعراقيين أولًا ومن ثم للعالم ودوله، أو ما يدل على صدق عملهم من أجل العراق وشعبه.
ودعت هيئة علماء المسلمين إلى انتباه العالم لمأساة العراقيين الحقيقية، والعمل على تلبية مطالبهم وحقوقهم الأساسية في العيش الآمن والكريم في ظل نظام سياسي يختارونه هم، يقوم على أسس صحيحة بعيدة عن المحاصصة والطائفية واقتسام المناصب والمغانم، والتدخلات الخارجية الدولية منها والإقليمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى