أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الأمطار تفاقم معاناة النازحين وسط تجاهل حكومة السوداني

أكثر من مليون و180 ألف نازح عراقي يتوزعون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الكرامة الإنسانية بينما يتلاشى الأمل في عودتهم إلى ديارهم.

بغداد – الرافدين
اشتكى نازحون عراقيون من أوضاعهم الصعبة، في ظل انخفاض درجات الحرارة وموجة الأمطار التي ضربت البلاد في الأيام الماضية، واستمرار معاناتهم منذ ثماني سنوات مع إهمال حكومي لأوضاعهم ولملف عودتهم لمناطقهم الأصلية.
وناشد نازحون من مختلف المدن العراقية التي تضم مخيمات النزوح الحكومة الحالية والمنظمات الإغاثية والحقوقية لوضع حد لمعاناتهم وحل ملف عودتهم لمناطقهم، بعدما أغرقت مياه الأمطار خيمهم المهترئة وتسببت في تشريدهم.
واجتاحت مياه الأمطار في الأيام الماضية خيم النازحين التي لم تحمهم من شدة المطر ولا من درجات الحرارة المنخفضة، في مشهد يعكس مدى تقصير وإهمال الحكومة والجهات المعنية لملف النازحين الذي مضى عليه أكثر من ثماني سنوات.
ويقضي مئات الآلاف من النازحين العراقيين شتاءهم الثامن وسط ظروف مأساوية في خيم مهترئة، مع افتقادهم لأبسط أساسيات الحياة اليومية، وتلاشي آمالهم باقتراب عودتهم لديارهم بسبب دمار مناطقهم، بالإضافة إلى خوفهم من بطش الميليشيات التي تسيطر على مناطقهم مع عدم قدرة الحكومة على حمياتهم.
وأقرت لجنة الهجرة والمهجرين النيابية، بأن النازحين في العراق يواجهون إذلالا وإهمالًا واضحًا، مؤكدة أن الكثير من المنظمات الدولية قررت إيقاف المساعدات المالية والإنسانية عملها في العراق.
وقال رئيس اللجنة شريف سليمان، “إن النازحين في مدن شمال العراق يواجهون معاناة مضاعفة بسبب الإهمال الحكومي”.
وشدد على أن هناك مخاوف من توقف المنظمات الدولية المتبقية نشاطها نهاية العام الحالي بما فيها من المساعدات الغذائية والماء والمأوى، مفندا أحاديث المسؤولين الحكوميين عن توفر الخدمات للنازحين.
وذكر مرصد “أفاد” الحقوقي أن مئات الآلاف من أهالي الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك، يرزحون في مخيمات يضربها العوز والجوع والابتزاز الأخلاقي، ويفتقرون لأدنى الاحتياجات التي وقعت الحكومات المتعاقبة على الالتزام بتوفيرها.
وأشار إلى أن معاناة النازحين زادت بعدما إيقاف وزارة الهجرة والمهجرين خدمات المنظمات الإغاثية الأجنبية والمحلية وإنهاء مشاريعها.
واتهم المرصد “الحكومات المتعاقبة بإهمال ملف النازحين والمهجرين وعدم الالتزام بتوفير المستلزمات الضرورية من مراكز صحية وتعليمية على الرغم من أن غالبية العائلات المهجرة من الأرامل والأيتام وكبار السن ممن فقد المعيل بين القتل والفقدان والسجن والنسيان”.

يحيى السنبل: مخيمات النزوح يجب أن تسمى مخيمات الإسكان القسري لأبناء المدن المنكوبة

وقال عضو اللجنة العليا للميثاق الوطني العراقي الدكتور يحيى السنبل، في مداخلة له على قناة “الرافدين” “مخيمات النزوح يجب أن تسمى مخيمات الإسكان القسري لأبناء المدن المنكوبة، حيث يعيشون في خيم و (كرفانات) لا تقيهم من برد الشتاء القارس ولا حر الصيف”.
وأضاف “الحكومات المتعاقبة وحتى الحكومات المحلية التي تغرق بالفساد لا يهمها أمر هؤلاء السكان ولا توفر لهم أبسط مقومات الحياة”.
وأوضح “لا يوجد ضوء في نهاية النفق بما يخص أمر عودة النازحين فمدنهم مسيطر عليها من الميليشيات في جرف الصخر والعوجة وفي ديالى وصلاح الدين ونينوى”.
وعن الظروف المأساوية للنازحين قال عبد الله رعد مسؤول مؤسسة “تطوع معنا” فرع أربيل، إن “مخيمات النازحين شهدت بردا قاسيا وانخفاضا في درجات حرارة بشكل كبير حتى وصلت إلى ستة درجات تحت الصفر، خاصة في مخيم الخازر الواقع بين محافظتي نينوى وأربيل والذي يضم أكثر من ألف عائلة نازحة”.
وأضاف أن “النازحون يعيشون في خيمة مصنوعة من القماش والنايلون ولا تحمي من البرد أو الحرارة، حتى إن بعضهم يبكي من شدة البرد، وهم في خيم شبه ممزقة ومهترئة”.
وأكد رعد على أن المواد الغذائية قليلة جدا ويتم توزيعها في فترات متباعدة من قبل وزارة الهجرة والمهجرين ومن قبل المنظمات المحلية والدولية.
وعبر نازحون عن رغبتهم في العودة إلى مناطقهم الأصلية لكنهم يتخوفون من بطش الميليشيات التي تسيطر عليها مع عدم قدرة الحكومة على حمايتهم وسوء الأوضاع المعيشية في ظل خراب مدنهم مع الإهمال الحكومي المتعمد.
وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان الدكتور علي البياتي إن “ملف النازحين في العراق ليس جديدا، فهو موجود منذ سنوات ولكن مع تكرار الأزمات والحروب يتجدد هذا الملف وتضاف أرقام إضافية إلى سجل النازحين ومعاناتهم”.
وبيّن أن أرقام الهجرة الدولية تتحدث عن أكثر من مليون و180 ألف نازح في عموم العراق، ما يقارب 700 ألف منهم في إقليم كردستان، وباقي العدد منتشرون في أكثر من 10 محافظات خاصة نينوى والأنبار.
وانتقد ناشطون وحقوقيون تجاهل الحكومة لنداء استغاثة النازحين للعام الثامن على التوالي على رغم من الوعود التي أطلقتها حكومة محمد شياع السوداني لحل ملف النازحين وأعادتهم لمناطقهم، لكن هذه الوعود لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع بل على العكس فإن ما حدث هو ازدياد معاناة النازحين وتجاهل هذه المعاناة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى