أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

التيار الصدري يترقب تصاعد الشقاق داخل الإطار التنسيقي

حكومة السوداني ومن خلفها الإطار التنسيقي تعيش خلافات قاتلة، بالتزامن مع الوضع السياسي المتردي في إيران التي تواجه ثورة شعبية لإسقاط النظام.

بغداد- الرافدين
يسود الترقب داخل قيادات التيار الصدري بانتظار إعلان رئيس التيار مقتدى الصدر طريقة التعامل مع حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني.
وقالت مصادر مطلعة في داخل التيار أن الرسائل الأخيرة من الحنانة، في إشارة إلى منزل الصدر، تفيد بالترقب وانتظار اللحظة المناسبة والحاسمة للانقضاض على حكومة الإطار، بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات في إيران.
وأكدت على أن مستشاري الصدر يجمعون على أن حكومة السوداني ومن خلفها الإطار التنسيقي تعيش خلافات قاتلة، تتزامن مع الوضع السياسي المتردي في إيران التي تواجه ثورة شعبية لأسقاط النظام.
ونصح مستشارو الصدر بالتروي في الوقت الحاضر لأن الوقت في صالح التيار لاستعادة حقوقه السياسية التي تنازل عنها للإطار التنسيقي.
وقال الكاتب المقرب من التيار الصدري أحمد علي إن “الإطار التنسيقي منهك جدا من حجم التصدعات والخلافات السياسية، ويبحث بجدية عن تصدير خلافاته الداخلية باتجاه (السنة والأكراد) بينما التيار الصدري يحضّر لمناورات سياسية في الأيام القليلة المقبلة”. مشددا على أن محمد شياع السوداني خرج عن بيت الطاعة الإطاري.
وتوعد علي الذي يعد أحد المدافعين والمنظرين عن التيار أن تكون مرحلة سكون التيار الصدري مقصودة ومدروسة جيدا.
ويشير أحمد علي الى الخلافات المتصاعدة على توزيع الحصص داخل أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي التي شكلت حكومة محمد شياع السوداني.
وكان السوداني قد شكى لمقربين منه أن قيادات في الاطار تسعى للحصول أكثر من الحصة المتفق عليها قبل تشكيل الحكومة.
وكانت مصادر داخل الإطار التنسيقي قد كشفت أن رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي قد خاطب السوداني في آخر اجتماع للإطار التنسيقي، طالبا منه بعدم التصرف كرئيس وزراء على قيادات الإطار، مذكرا إياه بالتعهدات التي وافق عليها قبل الدفع به إلى رئاسة الحكومة.
وترى مصادر في التيار الصدري أن الانشقاقات داخل الإطار فرصة ثمينة للتيار لاختيار لحظة الصفر بإسقاط حكومة السوداني ومن خلفها الإطار التنسيقي.
وشدد على ان مستشاري الصدر يجمعون على أن الانقضاض هذه المرة يجب ألا ينتهي بإسقاط الحكومة، بل بتفكيك الإطار التنسيقي وعدم السماح له مجددا بتشكيل أي حكومة.
وقالت إن الفرصة مواتية جدا مع الأحداث المتصاعدة في إيران المشغولة بأوضاعها الداخلية وخشيتها من الاحتجاجات المستمرة والمتصاعدة منذ عدة أشهر.
في غضون ذلك لفتت مؤسسة “فريدريخ ايبرت-ستيفتوغ” الألمانية، في تقرير نشرته مجلتها “آي بي اس جورنال” إلى أن كل من يعرف الصدر يدرك أنه لا يحب ان يتم تهميشه، وان السلام السياسي والاجتماعي، ليس ممكنا من دونه.
وقالت ان بالإمكان الافتراض ان الصدر سيعمد الى تحريك الخيوط من خلف الكواليس من أجل هندسة إفشال حكومة السوداني وليهيئ نفسه لحدوث انتخابات جديدة.
ولا يقتصر الترقب داخل قيادات التيار الصدري على الخلافات بين أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي، بل العين تتجه صوب الاحداث في إيران المنتظر تصاعدها في العام الجديد.
ويقول خبراء إن الغضب الشعبي العارم في إيران يتغذّى أيضا من التدهور الاقتصادي والقيود الاجتماعية التي يعاني منها السكان البالغ عددهم 85 مليونا، منذ عقود.

كريم ساجد بور: لم يسبق أن بدا النظام الإيراني في سنواته الـ43 أكثر ضعفا من اليوم

وشهدت إيران احتجاجات في السابق، لكن الحركة الحالية غير مسبوقة لناحية مدّتها واتّساع نطاقها على صعيد محافظات البلاد والطبقات الاجتماعية والمجموعات الإثنية، كما المطالبة العلنية بوضع حد للنظام.
وأُحرقت صور للمرشد علي خامنئي، وسارت نساء في الشوارع وهوجم اتباع النظام في الشوارع واسقطت عماماتهم، كما سجّلت صدامات بين متظاهرين وقوات الأمن.
وقال الباحث في “مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي” كريم ساجد بور لصحيفة “فورين أفيرز” الأمريكية “لم يسبق أن بدا النظام الإيراني في سنواته الـ43 أكثر ضعفا” من اليوم.
وتقول منظمة “حقوق الإنسان في إيران” إن 476 شخصا على الأقل بينهم 64 تقل أعمارهم عن 18 عاما قتلوا في جميع أنحاء البلاد بأيدي قوات الأمن خلال قمع التظاهرات.
وأسفر قمع التظاهرات عن اعتقال نحو 14 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة، بينهم شخصيات فنية وثقافية على غرار مغني الراب توماج صالحي الذي يمكن أن يحكم عليه بالإعدام في حال أدين، والممثلة ترانه عليدوستي التي نشرت سلسلة منشورات على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الاحتجاجات. ونزعت حجابها، وندّدت بإعدام محتجين.
وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران” التي تتخذ من أوسلو مقرّا، إن هناك تحركات “كل يوم في أنحاء مختلفة من البلاد”.
ويقول مدير المنظمة محمود أميري مقدم لوكالة الصحافة الفرنسية “لا عودة الى الوراء”.
وشدد على إن “استراتيجية نشر الخوف عبر الإعدامات فشلت”، وزادت من الغضب الشعبي.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى