أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

جدار إعلاني في البصرة بكلفة ألف شقة سكنية

جدار عازل في البصرة لإخفاء العشوائيات وسوء خدمات المدينة.

البصرة – الرافدين

تسابق السلطات في العراق الوقت لإنجاز الترتيبات لافتتاح كأس الخليج العربي بنسخته الخامسة والعشرين في البصرة، والذي غاب عن العراق طويلاً.
وبعد أن تبخرت الأموال المخصصة لإعمار المحافظة ومنها أموال البترو دولار المفترض مساهمتها في تنمية البصرة بسبب فساد الأحزاب تحاول اليوم الأحزاب نفسها التغطية على الواقع المزري الذي وصلت إليه المحافظة والذي لا يختلف عن باقي محافظات العراق بإجراءات ترقيعية ووقتية لا حلول جذرية تنتشل المحافظة من واقعها المزري.
وانتقد مراقبون قيام الحكومة ومجلس محافظة البصرة بإقامة جدار إعلاني يحجب المناطق والبيوت العشوائية عن الزوار والوفود القادمين للبصرة للمشاركة ببطولة كأس الخليج العربي، ويبلغ طول الجدار خمسة عشر كيلو متر، وبكلفة تقدر بنحو 45 مليار دينار.
ويؤكد المراقبون أن الجدار الذي أقيم لا ليبرز معالم المدينة بل ليخفي وراءه عشوائيات تخفي مقدارًا كبيرًا من الألم الذي يعتصر قلوب أهالي البصرة مع غياب الخدمات والكهرباء ومجموعة كوارث صحية كانوا ضحيتها بسبب تلوث مياه الشرب وشبكة الصرف الصحي فضلاً عن الدخان الأسود الناتج عن استخراج النفط الذي تغطي سحائبه المحافظة ويسبب السرطانات لأهلها.
ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن هذا المبلغ المخصص لبناء الجدار الإعلاني كان يكفي لبناء ألف وحدة سكنية متوسطة التكلفة بدل عملية الحجب الجارية.
وكشف رجل الأعمال حيدر المالكي من أهالي البصرة، عن صرف 45 مليار دينار لانشاء جدار إعلاني في البصرة ضمن تحضيرات خليجي 25، وذلك لحجب منطقة عشوائية كان من المفترض أن يبنى محلها مجمع سكني مكون من ألف وحدة سكنية بدلا من انفاقه على الجدار.
وذكر المالكي، خلال حديثه مع المسؤولين المعنيين على المشروع، أن” تكلفة الجدار الإعلاني بطول 15 كم هي 45 مليار”، كاشفًا أن “المشروع أحيل على شركة محلية لتنفيذه خلال بطولة خليجي 25 “.
بدوره استغرب الاقتصادي جعفر حسان من تكلفة الجدار التي وصفها بالمهولة، مبينا أن “مبلغ الجدار يكفي لبناء 1000 وحدة سكنية متوسطة الكلفة لو تم احتساب قيمة الدار مع بناه التحتية 45 مليون دينار”، مستغربًا من “عملية حجب منازل عشوائية بكلفته المالية يمكن انشاء مجمع سكني لأصحاب العشوائيات التي تم حجبها بالجدار”.
هذا المشهد جزء من تفاصيل كثيرة غفلت أو تغافلت عنها السلطات الحكومية في العراق.
جعل من استضافة بطولة مثل كأس خليجي حدثًا استثنائيًا للأحزاب وحدها لا للسكان الذين وضعوا هذه البطولة بشكل أو بآخر بالمقارنة بين بطولة كأس العالم في قطر وما رافقها من منشآت وبنى تحتية ضخمة وبين خليجي الذي لم يغير شيئًا من وجه المدينة الحزين.
وعبر أهالي البصرة عن غضبهم من أضاعة مثل هذه الأموال الطائلة على أعمال هدفها الدعاية فقط للأحزاب الحكامة دون فائدة تذكر للمواطنين، وأن الجدار سيتم رفعه بعد انتهاء البطولة وتكون خسائرها أكثر من فوائدها.
وربط ناشطون فكرة جدار البصرة بجدار حاكم الأرجنتين الأسبق الجنرال خورخي فيديلا وقالوا إن الفكرة مستوحاة من الجدار الذي أقامه إبان استضافة بلاده لكأس العالم عام 1978، ومحاولته إظهار البلاد بحلة بهية عبر إخفاء منازل الفقراء بجدار يتضمن رسومات متنوعة، سمي فيما بعد باسم “جدار العار”
وبرر نواب عن محافظة البصرة، وضع الجدار الإعلاني الخاص بخليجي 25، لحجب العشوائيات بسبب ضيق الوقت.
وتحدث النائب عن محافظة البصرة عامر الفايز، عن الاستعدادات الجارية لخليجي 25، لافتا إلى أنها  “تشمل بناء جدار إعلاني للبطولة على طول 15 كم، يتضمن شعارات ورسائل ترحيب بالضيوف الذين سيشاركون في بطولة خليجي 25 التي تستضيفها البصرة”.
وأشار إلى، أن “المحافظة تعاني من وجود مناطق عشوائية، ومناظر مشوهة جراء الاهمال الذي عانت منه طيلة السنوات السابقة”، موضحا أن “إزالة هذه المظاهر تتطلب تضافر جهود الحكومة المحلية والحكومة في بغداد، إضافة لحاجتها إلى تخصيصات مالية”.
ونوه إلى أن “الجدار الإعلاني سوف يحجب بعض المظاهر السلبية في الاحياء العشوائية، وسيتم إزالة هذا الجدار بعد انتهاء البطولة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى