أخبار الرافدين
كرم نعمة

دروس الكراهية من بن غفير إلى المالكي

عندما يتعلق الأمر بالكراهية فأن من السهولة بمكان إيجاد مشتركات بين وزير الأمن الداخلي في حكومة بنيامين نتنياهو، اليهودي اليميني المتطرف من أصول عراقية إيتمار بن غفير زعيم “الصهيونية الدينية”، وبين نوري المالكي رئيس حزب الدعوة وأحد كبار آباء الكراهية الطائفية في عراق 2003 إلى اليوم.
ليس معروفا بالنسبة لنا من هم معلمو فن الكراهية تحديدا لبن غفير رئيس حزب “قوة يهودية” التي يعلنها جهرا ضد كل مسلم وفلسطيني واصفا إياهم بـ “قنبلة موقوتة”.
أما المالكي الذي اعترف قبل سنوات أمام جلال الطالباني بأنه يمقت سُنة الموصل وهو على استعداد للتخلي عن عراقية المدينة ولحقها بإقليم كردستان، “شعر الطالباني حينها بكراهية المالكي ورد عليه بالقول لا تنسى أبو إسراء نحن أيضا سُنة”! فقد قسّم المجتمع العراقي إلى جيش يزيد وجيش الحسين وفق سردية الكراهية الفارغة في داخله. ومازال يرى خلف كل شجرة في مدن العراق هناك “سني” يتربص به!
لم يولد بن غفير في العراق، لكن والداه من يهود العراق المهاجرين، وليس معروفا إن كانت دروس الكراهية تبث داخل منزلهما. ومن السهولة بمكان التعرف على دروس الكراهية الطائفية التي تلقاها المالكي “دعك من التسريبات الصوتية التي عرته تماما” فتلك الكراهية التي تريد إخراج العراقي من عراقيته وفق وصية المرشد الإيراني علي خامنئي لأتباعه في العراق بتقديم الطائفة على أي اعتبار وطني عراقي. تخرج من مجلس المالكي لتتوزع على الاتباع ويديرها الشركاء من هادي العامري وقيس الخزعلي وعمار الحكيم إلى كبار القتلة في الميليشيات.
بن غفير لم يتردد في “اقتحام” حرم المسجد الأقصى وتسلل إليه صباح الثلاثاء، وفق قناعاته المتشددة بخرافة تاريخية ملفقة تتعلق بجبل الهيكل، ولمرات عديدة، شارك ضمن جموع المستوطنين في اقتحامات متتالية للمسجد الأقصى.
والمالكي يعد منجزه الطائفي على مدار ثماني سنوات بالاستيلاء على ممتلكات السُنة ومطاردتهم، فلا مكان لـ “أحفاد يزيد” في دولة “الحسين” الجديدة.
تتصاعد التحذيرات من قيام بن غفير بتأسيس ميليشيا خاصة به. كما قال وزير الدفاع “الإسرائيلي” السابق بيني غانت، محذرا من خطورة ذلك بارتكاب “خطأ أمني يمكن أن يودي بحياة البشر” بينما للمالكي ميليشياته داخل وخارج الحشد الشعبي، ذلك ما اقرأه بكلام صريح لمصطفى الكاظمي بقوله “لا أعترف بك ولا بجيشك وشرطتك، لديّ من يحميني من أهلي وعشيرتي”! هل نحتاج هنا التذكير بصورة المالكي في حالة تؤول إلى البؤس حاملا سلاحه بعد أن هددته الحشود في مصادمات المنطقة الخضراء مع أنصار التيار الصدري؟
قبل أن يتسلم منصبه كوزير في حكومة نتنياهو دعا بن غفير إلى تغيير تعليمات إطلاق النار بالضفة الغربية لتشمل إطلاق النار على كل من يحمل الحجارة أو الزجاجات الحارقة.
والمالكي تفاخر في يوم ما بأن أبنه أحمد قاد قوة أمنية من دون أن يطلب منه ذلك واعتقل مجموعة من المعارضين لسياساته، ومن دون أن يوضح المنصب الذي كان يتقلده أحمد، وتحت أي قانون انصاعت القوة الأمنية لأوامره!
يقود بن غفير حملة عنصرية ضد المسجد الأقصى ويسعى لإحداث تغييرات جذرية واسعة النطاق على الواقع التاريخي والقانوني القائم.
مقابل ذلك بإمكان أي قارئ لهذا المقال ادراج سلسلة طويلة من التغيرات الديمغرافية وتهجير الأهالي التي قام بها المالكي لمناطق حزام بغداد ومحافظات غرب العراق أثناء دورتين في رئاسة الحكومة.
في كل الذي يسعى له بن غفير هو تحويل الصراع على الأرض المستلبة في فلسطين من سياسي إلى ديني، بينما معركة المالكي وأتباعه كانت منذ عام 2003 هي ضد العراقيين وفق الهوية.
في النهاية يمكن تعريف اتمار بن غفير بأنه يهودي من أصول عراقية متطرف بآرائه الفاحشة، احتفل بإرث وأبّن الحاخام مائير كاهانا، مؤسس حركة “كاخ” الإرهابية بطريقة مثيرة للاشمئزاز. طوّر سمعة كافية باعتباره محرضا على قتل كل مسلم وفلسطيني وهي شارة العار التي يرتديها حتى يومنا هذا. هناك صورة معلقة في منزله له مع باروخ غولدشتاين، الذي ذبح 29 مسلما في الحرم الإبراهيمي عام 1994. على الطرف الآخر يمتلك المالكي عشرات الصور مع ذباحي العراقيين على الهوية.
مقابل تعريف الإرهابي بن غفير من يستطيع أن يقترح علينا تعريفا لنوري المالكي يكون بمقدوره تجنب تفاهته الطائفية قبل السياسية. من؟
أشك بقدرة أيا من العراقيين تعريف المالكي من دون أن تكون الكراهية والطائفية عنوانا للتعريف.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى