أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الدكتور إبراهيم الحسّان: لا تجد بلدًا إلا ودخلها محدّثوا البصرة وعلماؤها

أمسية مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في العراق تسلط الضوء على المدارس العلمية في البصرة.

عمان- الرافدين
شدد الشيخ الدكتور إبراهيم الحسّان على أهمية مدينة البصرة من الناحية العلمية، فهي منذ تأسيسها صارت تربة صالحة لهذا الميدان، وامتازت بمدارسها العلمية في التفسير، والقراءات، والحديث، واللغة، والفقه، وغير ذلك من العلوم.
وأشار الحسان في محاضرة بعنوان “من تاريخ المدارس العلمية في البصرة” في أمسية مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين في العراق، إلى أن المئات من الصحابة نزلوا فيها أو سكنوها.
وقال أن عدد الساكنين في البصرة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بلغ أكثر من مائتين وعشرين صحابيًا، من بينهم أنس بن مالك، وأبو موسى الأشعري، وعمران بن حصين وعبد الله بن عبّاس، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوّام، (رضي الله عنهم جميعًا).
وتناول الشيخ الحسان الاستاذ في جامعة الإمام الأعظم، أثر مدرسة الحديث على الحركة العلمية في البصرة، موضحًا أنّها خرّجت العديد من التابعين وتابعي التابعين ممن رووا الحديث، من أبرزهم الحسن البصري، وحماد بن سلمة، ومعمر بن راشد وغيرهم.
ولفت إلى أن إحصاء وبيان آثار ومناقب كل واحد منهم يحتاج إلى مجلدات للإحاطة بترجمة حياته ومن أخذ الرواية عنه في الحديث الشريف خاصة في العلم بشكل عام.
واهتمت محاضرة مجلس الخميس التي أقيمت مساء يوم الخامس من كانون الثاني في مقر الهيئة في العاصمة الأردنية عمان، ببيان مدى تأثير البصرة بمدارسها العلمية على بقية أمصار الدنيا.
وقال المحاضر “لا تجد بلدًا من بلاد الدنيا إلا ودخلها محدّثوا البصرة وعلماؤها، وأن مدرسة الحديث في البصرة لها أصولها وأسسها، ولعلمائها جهود خاصة في المنهجية وتتبع الأسانيد وعلم الرجال، فضلاً عن دورها الكبير في إنماء حركة التصنيف والتأليف على مدى قرون”.
وأشار إلى معلومات تتعلق بمدرسة الحديث في البصرة، من بينها كثرة الحفاظ فيها الذين ذكر الإمام السيوطي أنهم بلغوا مائة وستة وعشرين حافظًا، وأن الرواة فيها يشكلون نسبة كبيرة من رواة الكتب الستة بنحو ألف راوٍ بصري من بين نحو سبعة آلاف راوٍ في المجمل، فضلاً عن أن علماء الحديث البصريين قدّموا جهودًا جبارة فاقت جهود الكثير من الأمصار الأخرى، وخاصة في مجال تتبع الأسانيد والبحث عن سقيم الأخبار، وهم يحملون راية الذبّ عن سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
واستعرض الدكتور الحسان جانبًا من تاريخ مساجد البصرة وجوامعها مثل المسجد الكبير، ومسجد بني مجاشع، ومسجد عمرو بن أخطب الأنصاري، ومسجد أنس بن مالك، ومسجد بني عباد، ومسجد بين حرام، ومسجد الحرورية، وغيرها.
وسلط الضوء على الحلقات العلمية ومجالس تعليم القرآن الكريم فيها التي تضمّها تلك المساجد منذ تمصير المدينة وريادة الصحابة فيها وحتى تأريخ قريب حفل بتوافد العلماء وطلبة العلم من شتى بقاع الأرض.
وزخرت المحاضرة بأسماء العلماء والرواة من الرجال والنساء من روّاد مدارس العلم في البصرة، وبيان أثرهم في بقية المدن الأخرى كبغداد والكوفة وخراسان وغيرها؛ ومن أبرز الذين تناول الدكتور الحسّان ذكرهم؛ الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الذي تتلمذ على أيدي شيوخ البصرة منذ صغره، مستعرضًا جانبًا من تاريخ روايته الحديث والكم الكبير من البصريين الذين روى عنهم.
وأعقبت المحاضرة مداخلات وأسئلة سلطت الضوء على عراقة البصرة بوصفها مدينة أنشأها أصحاب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) واتسمت بمسيرة علمية كانت لها وما تزال آثار بارزة ومؤثرة في ميادين مختلفة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى