أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

قوى وطنية وسياسية تطالب بتخليص الجيش العراقي من سطوة الميليشيات الطائفية

هيئة علماء المسلمين في العراق تحذر من استمرار سحب القرار والإرادة من الجيش الحالي، وتسليمها للميليشيات الطائفية الخادمة لمشاريع الهيمنة الإيرانية تحت عنوان ما يسمى "الحشد الشعبي".

بغداد – الرافدين
طالبت قوى وطنية وعسكرية عراقية بإعادة العقيدة القتالية المؤسسة على الدفاع عن حياض الوطن وحماية البلاد، إلى الجيش العراقي، ومنع تسليم الجيش الى الميليشيات الطائفية.
وأجمعت القوى والهيئات في بيانات متفرقة بمناسبة الذكرى الثانية بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي في السادس من كانون الثاني، على أن العراقيين لا يرون اليوم إلا خليطًا غير متجانس من عناصر ميليشياوية الأصل والأهداف والغايات.
وبينت القوى، أن هذا العناصر، أتى بها المحتل لخدمته وتحقيق أهدافه، واستخدامها لقمع أبناء شعبنا المطالبين بحقوقهم واستعادة وطنهم؛ وهي أبعد ما تكون عن حماية الأوطان وصيانة البلاد؛ وأطلق عليها وصف الجيش العراقي زورًا وبهتانًا.
وينظر العراقيون إلى جيشهم الباسل بفخر واعتزاز قبل حله من قبل الحاكم الأمريكي بول بريمر بعد احتلال العراق عام 2003 واستبداله بمجاميع ميليشاوية وطائفية.

الجيش العراقي جرع خميني مرارة الهزيمة
وأكدت هيئة علماء المسلمين في العراق في بيان أصدرته الجمعة السادس من كانون الثاني، أن الشعب يفتقد جيشه الحقيقي بعقيدته القتالية المؤسسة على الدفاع عن حياض الوطن وحماية البلاد، ومواصفاته المهنيّة العالية، وانضباطه العسكري المتفاني.
وأشارت الهيئة إلى أن ذكرى تأسيس الجيش العراقي الثانية بعد المئة؛ تأتي في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها العراق منذ احتلاله عام 2003 وحتى الآن، من خراب ممنهج، ودمار مقصود، واستباحة لدماء العراقيين، وتشريد لكثير منهم واحتلال لأراضيهم، وانتهاك لمعاني العزة والكرامة في مجتمعهم، من قبل محتليه والمتحكمين بأمره؛ فضلًا عن النهب المتواصل، والفساد المستشري، والتعاقب المؤذي لدورات الحكم السيئ فيه.
وشددت على أن محاولات سحب البساط والقرار والإرادة من الجيش الحالي، وتسليمها للميليشيات الطائفية الخادمة لمشاريع الهيمنة الإيرانية وانتهاك سيادة الأمة؛ مستمرة تحت عنوان ما يسمى “الحشد الشعبي”، مبينة أنها خطوة ثانية لطالما نبهت الهيئة عليها وحذرت من خطورتها؛ حيث تراجع أثر الجيش المؤَسس على المحاصصة الطائفية والعرقية، الذي أذاق كثيرًا من العراقيين صنوف القهر والتنكيل؛ ليفسح المجال لميليشيا الحشد الأكثر طائفية والأعمق أذًى بالوطن والمواطن، بقيادتها الإيرانية غير الخافية على أحد، التي تسيّره لتحقيق متطلبات النظام الإيراني التوسعية في المنطقة، وحماية أمنه الإقليمي على حساب أمن العراقيين والمنطقة.
وفي الوقت الذي أعربت هيئة علماء المسلمين عن تهنئتها للشعب العراقي في ذكرى تأسيس جيشه الأغر؛ فإنها تؤكد على أن دوام الحال من المحال، وأن الواقع الشاذ الذي يعيشه العراقيون وطغيان حكومات الاحتلال لن يستمر أمام إرادة الشعوب الحيّة، التي أصبحت تعي خطر العملية السياسية على العراق وشعبه، التي لا تجدي معها محاولات الإصلاح الوهمية، ولا تنفعها عمليات الترقيع الزائفة، ولن تنقذها حبال جيوش الأحزاب والطارئين، من وقفة أهل العراق لإنقاذ بلدهم، وانتفاضتهم المأمولة لحماية مستقبل أبنائهم مما يخطط له المحتلون، ومن يعمل لخدمتهم من: متعاونين ومساندين، ومرتزقة ومنتفعين، ومتوهمين ومنخدعين.
وبدأت مأساة الجيش العراقي بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، عندما أصدر الحاكم المدني حينذاك بول بريمر قرارًا بحل الجيش الوطني، ليؤسس حينها جيشًا لم يرضَ عنه العراقيون، ووصفوه بالرخو، بسبب التقسيمات الطائفية والأبعاد التي انتهجتها بعض فرقه.
وقال، العميد الركن المتقاعد خالد الراوي، إن “المؤسسة العسكرية العراقية تعد واحدة من أعرق المؤسسات في المنطقة، كما أن كلية الأركان العراقية هي الأصعب والأكفأ والأكثر مهنية في تخريج القيادات العسكرية”.
واعتبر، أن “حل الجيش العراقي من قبل الحاكم المدني بول بريمر عقب الغزو كان قرارًا جائرًا، لتُبنى أولى وحدات الجيش العراقي الحالي نهاية 2004 على أسس طائفية وبأيادٍ أجنبية، بدلًا من الاعتماد على الخبرات العراقية التي كانت تدرب جيوشًا عربية”.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن الاحتفال بعيد الجيش العراقي مناسبة لاستعادته من الميليشيات الطائفية وإعادة مجد عقيدته العسكرية الوطنية.
شاهو القره داغي: من يدير الميليشيات لا يمكن أن يساهم في تقوية الجيش.
وأشار المحلل السياسي شاهو القره داغي، إلى الفرق الجوهري بين هدف الجيوش والذي يتمثل بحماية مصالح المواطنين وسيادة الدولة، وبين هدف الميليشيات التي تقتصر على النهب والسلب والقتل وتنفيذ أجندة الخارج.
وأكد القره داغي على أن من يدير الميليشيات لايمكن أن يساهم في تقوية الجيش.
قال الكاتب أحمد علي، “إن الجيش العراقي بحاجة إلى مزيد من الأضواء ومزيد من اللياقة العسكرية البعيدة عن الارتهان الحزبي، لأنه لازال يعاني من كونه نتاج المحاصصة والعرف السياسي ولهذا سيكون دائمًا في موقع ضعف وليس قوة”.
وشدد بقوله “إن الجيش العراقي يتعرض إلى عملية تجريف قبال مؤسسات أمنية اخرى ذات أصول حزبية”.
وتمارس الميليشيات ضد الجيش، عبر تسطيح دوره في أمن بعض المناطق، والترويج لامتلاك الميليشيات خبرات أفضل، والتقليل من قيمة الجيش بصورة دائمة عبر وسائل إعلامها.
وذكر مسؤول في ديوان وزارة الدفاع أن جهات مسلحة موالية لإيران تسعى إلى تقزيم الجيش وجعله قوة ثانية وراءها. وهذا السعي لا يشمل فقط محاولات امتلاك الميليشيات سلاحًا ثقيلًا ونوعيًا، بل من خلال التغلغل في الجيش، وتفتيته وبمساعدة سياسيين وأحزاب.
وكشف المسؤول في تصريحات لصحيفة “العربي الجديد” التي تصدر في لندن أن “قيادات في الجيش وشخصيات وطنية تعي هذا المخطط ويمكن اعتباره الأخطر الذي يهدد الجيش، وتقوده ميليشيات لا يمكن أن تتحرك إلا بتوجيهات إيرانية، مثل كتائب حزب الله والعصائب والنجباء وبدر وغيرها”.
وشدّد، على أن “وزارة الدفاع لا تتمتع بالقدر الكافي من الحرية في إصدار قراراتها، خصوصًا مع تنامي نفوذ الأحزاب الموالية لإيران داخل الوزارة، وتعيين أشخاص ليسوا عسكريين ضمن الجيش، يُطلق عليهم محليًا تسمية (ضباط الدمج)، ويؤثرون على مسيرة الجيش وسمعته”.
وأوضح أن “بعض الأحزاب والفصائل المسلحة، تزيد من دعم الأقسام الدينية في المؤسسات العسكرية في العراق، وزج أعداد كبيرة من العناصر الطائفية في الغرف التي باتت تعرف باسم (التوجيه العقائدي)، وعقد ندوات لضباط الجيش والعساكر هدفها توجيه العناصر الأمنية دينيًا وطائفيًا، وهو ما لا ينسجم مع أسس القوات العسكرية”.
وكانت الحكومات المتعاقبة قد فشلت في فرض سيادة وهيبة الدولة، بسبب هيمنة القوى الشيعية وميليشياتها ذات الصلة الوثيقة بإيران، حيث وقفت تلك القوى عقبة أمام أي تحرك يهدد مصالحها المختلفة فى العراق.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى