أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

حكومة الإطار التنسيقي تقابل المزاعم الإيرانية بشأن بطولة الخليج العربي بالصمت

الأزمة التي أثارتها إيران بشأن تسمية بطولة الخليج العربي بكرة القدم تعكس أطماعها وسياساتها التوسعية في المنطقة.

البصرة ــ الرافدين
كشفت الاعتراضات الإيرانية بشأن تسمية بطولة الخليج العربي بكرة القدم المتواصلة حاليًا في محافظة البصرة، حقيقة سياسة الأطماع الإيرانية في دول الخليج العربي.
ولا تخفي إيران أطماعها في دول الخليج العربي بعد احتلال إمارة الأحواز العربية والقضاء على تاريخ مؤسسها الشيخ خزعل الكعبي، ثم الاستيلاء على الجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، فضلًا عن مزاعمها بشأن تبعية البحرين لها.
واستغلت إيران إقامة البطولة في محافظة البصرة للتصعيد بشأن تسميتها العربية مطالبة باعتماد تسمية الفارسية بدلًا من العربية، مع إن البطولة تقام منذ سبعينات القرن الماضي باسمها العربي.
ومقابل الرفض الشعبي والرياضي العربي للمزاعم الإيرانية، مارست حكومة محمد شياع السوداني ومن خلفها الإطار التنسيقي الذي يضم الميليشيات الولائية التابعة إلى إيران صمتًا حيال التدخل الإيراني بمجريات بطولة رياضية عربية مستمرة في دورتها الخامسة والعشرين.
ولم تواجه مزاعم المسؤولين الإيرانيين بشأن تسمية بطولة الخليج العربي موقفًا واضحًا من قبل حكومة السوداني، الذي فضلت الصمت مقابل التدخل الإيراني.
ويكشف الهوس السياسي الإيراني بتسمية بطولة الخليج العربي، بانها ترى في العراق تحت سطوة حكومة الإطار التنسيقي الذي يضم الميليشيات الولائية التابعة لها، برئاسة محمد شياع السوداني، مجرد محافظة تابعة لها وهي من تقرر شؤونه.
واعتبر الاتحاد الإيراني أن تسمية “الخليج العربي” تناقض ما تعتبره إرثا تاريخيًا لها، فيما استنكر وزير الرياضة الإيراني حميد رضا سجادي، استخدام اسم الخليج العربي على الصفحة الرسمية لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جيان انفانتينو على الرغم من أن الاسم رافق البطولة الخليجية منذ انطلاقتها عام 1970.
وتصر إيران على إطلاق اسم “الخليج الفارسي” على “الخليج العربي”، حيث حظرت المطبوعات التي لا تستخدم هذا الاسم.
وأثارت المواقف الإيرانية بشأن تسمية بطولة كأس الخليج العربي ردود أفعال عراقية وعربية رافضة للتدخلات الإيرانية في شؤون بلدانهم.
وهتف الآلاف من الجماهير الحاضرة لمباريات البطولة ضد الهيمنة الإيرانية، حيث تصاعد هتاف الجمهور في ملعبي “جذع النخلة” و”ملعب الميناء” ضد إيران عبر هتاف باللهجة العراقية “أنا العراقي تبًا لقاسم سليماني”.

كرم نعمة: الخلاف الاعتباري على تسمية الخليج العربي مقابل الخلیج الفارسي لا أهمية له حيال خطورة استراتيجية “قم أم القرى”
ولفت الصحفي كرم نعمة، بأن الخلاف الاعتباري على تسمية “الخليج العربي” مقابل “الخلیج الفارسي” لا أهمية له حيال خطورة استراتيجية “قم أم القرى”.
وتساءل نعمة عبر حسابه الموثق في منصة تويتر، عن دور الأنظمة العربية المهددة بمشروع الهيمنة الإيرانية في مواجهة استراتيجية إيران، بعد إقرارها بأن العراق ولبنان وسوريا واليمن تحت حكم الحرس الثوري الإيراني.
وتضع إيران استراتيجية أمنية لهيمنها على المنطقة تطلق عليها “قم أم القرى” وتعمل بموجبها على نقل مركز العالم الإسلامي من مدينة مكة المكرمة إلى مدينة قم الإيرانية. وفق ذرائع طائفية.
ورد خبير الآثار العراقي عامر عبد الرزاق، على محاولات إيران تسيمية “الخليج الفارسي” بدلًا من “العربي”، بأن تسمية “الخليج العربي” لا غبار عليها، بل أن هذا الخليج هو سومري الأصل قبل أكثر من 4000 سنة، وهو يعود لأهل هذه الأرض “العراقيون”، فهو شهد انطلاق أول رحلة بحرية مدونة بشكل رسمي في التاريخ”.
عامر عبد الرزاق: الخليج هو سومري الأصل قبل أكثر من 4000 سنة
وعبر عبد الرزاق، عن استغرابه الشديد من اعتراض الجانب الإيراني على تسمية البطولة، لأن البحر أساسه سومري والسومريون هم حكام أرض العراق الأصليين، ولا أحد يزاود أهل هذه الأرض على أصالتهم.
وتريد إيران أن تجد لها متنفسًا لتصدير أزماتها المتصاعدة في الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ أشهر، عبر بطولة كأس الخليج العربي، من خلال اختلاق مشكلة متعلقة بتسمية البطولة، وفرض إرادتها عبر طمس الهوية العربية واعتبار العراق محافظة تابعة لها.
ويعكس الموقف الإيراني الأطماع التوسعية لطهران ورغبتها بمزيد من الهيمنة بالمنطقة، بعد سيطرتها على العراق وبسط نفوذها عن طريق الحكومات المتعاقبة بعد 2003.
ورفض مجلس النواب الإيراني استخدام عبارة الخليج العربي بدلًا من تسميته “بالخليج الفارسي”، كما شدد النواب الإيرانيون وبلهجة تهديد واستعلاء بالغة على ضرورة أن يقدم العراق، اعتذارًا رسميًا لإيران.
كما طالبوا حكومة السوداني بالاعتذار، على الرغم من أن الأخير لم يتلفظ بالعبارة أصلًا عند افتتاح البطولة خوفًا من مخالفة توجهات طهران وخططها التوسعية في المنطقة.
جدير بالذكر أن الاحتجاج الإيراني على تسمية البطولة لا يفيد بأن هناك تمردًا وخروجًا للطاعة من قبل حكومة الإطار التنسيقي الموالية لإيران، حيث لم تجرء الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 على استخدام مصطلح الخليج العربي في مخاطباتها الرسمية، بل أن الاتحاد العراقي لكرة القدم، لم يستخدم اسم “كأس الخليج العربي” للترويج للبطولة، واكتفى الجميع بالإشارة لها تحت اسم “خليجي 25”.
وأثار الموقف الإيراني الرافض لتسمية “الخليج العربي” استياءًا واسعًا لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن رفضهم لمحاولات تزوير الوقائع من قبل إيران وتثبيت احتلالها للمنطقة وتغيير هويتها.
وقال الناشط علي الجابري، مثلما صدم الكثير من أهلنا في الخليج بكرم أهل البصرة وسعادة العراقيين بوجودهم، كانت هناك صدمة مماثلة لدى شبابنا الذين تعرضوا لأبشع حملة تضليل قادتها الماكنة الإيرانية لطمس عروبة العراق وإبعاده عن محيطه العربي على مدى عقدين من الزمن.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى