أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

المخلفات الحربية قاتل مستمر في حصد أرواح العراقيين

محافظة ذي قار عاجزة عن تطهير مساحات شاسعة من المخلفات الحربية التي تودي بحياة الرعاة.

ذي قار – الرافدين

حذر مكتب الأمم المتحدة في بغداد من خطورة تزايد الإصابات بالمخلفات الحربية بين المواطنين وذلك بعد الكشف عن تسجيل 519 إصابة لأطفال جراء انفجار المخلفات الحربية خلال الخمس سنوات الماضية في العراق.
وتشير إحصائية لمكتب الأمم المتحدة إلى أن 80 بالمائة من الأطفال المصابين هم من الذكور. وأنه “تم تسجيل نحو أربعة آلاف حالة إعاقة أو قتل بسبب المخلفات الحربية.
ويعد ملف المخلفات الحربية من أكثر الملفات المادية المؤثرة والتي لا تزال آثارها على الواقع، والتي تزهق أرواح وتشوه أجساد المئات من المواطنين، دون وجود تحرك من قبل الجهات المعنية لحسم هذا الملف، فقد وصل عدم الاكتراث به إلى درجة عدم وجود إحصائية رسمية دقيقة تبين ضحايا المخلفات الحربية.
وتشير إحصائيات رسمية إلى أن القنابل غير المنفجرة، وغيرها من المخلفات الحربية، حصدت أرواح أربعة وثلاثين ألف شخص منذ عام 2004، بين مدني وعسكري.
وبينما تستمر المخلفات الحربية في العراق بقتل آلاف المواطنين سنويًا، في بلد لم تتوقف فيه العمليات القتالية طيلة العقود الأربعة الماضية، تعرضت امرأة وطفلتها لإصابة بجروح بليغة إثر انفجار لغم من المخلفات الحربية في محافظة ذي قار.
وقالت مصادر محلية إن لغمًا أرضيًا انفجر الاثنين في منطقة أبو غار من البادية الجنوبية لمحافظة ذي قار، ما أسفر عن إصابة امرأة وطفلتها البالغة من العمر أربع سنوات.
وفشلت الحكومات المتعاقبة في إزالة وتطهير المخلفات الحربية في محافظة ذي قار، رغم تهديدها حياة الآلاف من المواطنين في مختلف أنحاء البلاد.
وكشفت مديرية الدفاع المدني في ذي قار عن تطهير أكثر من 4 ملايين متر مربع من الأراضي الملوثة بالقنابل والمخلفات الحربية، وفيما اكدت رفع ما يفوق على 278 ألف مقذوف منذ عام 2003، أشارت إلى الحاجة لتطهير 100 مليون متر.
وشهدت محافظة ذي قار، سلسلة من العمليات الحربية والقصف الجوي خلال سنوات الحرب العراقية -الإيرانية (1980-1988) وحرب الخليج الثانية (1991) وعملية غزو العراق سنة 2003 حيث استخدمت قوات التحالف الدولي شتى أنواع الأسلحة والقذائف، لاسيما القنابل العنقودية والصواريخ التي يدخل اليورانيوم المستنفذ في تركيبها، التي تعد مخلفاتها من مصادر التلوث الإشعاعي في المحافظة.
وبينت مديرية الدفاع المدني في ذي قار أن “أعداد الفرق العاملة حاليا لا تتناسب مع سعة المساحات الملوثة بالمخلفات الحربية والقنابل غير المنفلقة”.
وشدد مدير الدفاع المدني في ذي قار صلاح جبار على أهمية “دعم الفرق الحالية بآليات تخصصية ورفدها بفرق أخرى لغرض التسريع بعمليات التطهير وإنقاذ السكان المحليين من مخاطر المخلفات الحربية”.
ويصنف العراق من بين أكثر البلدان في حجم المساحات الملوثة بالمخلفات الحربية، إذ تقدّر المساحة الملوثة بحوالي ستة آلاف كيلو متر مربع، منتشرة في جميع أنحاء البلاد، شمالا وجنوبا.

ظافر الساعدي: العراق يحتاج إلى وقت طويل للتخلص من المخلفات الحربية

وكانت دائرة شؤون الألغام التابعة لوزارة البيئة الحالية، قد أقرّت بأنّه لا توجد رقابة على دخول المناطق الخطرة، ولا علامات تُظهر تلوّث المنطقة بهذه المخلفات، في الوقت الذي تواجه حكومة بغداد اتهامات الإهمال في رفع المخلفات الحربية.
وقال مدير الدائرة، ظافر الساعدي إن “العراق يحتاج إلى وقت طويل للتخلص من المخلفات الحربية، لأن هناك مساحات واسعة ملوثة بأنواع مختلفة من المخلفات كالعبوات الناسفة، ورؤوس الصواريخ، والقنابل العنقودية”.وأكد على أن “الظروف الاقتصادية قد تحول دون إمكانية تطهير الأراضي العراقية من المخلفات الحربية، لأن عمليات الإزالة تحتاج إلى إمكانيات عالية وتمويل كبير”.
ومن جانبه كشف الخبير في مجال البيئة علي اللامي، عن وجود أكثر من 1400 كلم من الحدود مع إيران ملوثة بالمخلفات الحربية، فيما أكد حاجة العراق لمزيد من الجهد للتخلص من هذه المخلفات.
وقال إن “المخلفات الحربية تشكل تهديد حقيقي على الوضع البيئي، خصوصًا أن العراق يعتبر من أعلى البلدان تلوثًا بسبب الألغام والعبوات الناسفة من المخلفات الحربية، وهذا الأمر يتطلب بذل جهود حقيقية لإنهاء هذه الظاهرة الخطيرة على حياة الإنسان وصحته”.
وبيّن اللامي أن “حسم ملف المخلفات الحربية في العراق يحتاج الى جهد دولي كبير، فالإمكانيات المحلية العراقية غير كافية لحسم هذا الملف بصورة سريعة، كما أن مواجهة التلوث الاشعاعي وغيره بسبب المخلفات الحربية يتطلب أيضا عمل منظمات دولية مختصة بهذا المجال، فهذا الأمر يشكل تهديد، وقد تظهر ملامح هذا الخطر والتهديد في المستقبل القريب”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى