أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

السوداني يقدم فروض الولاء لإيران مشيداً بفضلها على حكومته

محاور صحيفة "بيلد" الألمانية يحرج محمد شياع السوداني بسؤال عن الهيمنة الإيرانية على قرارات حكومة الإطار التنسيقي، ورئيس الحكومة يتهرب من الإجابة.

بغداد- الرافدين
قدم رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني فروض الولاء والطاعة لإيران رافضا التعليق على استراتيجية الهيمنة الإيرانية على القرار السياسي في العراق.
ووصف السوداني في حوار مع صحيفة “بيلد” الألمانية العلاقة بين العراق وإيران بـ”التاريخية”، مشيراً إلى أن طهران تدعم العملية السياسية منذ 2003.
ورفض في الحوار الذي أجراه بول رونزهايمر في العاصمة بغداد، التعليق على أي دور إيراني في العراق، متهربا من أسئلة المحاور، وواصفا العلاقة بالإيجابية مع إيران، بالتزامن مع “التوبيخ” الإيراني لحكومة الإطار التنسيقي احتجاجا على استخدامها تسمية بطولة الخليج العربي بكرة القدم.
وتهرب السوداني من سؤال واضح من المحاور الألماني عندما سأله “بصفتك رئيسًا للحكومة، ما مدى استقلالك عن التأثيرات من طهران”. ولم يجد السوداني غير تكرار كلام عام عن العلاقة التاريخية مع إيران والحدود الطويلة المشتركة بين البلدين، ودور إيران في دعم العملية السياسية منذ عام 2003.
وعاد المحاور لسؤال السوداني بشأن الإعدامات التي تجري في إيران للمحتجين السلميين في الثورة الشعبية الرافضة للنظام، مشيرا إلى أن عيون العالم تتجه صوب إيران، فلماذا حكومتك تتفرج على تلك الاعدامات. ولم يجد السوداني غير العودة الى النظام السابق في العراق بقوله إنه كان يقمع العراقيين والعالم يتفرج عليه! وتهرب بعدها من السؤال في حديث جانبي عن الحرب الروسية الأوكرانية.
فرد عليه المحاور بالقول إن سؤاله كان يتعلق بإيران جارة العراق، فما الذي يثير اعجابكم فيها؟ فقال السوداني “نحن لا نتدخل في شؤون الجيران”.
وتكشف إجابات السوداني رئيس الحكومة الخاضعة لسياسية الهيمنة الإيرانية على القرار السياسي، مدى التمدد الإيراني في حكومة الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية.
وكان مصدر سياسي عراقي قد كشف في تصريح سابق لقناة “الرافدين” أن السوداني عاد إلى بغداد من طهران “رافعًا صك رضى خامنئي” في وجه جميع الأتباع داخل وخارج الإطار التنسيقي، مؤكدًا أنه وحكومته تحت حماية المرشد الإيراني من أي تهديد يقوم به قادة الأحزاب والميليشيات في الإطار المختلفين على توزيع حصص الحكومة، بعد أن دفعوا به إلى رئاستها.
وقال السوداني أثناء زيارته إلى طهران إلى أن البلدين بصدد وضع “آلية (…) للتنسيق الميداني لتجنّب أي تصعيد”.
وأضاف أن “الملف الاقتصادي يحظى بأهمية كبيرة لدى الحكومة وقد اتفقنا مع الرئيس الإيراني على تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة”.
وشدد على امتنانه لإيران “لدعمها” إمدادات الغاز والكهرباء خصوصًا أن العراق يعتمد بشكل كبير على إيران في تأمين الغاز والكهرباء.
واعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن زيارة السوداني لطهران تشكّل “نقطة تحول في العلاقات الثنائية و(ستشكّل) المفاوضات بيننا خطوة كبيرة نحو تحسين العلاقات”.
ودعا السوداني الذي يرأس حكومة أطلق عليها العراقيون الولاية الثالثة، في إشارة لدور نوري المالكي في تسييرها، المسؤولون الإيرانيون خلال زيارته إلى طهران أواخر تشرين الثاني إلى زيادة التعاون بين البلدين في جميع المجالات.
وتكتمت حكومة السوداني على منح إيران عقد بقيمة اربعة مليارات دولار مقابل ما سمي خدمات فنية وهندسية من دون أن يكشف عن طبيعتها.
وروجت وسائل اعلام إيرانية للعقد بالتزامن مع زيارة السوداني إلى طهران، معتبرة الامر انجازا لعودة مستوى التعاون الاقتصادي ورفع قيمة تصدير البضائع الايرانية إلى العراق.
ولم تشر أي من وسائل الاعلام الحكومية في بغداد للعقد، في وقت عدت مصادر اقتصادية عراقية العقد الملياري أشبه بهبة مجانية من السوداني إلى إيران بعد الحصول على رضى وحماية المرشد الإيراني علي خامنئي.
وكشفت وكالة تسنيم للأنباء عن عقد الخدمات الملياري مع العراق في الوقت الذي طالب خامنئي أثر مثول السوداني أمامه بالمزيد من “مذكرات التفاهم والتعاون بين إيران والعراق” في إشارة لربط السيادة والاقتصاد العراقي بإيران.
وسبق أن نفذ رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني أحد أهم مشاريع الهيمنة الإيرانية على العراق بتأسيس شركة عامة للحشد الشعبي باسم شركة “المهندس” برأسمال قدره مئة مليار دينار عراقي، بما يسمح لميليشيات الحشد بالدخول بشكل أكثر وضوحاً في النشاط الاقتصادي والاستثماري في البلد.
وتسمح الشركة بتغطية صفقات فساد كبرى أدارتها الميليشيات بشكل غير قانوني وبتواطؤ من الحكومات السابقة.
وسهّل السوداني عمل الميليشيات غير المشروع من تهريب النفط إلى المتاجرة بالمخدرات والاستيلاء على الأراضي والعقارات، بتأسيس شركة بواجهة حكومية لتمرير صفقات الفساد الكبرى. للعمل وفق آلية شركة “خاتم الأنبياء” التي يمتلكها الحرس الإيراني.
ويجمع مراقبون على أن حكومة الإطار التنسيقي سلمت القرار السياسي كاملا إلى طهران.
ووصفت هيئة علماء المسلمين في العراق المرحلة الحالية بعد قمع ثورة تشرين ومرورًا بتسلم حزب الدعوة رئاسة الوزراء، بالمرحلة الإيرانية الخالصة، حيث سمحت واشنطن لشريكتها طهران بملء الفراغ في مساحة أكثر سعة بسبب انشغال الأولى في قضايا ذات أولوية لها على المستويين الإقليمي والدولي.
وعبرت الهيئة في تقريرها الدوري الثامن عن توقعها بحصول ما هو أكثر من مجرد فتح مكتب لوزارة إيرانية أو فرع لجامعة أو ما إلى ذلك، بعد ما بات العراق في نظر نظام طهران محافظة تابعة له.
ويتوقع إحسان الشمري أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد أن “الدور الإيراني سيكون أكبر بكثير مما كان عليه خلال الحكومات السابقة على اعتبار أن هناك ضرورة إيرانية ملحة باستمرار العراق كدولة تابعة” لطهران.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى