أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

عبداللهيان: السوداني “صحح” الطريقة الخاطئة لوصف الخليج العربي

حكومة محمد شياع السوداني تمارس صمتا حول "انصياعها" للرغبة الإيرانية بشأن تسمية الخليج العربي.

بغداد- الرافدين
مارس رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني صمتا خانعا بعد إعلان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن السوداني “صحح الطريقة الخاطئة لوصف الخليج الفارسي”.
ولم يصدر من حكومة السوداني أي رد لحد الآن بشأن “انصياعها” للرغبة الإيرانية حول تسمية الخليج العربي.
مقابل ذلك لم يكشف وزير الخارجية الإيراني طريقة تصحيح السوداني للتسمية الرسمية المستخدمة لبطولة كأس الخليج العربي المتواصلة حاليًا في مدينة البصرة.
وتُستخدم تسمية الخليج العربي رسميًا من قِبل جامعة الدول العربية، وكافة البلدان العربية. فضلاً عن المنظمات والمؤسسات العربية.
ويجمع مراقبون على أنه إذا صحت مزاعم عبداللهيان، فتلك فضيحة سياسية تكشف بلا مواربة الخنوع المعيب للسوداني ومن خلفه حكومة الإطار التنسيقي بالخضوع للنزوات الفارسية في الهيمنة على العراق والمنطقة.
ويرى المراقبون أن السوداني إذا غيّر من التسمية أمام المسؤولين الإيرانيين لإرضائهم، فإنه بذلك يعبر عن عدم احترامه لمشاعر العراقيين المعتزين بعروبتهم، فضلا عن شعوب دول الخليج العربي.
واستدعت إيران، الأربعاء، السفير العراقي لديها نصير عبد المحسن، احتجاجا على استخدام بغداد مصطلح “الخليج العربي”، بدلا من “الخليج الفارسي”.
وقال عبداللهيان، في بيان، إنه تم استدعاء السفير عبد المحسن، على خلفية استعمال السلطات العراقية عبارة الخليج العربي، خلال استضافة مدينة البصرة جنوبي العراق، بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم بنسختها الخامسة والعشرين “خليجي 25″، حسبما نقلت وكالة “إيرنا” الإيرانية.
واعتبر عبداللهيان أن المصطلح المستخدم في أحد الملصقات الترحيبية بالمشاركين في البطولة “زائف”، مشيرا إلى أن طهران نقلت للجانب العراقي “حساسية الشعب الإيراني تجاه استخدام المصطلح الدقيق والكامل للخليج الفارسي”.
وأضاف “على الرغم من العلاقات الاستراتيجية والأخوية والعميقة مع العراق، فقد نقلنا احتجاجنا علانية فيما يتعلق بهذا الموضوع”.
والأحد الماضي، نقلت وسائل إعلام عن نواب في مجلس الشعب الإيراني، تنديدهم بتصريحات السوداني، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لاستخدامهما مصطلح “الخليج العربي”، على هامش ترحيبهما باحتضان البصرة فعاليات بطولة “خليجي 25”.
وتقام البطولة التي انطلقت الجمعة في مدينة البصرة، مرة كلّ عامين تحت مسمّى رسمي هو “كأس الخليج العربي”، وتشارك فيها الدول العربية التي تقع على الخليج العربي: السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، البحرين، سلطنة عمان، اليمن، العراق الذي يستضيفها للمرة الثانية بعد استضافتها عام 1979.
وتسعى إيران لفرض تسمية تاريخية ملتبسة على الخليج العربي، الامر الذي يثير حساسية الدول العربية.

عبد الخالق عبد الله: دوافع عنصرية وراء تغيير تسمية الخليج العربي للإيحاء بان إيران سيدة الخليج تحكمه من طهران باستعلاء فارسي

ولا تخفي إيران أطماعها في دول الخليج العربي بعد احتلال إمارة الأحواز العربية والقضاء على تاريخ مؤسسها الشيخ خزعل الكعبي، ثم الاستيلاء على الجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، فضلًا عن مزاعمها بشأن تبعية البحرين لها.
واستغلت إيران إقامة البطولة في محافظة البصرة للتصعيد بشأن تسميتها العربية مطالبة باعتماد تسمية الفارسية بدلًا من العربية، مع إن البطولة تقام منذ سبعينات القرن الماضي باسمها العربي.
وفي بداية 2010، قررت إيران حظر مجالها الجوي أمام الشركات التي لا تعتمد التسمية الفارسية في الخرائط على شاشات طائراتها.
وفي كانون الثاني من العام ذاته، ألغى الاتحاد الرياضي لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي يتخذ في الرياض مقرا له، دورة كانت مقررة بعد أشهر في طهران لأن الأوسمة تحمل رسما كتبت عليه عبارة “الخليج الفارسي”.
وتستغل إيران هيمنتها على الحكومة في العراق منذ عام 2003 لفرض أجندة سياسية واجتماعية طارئة على المجتمع العراقي.
ويرى المحلل السياسي الاماراتي عبد الخالق عبد الله، أن إصرار إيران على تسمية الخليج بالخليج الفارسي ليس له سند تاريخي وقانوني، بل دافعه سياسي عنصري بحت ليوحي بان إيران سيدة الخليج تحكمه من طهران باستعلاء فارسي بغيض ينظر لدول وشعوب الخليج بما في ذلك الشعب العراقي نظرة دونية.
وكتب عبد الله “سبع دول عربية تطل على الخليج ومن حقها ان تسميه الخليج العربي”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى