أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

السوداني يقايض إدارة بايدن بحماية حكومته مقابل بقاء القوات الأمريكية

مصدر دبلوماسي عربي: عندما يقر السوداني بحاجة البلاد لبقاء القوات الأمريكية، فإنه يعبر عن حاجته للحماية، فيما تعيش حكومته بوضع متأرجح.

بغداد- الرافدين
وصفت مصادر دبلوماسية عربية في بغداد، رسالة رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة عبر صحيفة وول ستريت جورنال، بمحاولة الاستعانة بالأمريكان من أجل البقاء في منصبه.
وشددت المصادر الدبلوماسية المقربة من أطراف المطبخ السياسي والحزبي في المنطقة الخضراء، على أن السوادني عرض على إدارة الرئيس جو بايدن نوع من المقايضة من أجل الاحتفاظ بمنصبه في رئاسة الحكومة.
وقالت في تصريح لقناة “الرافدين” “انه عندما يقر بحاجة البلاد لبقاء القوات الأمريكية، فأنه يعبر عن حاجته كرئيس للحكومة للقوات الامريكية وليس البلاد، كنوع من الحماية له، فيما تعيش حكومته في وضع متأرجح”.
واعتبر السوداني في تصريح لصحيفة وول ستريت جورنال، أن العراق لا يزال في الوقت الحالي “بحاجة إلى القوات الأجنبية” الموجودة فيها ومعظمها أمريكية.
وقال السوداني الذي يتولى المنصب منذ نهاية تشرين الأول “نعتقد أننا بحاجة إلى القوات الأجنبية”، بذريعة القضاء على تنظيم داعش.
وتواجه الحكومة الحالية توقعات هائلة من العراقيين المنهكين جراء أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة. فيما تتصارع القوى الحزبية للحصول على مغانم وصفقات ومناصب داخل الحكومة.
ويحرص السوداني على إظهار الانصياع تجاه الولايات المتحدة التي تواصل تشديد نبرتها ضد النظام الإيراني الداعم للإطار التنسيقي الذي شكل حكومة السوداني.
وقال رئيس الحكومة الحالية للصحيفة الأمريكية إنه يريد إرسال وفد رفيع المستوى إلى واشنطن قريبًا، ربما تمهيدًا للقاء بينه وبين الرئيس جو بايدن.
وعبر الباحث في معهد هدسون الأمريكي، ريتشارد وايز، عن توقعه بإن واشنطن سترحب بتوجه السوداني الأخير.
وقال وايز في تصريح تناقلته مواقع أمريكية “السوداني يبدو على دراية بمدى تعقيد الوضع في طهران بعد التظاهرات الأخيرة، لهذا قرر إرسال هذه الرسائل الودية إلى واشنطن”.
وعبر وايز عن اعتقاده بإن الشراكة مع العراق مفيدة لجهود واشنطن في سوريا، لكن الفائدة محدودة حيث إن “العراق لا يستطيع مثلا أن يجاري ما تقدمه السعودية في شراكتها مع واشنطن من قوة نفطية ومالية واستراتيجية وتأثير على المنطقة”.
وأشار إلى أن “وصول الاتفاق النووي مع طهران إلى طريق مسدود، وصعود حكومة إسرائيلية متشددة، قد يعيد لواشنطن اهتمامها بالشرق الأوسط”.
ويأتي طلب السوداني بالإبقاء على القوات الأمريكية بينما تتصاعد الخلافات داخل الإطار التنسيقي الذي يضم الأحزاب والميليشيات الولائية، الأمر الذي يهدد بقاء الحكومة التي شكلها الإطار نفسه.
وسبق أن كشفت مصادر داخل الإطار التنسيقي أن رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي قد خاطب السوداني في آخر اجتماع، طالبا منه بعدم التصرف كرئيس وزراء على قيادات الإطار، مذكرا إياه بالتعهدات التي وافق عليها قبل الدفع به إلى رئاسة الحكومة.
وكان قيس الخزعلي رئيس ميليشيا العصائب قد ادعى في وقت سابق أن الإطار التنسيقي توصل إلى اتفاق مع السوداني لا يتخذ بموجبه أي قرارات مهمة دون استشارة الإطار.
ويجد السوداني صعوبة في منع استيلاء المقربين من أحزاب وميليشيات الإطار على المناصب الأمنية الحساسة، فضلا عن محاسبة كبار المسؤولين في قادة الإطار المتورطين في عمليات الفساد الكبرى بما فيها سرقة القرن التي استولت على 2.5 مليار دولار من أموال الضرائب.
في المقابل يترقب التيار الصدري برئاسة مقتدى الصدر الفرصة المناسبة لإسقاط الحكومة وتفكيك الإطار التنسيقي خصمه اللدود الذي منعه من تشكيل حكومة على الرغم من فوزه بالانتخابات.
وقالت مصادر مطلعة في داخل التيار الصدري أن الرسائل الأخيرة من الحنانة، في إشارة إلى منزل زعيم التيار مقتدى الصدر، تفيد بالترقب وانتظار اللحظة المناسبة والحاسمة للانقضاض على حكومة الإطار، بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات في إيران.
وأكدت على أن مستشاري الصدر يجمعون على أن حكومة السوداني ومن خلفها الإطار التنسيقي تعيش خلافات قاتلة، تتزامن مع الوضع السياسي المتردي في إيران التي تواجه ثورة شعبية لأسقاط النظام.
وقال الكاتب المقرب من التيار الصدري أحمد علي إن “الإطار التنسيقي منهك جدا من حجم التصدعات والخلافات السياسية، ويبحث بجدية عن تصدير خلافاته الداخلية باتجاه (السنة والأكراد) بينما التيار الصدري يحضّر لمناورات سياسية في الأيام القليلة المقبلة”. مشددا على أن محمد شياع السوداني خرج عن بيت الطاعة الإطاري.
وأكد على أن حكومة السوداني اقتربت كثيرا من الخطوط الحمراء التي تمس قوت الشعب العراقي.
وعبر أحمد علي عن يقينه بان هذه الحكومة الاطارية لن تستمر أكثر من خمسة اشهر في احسن الأحوال، عازيا ذلك إلى ما أسماه الأحزاب المسعورة، ومنوها إلى سيناريوهات حالكة السواد تبدأ اواخر شهر اذار.
وتنشر الولايات المتحدة نحو ألفي عسكري في العراق للقيام بمهام تدريبية واستشارية.
كما ينفذ حلف شمال الأطلسي (ناتو) مهمة غير قتالية في العراق، يشارك فيها وفق موقعه الإلكتروني “مئات” من العناصر من عدة دول أعضاء أو شركاء للحلف (أستراليا وفنلندا والسويد).
وتعتمد حكومة السوداني التي نالت الثقة بعد عام من الصدامات الدامية، على دعم أحزاب موالية لإيران تهيمن على البرلمان.

ريتشارد وايز: السوداني يتودد لواشنطن لأنه على دراية بمدى تعقيد الوضع في طهران

وليست هذه الرسالة الأولى من السوداني إلى الولايات المتحدة عبر صحيفة وول ستريت جورنال، فسبق وأن كشف موقفه من السعودية مبكرا وقبل أن يشكل حكومته في الرسالة التي عرض فيها على واشنطن الانصياع التام من أجل القبول به في المنطقة الخضراء، عبر رفض قرار أوبك+ القاضي بتخفيض انتاج النفط الذي احتجت عليه الولايات المتحدة وهددت بفرض عقوبات على دول أوبك وعلى رأسهم السعودية.
ومارس السوداني نوعًا من “التذاكي” لتقديم نفسه إلى واشنطن بتصريح للصحيفة بقوله إن “العراق لا يمكن تحمّل خفض إنتاجه النفطي كجزء من تحرك أوبك+ لخفض الإنتاج”، مشيرًا إلى أن “البلاد بحاجة إلى الأموال لتعزيز اقتصادها المتعثر”.
وصرح السوداني، بعد أيام من اجتماع أوبك+ في فيينا، بأن “تخفيضات الإنتاج التي فرضها التحالف النفطي لن تنجح في العراق وسنطلب من أوبك إعادة النظر في حصة العراق”.
ويتزامن الجدل بشأن الانقسام الحاصل داخل قوى وميليشيات الإطار التنسيقي أثر البيانات المتباينة على مرور ثلاث سنوات على مقتل رئيس فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس ميليشيا الحشد أبو مهدي المهندس بغارة أمريكية قرب مطار بغداد.
وعبر تقرير لموقع “المونيتور” المهتم بشؤون الشرق الأوسط، عن توقعه بأن التهديدات التي تستهدف واشنطن والرياض من قبل الميليشيات التي تنضوي في الإطار التنسيقي ستضع السوداني في موقف صعب، خاصة أن العراق يشهد أزمة اقتصادية وسط تراجع الدينار العراقي.
وذكر التقرير الذي نشر بالتزامن مع الاجتماع الأخير للإطار التنسيقي أن الاختلافات تتوسع بين قوى الإطار والسوداني لتشمل مناطق أخرى حيث يحاول السوداني اتخاذ قرارات حساسة بشكل مستقل عنهم.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى