أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

السوداني يتسلم من ماكغورك رسالة الحماية الأمريكية لمنع سقوط حكومته

تزامن زيارة بريت ماكغورك وإسماعيل قاآني إلى بغداد يثير تساؤلات بشأن التخادم الأمريكي الإيراني لإبقاء الوضع على ما هو عليه في العراق.

بغداد- الرافدين
أوصل الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك، رسالة “حماية” لحكومة محمد شياع السوداني باستمرار دعمها ومنع الإطاحة بها.
ولم تتأخر الإدارة الأمريكية بالرد على الرسالة التي وجهها السوداني عبر صحيفة “وول ستريت جورنال” قبل يومين، عندما أعلن حاجة “البلاد” إلى بقاء القوات الأمريكية؛ في إشارة واضحة لحاجته في تثبيت حكومته التي تعاني من وضع قلق.
وأكد ماكغورك دعم بلاده لإنجاح الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني واستمرار تقديم المشورة للجيش.
جاء ذلك خلال لقاء السوداني، ماكغورك في زيارة غير محددة المدة يجريها إلى بغداد وأربيل، وفق بيان أصدره مساء الإثنين المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء الحالي.
وأوضح ماكغورك أن الإدارة الأمريكية “تجدد التزامها باتفاقية الإطار الاستراتيجي، ودعم إصلاحات الحكومة العراقية في مجال الطاقة والبنية التحتية ومواجهة التغيرات المناخية”.
وعبر عن ترحيب الإدارة الأمريكية بالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية فؤاد حسين إلى واشنطن “لعقد اجتماعات اللجنة التنسيقية العليا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين”.
ويأتي الدعم الأمريكي لحكومة الإطار التنسيقي برئاسة السوداني، بعد يومين من استعانة رئيس الحكومة الحالية بالأمريكان من أجل البقاء في منصبه.
وعرض السوادني على إدارة الرئيس بايدن نوع من المقايضة من أجل الاحتفاظ بمنصبه في رئاسة الحكومة.
وأقر بحاجة البلاد لبقاء القوات الأمريكية، في تعبير عن حاجته كرئيس للحكومة للقوات الامريكية وليس البلاد، كنوع من الحماية له، فيما تعيش حكومته في وضع متأرجح.
وتواجه الحكومة الحالية توقعات من العراقيين المنهكين جراء أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة. فيما تتصارع القوى الحزبية للحصول على مغانم وصفقات ومناصب داخل الحكومة.
ومثلت رسالة الدعم الأمريكية التي نقلها ماكغورك رسالة مماثلة للخصوم داخل الإطار التنسيقي الذي يضم الميليشيات الولائية، كما عبرت باتجاه التيار الصدري برئاسة مقتدى الصدر وهو يترقب الوقت المناسب للانقضاض على حكومة السوداني.
ودخل العراق بعد قمع ثورة تشرين وتسليم حزب الدعوة رئاسة الوزراء، المرحلة الإيرانية الخالصة، حيث سمحت واشنطن لشريكتها طهران بملء الفراغ في مساحة أكثر سعة بسبب انشغال الأولى في قضايا ذات أولوية لها على المستويين الإقليمي والدولي.
وبالنظر الى الطريقة والظروف السياسية التي تشكلت فيها حكومته، إلا أنه من اللافت حتى الآن ان الصدر، لم يوجه سهامه الى السوداني أو حكومته، وهذا الأمر الذي لفت الرأي الغربي كذلك، بأن السوداني لا يريد “إيقاظ التنين” في إشارة إلى الصدر.
وأكدت السفيرة الأمريكية في بغداد، ألينا رومانسكي، التي شاركت في لقاء ماكغورك مع السوداني، أن الاجتماع جاء للنهوض بالأهداف المشتركة في “التجارة والاستثمار الأمريكي والطاقة ومعالجة الغاز المصاحب”، مشددة على أن “العلاقة الشاملة بين الولايات المتحدة والعراق مستمرة”.
ويجمع مراقبون على أن اختيار الرئيس الأمريكي لماكغورك في رسالة الدعم لحكومة السوداني، تمتلك دلالاتها السياسية بوصفه الأقرب إلى إيران وميليشياتها في العراق.
وسبق أن عمل ماكغورك نائباً لمساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون العراق وإيران، وقاد مفاوضات سرية مع إيران ما بين تشرين الأول 2014 وكانون الثاني 2016 أدت إلى الإفراج عن أربعة سجناء أمريكيين من سجن إيفين في طهران، وكان من بين السجناء الذين أطلق سراحهم مراسل صحيفة الواشنطن بوست، جيسون رضائیان.

حسين رشيد: صراع النفوذ والسيطرة على حكومة السوداني سيشتد خاصة بعد غلق واشنطن كل منافذ وصول الدولار الى طهران
ومن المثير للانتباه أن زيارة ماكغورك إلى بغداد تزامنت مع زيارة رئيس فيلق القدس في الحرس الإيراني إسماعيل قاآني.
وقال الكاتب السياسي المقرب من التيار الصدري أحمد علي “إن بريت ماكغورك هذا الرجل له فضل كبير على محور المقاومة، فهو كان عراب حكومة الإطار الشيعي ولولا أنفاسه لما استطاع الإطار ومحور المقاومة من الامساك بالسلطة”.
وعبر عن تهكمه بالقول “المنازلة الكبرى، هذيان صواريخ المقاومة والثأر من قتلة القادة جميعها ذهبت فداء لعيون ماكغورك”!
وقال الكاتب والصحفي حسين رشيد “بعد وصول منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا بريت ماكغورك الى بغداد، وصول قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني الى بغداد.”
وتوقع رشيد أن صراع النفوذ والسيطرة على توجهات الحكومة سيشتد خاصة بعد غلق واشنطن كل منافذ وصول الدولار الى طهران، والزيارة المرتقبة للسوداني لواشنطن.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى