أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

صندوق الأكاذيب سيقفل بعد اختتام كأس الخليج العربي وتعود الميليشيات لسرقة نفط البصرة

نصف سكان مدينة البصرة الغنية بالبترول يعيشون تحت خط الفقر، وربع شبابها عاطلون عن العمل.

البصرة- الرافدين
قللت مصادر سياسية واقتصادية في محافظة البصرة من انعكاس التداعيات الإيجابية لبطولة كأس الخليج العربي على طبيعة الحياة السياسية والاقتصادية في المدينة.
وأكدت على أن استضافة البطولة لا يعني نهاية الازمات السياسية داخل العراق أو مع دول الجوار العربي، أو على الأقل تراجع منسوب الفساد الذي يدير مشاريع محافظة البصرة الغنية بالبترول.
وعبرت عن استغرابها من الآراء السياسية المفرطة بالتفاؤل بأن بطول كأس الخليج العربي ستفتح بابا نحو انتهاء العزلة والانقسام الطائفي والصراع السياسي.
وأجمعت على أن التعبير عن المشاعر الصادقة بالنسبة للجماهير لا يعني شيئا بالنسبة للأحزاب والميليشيات المستحوذة على ثروة المدينة.
وتوقع أستاذ في جامعة البصرة ما يحدث من ابتهاج شعبي سينتهي بمجرد انتهاء فعاليات البطولة وستعود الميليشيات إلى وظيفتها المعروفة بتهريب النفط والمخدرات مع إيران.
وقال الأستاذ في تصريح لقناة “الرافدين” مفضلا عدم ذكر اسمه “كل الذي يحصل منذ أيام مع بطولة كأس الخليج العربي، استراحة مؤقتة للصوص الدولة، ستنتهي بمجرد انتهاء البطولة”.
وتعاني محافظة البصرة من اهمال للبنية التحية لا تتناسب مع ثروة المدينة الغنية بالنفط، كما ان البطالة تنتشر بين خريجي الجامعات.
ويعيش ما يقرب نصف سكان المدينة تحت خط الفقر. بينما ربع شبابها عاطلون عن العمل.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” ووكالة “بلومبيرغ” في تقرير مشترك بانه بمجرد اختتام البطولة فان الاهتمام سيتوجه مجددا نحو الخلل السياسي في العراق، مشيرتا الى ان حكومة محمد شياع السوداني التي تشكلت في اواخر تشرين الاول الماضي، قد لا تستمر طويلا.
واعتبر كاتب التقرير الصحفي المهتم بالشأن العراقي بوبي غوش، بمجرد معرفة أن حكومة السوداني مدعومة من إيران، يزيد الشكوك بها من جانب معظم العراقيين، مذكّرا بأن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي لم يتمكن من تأليف حكومة، ما يزال يمتلك القدرة على حشد ملايين المؤيدين في الشارع وشل الحكومة.
وكتب غوش “حتى في حال نجاة السوداني من المناورة السياسية للصدر، فانه ستكون امامه مهمة لا يحسد عليها تتمثل في ادارة اقتصاد العراق المعتمد بشكل كامل على الصادرات النفطية”.
فيما عبر الكاتب العراقي مصطفى كامل عن توقعه بمجرد انتهاء البطولة ستعاود الميليشيات الحاكمة في العراق حملات التضليل والتحريض ضد كل ما هو عربي.
ولم تنجح الحكومات المتعاقبة في العراق بأن تحول عائدات النفط، الى توفير الفرص أمام شبابه، وأظهر مسح أجرته الحكومة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، ان البطالة بين الشباب نسبتها 35.8 بالمائة، وهي من القضايا التي أثارت احتجاجات ثورة تشرين ضد الحكومة والميليشيات المسيطرة عليها خلال السنوات الماضية.

بوبي غوش: سلطات المحافظات الجنوبية الغنية بالنفط والغاز، الأكثر فسادا في العراق
ولم تحقق البصرة التعافي الإهمال الطويل الذي تعاني منه، بينما يشكو أهالي المحافظات الجنوبية من ان الحكومات المتعاقبة التي جاءت بعد احتلال العراق لم تعر الاهتمام لمشاكلهم.
وقال غوش أن السلطات في هذه المحافظات الجنوبية التي تضم الجزء الأكبر من احتياطيات النفط والغاز، أكثر فسادا من السلطات الاتحادية في بغداد، مشيرا الى ان نسب البطالة أسوأ مما هي عليه في بغداد.
وتعاني محافظات جنوب العراق من كارثة بيئية وشيكة حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض منسوب المياه الجوفية، الى نزوح جماعي من المدن الجنوبية. وبالإضافة الى ذلك، فان القاعدة الزراعية في العراق معرضة للخطر لأسباب من بينها تراجع مستويات نهري دجلة والفرات بقيام تركيا وإيران بتحويل المزيد من المياه من الأنهار لتلبية احتياجاتهما المائية الخاصة.
ومقابل الدعاية الإعلامية عن جمهور البطولة، تبقى السلبيات حاضرة على الصعيد الخدمي بعد أن اغرقت الامطار طرقات المدينة بسبب تداعي بنيتها التحتية.
وعانى المشجعون من مشاكل الوصول إلى ملاعب المباريات لعدم توفير السلطات المحلية واللجنة المنظمة حافلات لنقلهم إلى الملاعب.
وتتسبب الازدحامات باختناقات مرورية يومية في شوارع المدينة نتيجة تردي مستوى الخدمات، وشبكات الطرقات التي عفا عليها الزمن.
فاروق يوسف: المتفائلون بكأس الخليج العربي يتناسون أن البصرة تُدار من الميليشيات الإيرانية التي تشرف على سرقة النفط
فاروق يوسف: المتفائلون بكأس الخليج العربي يتناسون أن البصرة تُدار من الميليشيات الإيرانية التي تشرف على سرقة النفط
وقال خيري حبيب (33 عاماً) وهو أحد المشجعين الآتين من العاصمة بغداد رفقة مجموعة من أصدقائه لوكالة الصحافة الفرنسية “للأسف الشديد لم تتوفر خلال البطولة وسائل نقل المشجعين إلى الملاعب. نضطر لأخذ باصات أجرة يستغرق وصولها إلى الملعب ساعات عدة”.
وأضاف “بطولة كأس العالم في قطر انتهت قبل فترة قصيرة وليس من باب المقارنة لكن هناك تجارب يفترض أن تهتم بها اللجنة المنظمة والحكومة المحلية في البصرة. لا نطلب قطارات حديثة ومترو بل نريد باصات تنطلق بانتظام وهذا غير متوفر”.
وعانى عدد من المشجعين أيضاً من قلة الفنادق الحديثة الملائمة للإقامة طيلة فترة البطولة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الإقامة حيث بلغت كلفة الليلة الواحدة بين 250 و400 دولار.
وتهكم المحلل السياسي فاروق يوسف على إطلاق بعض العراقيين العنان لخيالهم المحلق في الحديث عن بوابة الانفتاح على العالم العربي بعد بطولة الخليج العربي.
وقال إن هؤلاء يتناسون أن البصرة نفسها تُدار من قبل الميليشيات الإيرانية التي تشرف على سرقة النفط في الوقت الذي تعاني فيه المدينة من انهيار بنيتها التحتية وفقر مواطنيها وبطالة شبابها.
وشدد بقوله “حين تنتهي المسابقة يُغلق صندوق الأكاذيب وتُطوى صفحة التهريج ولا يلتفت أحد إلى ما قيل فليس هناك أحد يسأل آخر عمّا قاله”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى