أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

قاآني ومكغورك في بغداد لتأكيد استمرار التخادم الإيراني الأمريكي

رئيس فيلق القدس إسماعيل قاآني لعمار الحكيم: أمريكا لا تنفع العراق بقدر ما تنفعه إيران.

بغداد – الرافدين
عبّر تزامن زيارة منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك وقائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد يوم الاثنين، عن استمرار التخادم الأمريكي الإيراني في العراق لإبقاء الوضع عما هو عليه.
وقال مصدر سياسي عراقي إن الخلافات الأمريكية الإيرانية تنتهي بمجر وصولها إلى العراق، فهو البلد المفتوح أمام طهران وواشنطن للتنفيس عن هذا الخلاف المعلن بينهما، من دون أي اعتبار للمصلحة الوطنية العراقية.
وشدد المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” على ان الكلام عن تنافس إيراني أمريكي لا يعتد به عندما يتعلق بالعراق تحديدا، فالطرفان اتفقا على التفاهم على العملية السياسية القائمة منذ عام 2003.
وأوصل الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، رسالة “حماية” لحكومة محمد شياع السوداني باستمرار دعمها ومنع الإطاحة بها.
ولم تتأخر الإدارة الأمريكية بالرد على الرسالة التي وجهها السوداني عبر صحيفة “وول ستريت جورنال”، عندما أعلن حاجة “البلاد” إلى بقاء القوات الأمريكية؛ في إشارة واضحة لحاجته في تثبيت حكومته التي تعاني من وضع قلق.
وأكد ماكغورك دعم بلاده لإنجاح الحكومة الحالية برئاسة السوداني واستمرار تقديم المشورة للجيش.
ومثل الدعم الأمريكي لحكومة السوداني تعاونا مكشوفا مع إيران عندما التقت السفيرة الأمريكية في بغداد آلينا رومانوسكي أتباع إيران في العراق من قادة الأحزاب والميليشيات في الإطار التنسيقي في رسالة تكشف التفاهم مع طهران على استمرار حكومة الإطار التنسيقي المدعوم من إيران.

الدكتور مثنى حارث الضاري: طهران وواشنطن تعملان وفق سياسة التخادم على تنفيس الصراع بينهما في الساحة العراقية

والتقى السوداني قاآني بعد محادثاته مع ماكغورك، من دون الكشف عن مضمون اللقاء.
ونتج عن زيارة السوداني لإيران العام الماضي جملة اتفاقات في إطار الحصة الإيرانية المتوافق عليها بين الولايات المتحدة وطهران في إدارة العملية السياسية مرحليًا، في سياق السياسات الجزئية المتبعة بينهما منذ الاحتلال، القائمة على التخادم، وإعطاء الفرص، وغض النظر، والتنفيس عن المشاكل.
وقال مصدر سياسي عراقي إن قاآني لم يخف انزعاج طهران من اندفاع حكومة السوداني إلى الحضن الأمريكي. لكن موقف طهران في هذا الجانب يوضع ضمن الصبر الاستراتيجي عندما تتجنب واشنطن التأثير على سياسة الهيمنة الإيرانية على العراق.
وأضاف ان قآاني أبلغ رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم عند اللقاء به في مستهل زيارته إلى بغداد، أن “أمريكا لا تنفع العراق بقدر ما تنفعه إيران، عليكم أخذ وحدة الطائفة بين العراق وإيران في كل موقف تتخذونه مع الولايات المتحدة”.
ولم يعرف ان كان قاآني قد أوصل نفس الرسالة الى السوداني عند اللقاء به، أم أكتفي بإيصالها للحكيم بغية اعتمادها في الإطار التنسيقي الذي شكل حكومة السوداني.
ويجمع مراقبون سياسيون أن أي خلاف أمريكي إيراني لا يمس اتفاق التخادم بينهما، ذلك ما أكده تزامن زيارة ماكغورك وقاآني.
وقال الدكتور مثنى حارث الضاري مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين أن العراق يعيش واقعًا في ظل احتلالين أمريكي وإيراني، يعملان وفق سياسة التخادم على تنفيس الصراع بينهما في الساحة العراقية، في ظل تخلٍّ عربي تام عن الشعب العراقي ومصيره.
وأشار الدكتور الضاري إلى الأزمة الدستورية في العراق ودور النفوذ والاحتلال الإيراني فيها، وأثرها على الشارع العراقي واقتصاد البلاد ووضعها الأمني والسياسي، مؤكدًا أن الشعب العراقي يدرك جيدًا حجم هذا النفوذ وتحكمه في النظام السياسي، وأن هذا الإدراك هو الذي جعل من ثورة تشرين ترفع بقوة أبرز مطالبها وهو إسقاط هذا النظام الذي تديره طهران بوضوح.
ولوحظ خلال الأيام الماضية أن الميليشيات المنضوية في الإطار التنسيقي تجنبت إطلاق التصريحات التي كانت تهاجم الولايات المتحدة، بذريعة “التفكير العملي”.
وكانت ميليشيا العصائب برئاسة قيس الخزعلي أكثر الميليشيات التي “بلعت” لسانها حيال القوات الأمريكية والتهديد بمهاجمتها.
وسبق وأن صنفت الولايات المتحدة الخزعلي ضمن قائمة الإرهاب منذ عام 2020.

علي الصراف: موقف الأحزاب الولائية من القوات الأمريكية نفاق و“تقية”، وهو مبدأ أيديولوجي في المذهب الصفوي
وقال القيادي في ميلشيا العصائب والنائب في البرلمان الحالي علي تركي “أن الجلوس مع أميركا لغرض تبادل المصالح هذا لا ضير فيه”.
وأضاف في تصريحات صحفية “القوات الأمريكية الموجودة في العراق اليوم هي لتدريب القوات الأمنية … (أنّنا) نسعى إلى جعل العلاقة مع أمريكا علاقة شراكة”.
وتهكم معلقون سياسيون على الازدواجية التي تتسم بها تصريحات عناصر الميليشيات الولائية من القوات الامريكية، وفقا لسياسة التخادم بين طهران وواشنطن.
ووصف المعلق السياسي العراقي علي الصراف موقف الميليشيات والأحزاب الولائية من القوات الأمريكية بالنفاق أو “التقية”، فهو مبدأ أيديولوجي في المذهب الصفوي. وله تنظيرات مسطورة في كتب. وهو سلوك “سوسيولوجي” و”سايكولوجي” في إيران ومن لفَ لفّها في الطائفة والسياسة.
وكتب الصراف “الولايات المتحدة، بما اكتنزت من خبرات في العراق، تعرف هذا، وتتماشى معه، وتأخذ حصتها منه، وهي تغمز لنفسها غمزة العارف. إنما لتكسب من هذا ما لم تستطع كسبه من ذاك. ولكي لا تقطع جسرا من جسور المنافع، لا مع الميليشيات التي كانت تقصف معسكراتها، ولا مع إيران التي تريد طردها من المنطقة”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى