أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

هيئة علماء المسلمين: ضحايا ملعب البصرة استخفاف حكومي واضح بأرواح المواطنين وضيوف البطولة

حوادث التدافع ليست جديدة على سوء تنظيم المناسبات من قبل حكومات الفساد في العراق.

عمان- الرافدين
عبرت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق عن ألمها لما جرى في مدينة البصرة من حادثة مؤسفة؛ تسبب بها التدافع والصدام عند بوابات الملعب المقرر أن تقام فيه مباراة نهائي بطولة كأس الخليج العربي؛ حيث تشير الأخبار إلى وفاة اثنين من المشجعين وإصابة العشرات.
وذكرت الهيئة في بيان صدر صباح الخميس أن هذا الحادثة المؤلمة جاءت بعد حوادث مؤسفة عدة، ووقائع وإجراءات؛ كان الهدف منها التغطية على واقع العراقيين الحقيقي ونكبتهم المستمرة، ولا سيما في مدينة البصرة، ومنها إقامة “جدار الفصل العنصري”، الذي أخفى مشهد العشوائيات المأساوي وما يعانيه أهل البصرة الكرام من ويلات، الذي صرفت عليه أموال طائلة من قوت الشعب، في مشهد فساد جديد لمسؤولي محافظة البصرة خاصة والعراق عامة؛ فقد كانت تكلفة هذا السياج “التجميلي الخادع” تكفي لإصلاح أوضاع الكثيرين ممن يسكنون هذه العشوائيات ويفتقدون إلى أدنى الخدمات ولا يجدون لقمة عيشهم، وشربة ماء صالح للشرب.
وشدد بيان هيئة علماء المسلمين على أن حادثة اليوم؛ تدل على عدم التحضير المناسب لمثل هذا الحدث الكبير والمهم، وهو أمر ليس مستغربًا؛ بل هو معتاد من حكومات الفساد في العراق وإداراته المتعاقبة، ويكشف كذلك عن المبالغات التي روجت لها حكومة الاحتلال التاسعة، وإدارة محافظة البصرة، اللتان لم تتمكنا من معالجة موضوع دخول الجماهير للملاعب، مع أن المشكلة كانت معلومة ومعروفة منذ اليوم الأول للبطولة؛ وهو أمر يدل على استخفاف واضح بأرواح المواطنين وضيوف البطولة.
وعبرت عن أسفها لما جرى بانه سيذهب كل فرحة صنعها الشعب العراقي وعاشها خلال الأيام الماضية، وسيعود العراقيون إلى حياتهم المأساوية بعد البطولة، ويدخلون من جديد في دوامة الحياة غير الكريمة التي يعيشونها منذ الاحتلال وحتى الآن، وسيتعرضون من جديد لدورة صراع سياسي مصلحي، وقوده أبناء الشعب الأبرياء؛ لإدامة حالة الضعف التي يعيشها العراق، وإطالة أمد تحكم الغرباء فيه.
وأشار بيان هيئة علماء المسلمين في العراق إلى أن هذه الحادثة وغيرها أثبتت أن حالة الفرح الشعبي العراقي والعربي غير المسبوقة بالبطولة على أهميتها؛ هي حالة عاطفية ووقتية وغير مؤثرة في معادلات صراع القوة التي يفرضها أعداء العراق عليه، ولا سيما جارته الشرقية المتربصة به وبالخليج كله، “في إشارة إلى إيران” وأن الإرادة العربية والتوجه الشعبي والعاطفة الخليجية نحو العراق في غير مجال الرياضة؛ ستكون أجدى في تخليص العراقيين مما هم فيه، وأنفع في تطمين المنطقة والخليج من تقلبات التحالفات الدولية والإقليمية.
وكان ملعب جذع النخلة الذي يحتضن المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج العربي بين المنتخب العراقي ونظيره العماني والتي من المقرر إقامتها مساء الخميس. قد شهد تدفقا جماهيريا غير مسبوق ضم عشرات الآلاف من العراقيين اكتظت بهم الشوارع ومحيط الملعب.
وأفاد مصدر طبي عراقي بتسجيل حالتي وفاة وإصابة ستين شخصا بين المشجعين نتيجة التدافع بمحيط ملعب جذع النخلة في البصرة، مشيرا إلى أن “هناك حالات حرجة بين المصابين”.
وقال مصدر طبي آخر فضّل عدم الكشف عن هويته إن “شخصاً فارق الحياة، فيما أصيب نحو عشرات آخرين بجروح، جراء تدافع بين آلاف المشجعين الذين لا يحملون بطاقات ويريدون مشاهدة المباراة”.
وأكّد مصدر في وزارة الداخلية هذه الحصيلة. مشيرا إلى أن المشجعين “تجمهروا منذ الصباح وحاولوا الدخول، ما أدى إلى الاكتظاظ أمام أبواب الملعب وحصول تدافع”.
وأفاد مصور في وكالة الصحافة الفرنسية متواجد داخل الملعب عن سماع أصوات سيارات إسعاف جاءت لتقلّ جرحى هذا الحادث، مضيفاً أن بوابات الدخول إلى الملعب كانت مغلقة عند وقوع التدافع.
وكشف الحادث الفشل التنظيمي لمثل هذه البطولة، في الوقت الذي لم يحمل رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوادني المتواجد في محافظة البصرة أي من الجهات مسؤولية الحادث الذي أفسد ابتهاج المشجعين.
وحث السوداني الجماهير على تقديم العون للقوات الأمنية والجهات الأخرى، من دون أن يتعرض الى الحادث.
وظهرت مشاكل في التنظيم منذ افتتاح البطولة قبل أسبوعين، حيث لم يتمكن صحافيون وآلاف المشجعين من حاملي البطاقات، من الدخول إلى الملعب، بدون أسباب واضحة.
كذلك، شهدت الافتتاحية مغادرة وفد الكويت بعد شجار على المقاعد، ما دفع العراق للاعتذار بسبب بعض المشاكل التنظيمية.
وأعرب حينها الاتحاد العراقي لكرة القدم عن “أسفه الشديد لمشاهد التدافع الجماهيريّ التي حدثت أمام الملعبِ وداخل المقصورةِ الرئيسية”، مؤكداً أن “الاتحاد العراقي وكذلك القائمين على تنظيمِ البطولة، سيضعان في الاعتبار ضرورةَ تلافي ما حدثَ لضمان ظهور العمليةِ التنظيميّةِ في أفضل صورةٍ ابتداءً من مبارياتِ اليوم الثاني للبطولة”. إلا انه سرعان ما تكرر التدافع وكان هذه المرة سقوط ضحايا أبرياء.
ومنذ أسبوعين، بدأت مدينة البصرة باستقبال الآلاف من المشجعين الذين توافدوا إلى هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب العراق، وتعدّ مركز أغنى محافظة عراقية بالنفط، لكنها تعاني من تردّي في بنيتها التحتية.
ويشهد العراق أحياناً حوادث مماثلة، كان آخرها حادث التدافع الذي حصل في كربلاء أثناء ذكرى عاشوراء في العام 2019، وقتل فيه 31 شخصاً.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى