أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

بطولة الخليج العربي لم تحرف العراقيين عن مطالبتهم بحقوقهم

الجماهير العراقية تندد بإيران وبتراجع قيمة الدينار العراقي

بغداد – الرافدين
استثمرت الجماهير العراقية احتفالات الفوز بكأس الخليج العربي الـ 25 في بعث رسائل صريحة للطبقة السياسية من خلال هتافاتهم داخل الملاعب  وفي ساحات الاحتفال التي ركزت على شعارات الولاء للوطن ورفض التبعية الإيرانية، وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة للمحتفلين بفوز المنتخب وهم يرددون هتاف “غصبًا على طهران منصورة يا بغداد” أثناء استقبال المنتخب العراقي في ساحة الاحتفالات في بغداد كما نددت بتراجع قيمة الدينار.
ولم تكن الهتافات الشعبية خلال الاحتفالات المرة الأولى للتذكير بهموم المواطن العراقي حيث أحرجت الجماهير رئيس الحكومة الحالي محمد شياع السوداني عقب دخوله ملعب جذع النخلة لمتابعة المباراة النهائية بين العراق وعمان، حيث هتفت الجماهير بصوت واحد “نزل الدولار” لتكون رسالة احتجاج صريحة على فشل حكومة السوداني في إدارة الأزمة الاقتصادية كما استمرت الهتافات المناهضة للتغول الإيراني في العراق لتأكد الجماهير أن البطولة ليست مجرد حدث رياضي عابر وإنما فرصة ثمينة لإظهار نقمتهم على الأحزاب الفاسدة.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مواطنين في البصرة، تأَكيدهم أن إيران، وعلى مدى 20 عامًا حاولت نزع الهوية العربية عن العراق بشكل عام، وعن سكان الجنوب بشكل خاص.
وأكد المواطنون، أن ما حدث في بطولة خليجي 25 ، أغضب النظام الإيراني كثيرًا، بعدما أدرك أن ما بين العراقيين وشعوب الخليج العربي، أكبر من أن يتم كسره، خاصة بعد اعتراض إيران على عبارة “الخليج العربي” في اسم البطولة.
وبحسب الصحيفة، فقد تحولت البطولة إلى احتفالية بالوِحدة العربية، مشيرة إلى أن الحدث مثّل فرصة نادرة لسكان العراق، للتعبير عن اعتزازهم بوطنهم وتضامنهم مع عمقهم العربي والإقليمي، كما تطرقت الصحيفة إلى مظاهر الكرم العراقي اللافت، الذي ترجمه الاحتفاء الشعبي بالزوار الخليجيين والعرب، حيث استضاف سكان البصرة ضيوفهم العرب، بحفاوة قل نظيرها.
وأشاد مدونون على منصات التواصل الاجتماعي بحالة الوعي المجتمعي التي لم تغفل عن الواقع المرير المعاش أثناء احتفالاته بفوز المنتخب حيث أشاروا إلى أن الهتافات ضد إيران أفشلت كل الجهود المبذولة في تحويل العراق إلى محافظة جديد تضاف إلى المحافظات الإيرانية وأن المليارات التي صرفت لإلصاق تلك الكذبة أصبحت هباءًا لا قيمة لها مؤكدين أن وحدة الشعب العراقي باتت أقوى من ذي قبل أمام مرتزقة الاحتلالين الأمريكي والإيراني وأفكارهم الخبيثة.
وشدد المدونون على ضرورة المتابعة في استغلال كافة الفرص المتاحة لإسقاط العملية السياسية برمتها المسؤولة عن الدمار والخراب الذي حل بالعراق على مدار 20 عامًا حيث تزايدت نسب الفقر والبطالة وغاب تكافؤ الفرص في الوظائف والتهم الفساد كل القطاعات الحكومية وفقدت البلاد استقرارها الأمني والسياسي الاقتصادي.
وسخر ناشطون وصحفيون عراقيون، من محاولة قوى الإطار التنسيقي المقربة من إيران وأنصارهم، نسب فوز المنتخب العراقي إلى السوداني، كمنجزٍ لحكومته.
وأكد الناشطون أن أحزاب الإطار عبر منصاتها على مواقع التواصل، أطلقت وسمًا حمل اسمَ “فالك خير”، في إشارة إلى السوداني، مشيرين إلى أن بطولة كأس الخليج العربي في البصرة، ما كانت لتنجح كحدث رياضي كبير، لولا الجهود التي بذلها المواطنون لاسيما الشباب، والأموال التي أُنفقت من مالهم العام واستحقاقاتهم، فضلاً عن كرمهم اللافت في استقبال الزوار والضيوف العرب، وإيصال صورة مفادها، أن العراقيين متعطشون لمحيطهم العربي
ويرى الكاتب الصحفي فاروق يوسف أن “العراقيين في حقيقة مشاعرهم يرغبون أن تكون عودتهم إلى محيطهم العربي من خلال عراق سليم ومعافى من أمراض الاحتلالين الأميركي والإيراني”.
وأكد يوسف أن ” العراقيين يرغبون في كسر جدار العزلة عن محيطهم العربي وهو جدار نفسي ازداد صلابة بعد الغزو الأميركي وعملت إيران على تكريسه باعتباره واقعًا عن طريق عملائها”.
وقال رئيس تحرير صحيفة وجهات نظر مصطفى كامل إن سلطات العراق العميلة فشلت في الحصول على دعم جماهيري عراقي وعربي من خلال بطولة كأس الخليج العربي 25
وأضاف كامل أن الشعب العراقي عبر عن سخطه من العملية السياسية ونهجها الطائفي بأشكال مختلفة منها الهتافات ضد إيران وأخرى تركز على وحدة العراق مع رفع صور لشهداء ثورة تشرين للدلالة على أنها ثورة شعبية بعيدة عن المسميات الطائفية أو العرقية قامت ضد الظلم في محفل كبير يشهده إعلاميون ومواطنون من الدول الشقيقة.
ويرى مراقبون أن الجماهير نجحت في قلب الطاولة على حكومة الاحتلال بعد محاولتها خطف الأضواء الإعلامية وإظهار الحدث كإنجاز حكومي ليتم توجيها بشكل صحيح إلى أن المواطن العراقي يعيش معاناة طاحنة مع غلاء الأسعار في ظل غياب الخطط الاقتصادية الناجعة ودعمها عمليات تهريب الدولار.
وأضاف المراقبون أن الجهات الحكومية حاولت التغطية على فشلها طيلة أيام بطولة كأس الخليج العربي ابتداءًا من إنجاز جدار فصل لإخفاء مشاهد العشوائيات وفضائح البنى التحتية المدمرة، لكن الوعي المجتمعي بدد كل تلك المحاولات وأكدت على حقيقة واحدة أن ثورة تشرين ما تزال حية في نفوس العراقيين لإزاحة الطغمة الحاكمة التي قضت على كل مقومات العيش الرغيد في بلد غني بثرواته المختلفة

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى