أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الفيفا يعزي بضحايا سوء التنظيم في خليجي 25 ولا بطولات جديدة في العراق

الدكتور ثامر العلواني: مأساة سقوط ضحايا على مشارف ملعب البصرة تتحملها الحكومة الحالية وأحزابها الحاكمة.

بغداد – الرافدين
قدم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تعازيه لأسر الضحايا في التدافع الذي نتج عن سوء التنظيم في بطولة كأس الخليج العربي التي اختتمت في محافظة البصرة ونال المنتخب العراقي لقب البطولة.
ورداً على سؤال من وكالة الصحافة الفرنسية حول البطولة وما رافقها من حوادث، أجاب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، برسالة نشرها رئيس الاتحاد جياني إنفانتيو على تطبيق إنستغرام، قال فيها إن “أفكار وصلوات المجتمع الرياضي مع الأشخاص الذين تعرضوا للحادث خارج ملعب البصرة الدولي”.
ولا يوجد حالياً، أي حدث رياضي دولي آخر من المقرر إجراؤه في العراق.
وقتل ثلاثة أشخاص نتيجة تدافع بين مشجعين تجمعوا منذ الصباح الباكر أمام ملعب جذع النخلة في البصرة لمشاهدة المباراة النهائية لكأس الخليج التي اقيمت الخميس.
وأكد مصدر طبي لهيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” وفاة ثلاثة أشخاص واصابة العشرات بعد تدافع آلاف المشجعين.
وكانت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق قد عبرت عن ألمها لما جرى في مدينة البصرة من حادثة مؤسفة؛ تسبب بها التدافع والصدام عند بوابات الملعب المقرر أن تقام فيه مباراة نهائي بطولة كأس الخليج العربي؛ حيث تشير الأخبار إلى وفاة اثنين من المشجعين وإصابة العشرات.
وذكرت الهيئة في بيان صدر صباح الخميس أن هذا الحادثة المؤلمة جاءت بعد حوادث مؤسفة عدة، ووقائع وإجراءات؛ كان الهدف منها التغطية على واقع العراقيين الحقيقي ونكبتهم المستمرة، ولا سيما في مدينة البصرة، ومنها إقامة “جدار الفصل العنصري”، الذي أخفى مشهد العشوائيات المأساوي وما يعانيه أهل البصرة الكرام من ويلات، الذي صرفت عليه أموال طائلة من قوت الشعب، في مشهد فساد جديد لمسؤولي محافظة البصرة خاصة والعراق عامة؛ فقد كانت تكلفة هذا السياج “التجميلي الخادع” تكفي لإصلاح أوضاع الكثيرين ممن يسكنون هذه العشوائيات ويفتقدون إلى أدنى الخدمات ولا يجدون لقمة عيشهم، وشربة ماء صالح للشرب.
وشدد بيان هيئة علماء المسلمين على أن حادثة التزاحم؛ تدل على عدم التحضير المناسب لمثل هذا الحدث الكبير والمهم، وهو أمر ليس مستغربًا؛ بل هو معتاد من حكومات الفساد في العراق وإداراته المتعاقبة، ويكشف كذلك عن المبالغات التي روجت لها حكومة الاحتلال التاسعة، وإدارة محافظة البصرة، اللتان لم تتمكنا من معالجة موضوع دخول الجماهير للملاعب، مع أن المشكلة كانت معلومة ومعروفة منذ اليوم الأول للبطولة؛ وهو أمر يدل على استخفاف واضح بأرواح المواطنين وضيوف البطولة.
وظهرت مشاكل في التنظيم منذ افتتاح البطولة قبل أسبوعين، إذ لم يتمكن صحافيون وآلاف المشجعين من حاملي البطاقات، من الدخول إلى الملعب، بدون أسباب واضحة.
وأكد مقرر القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور ثامر العلواني أن حكومة الاحتلال التاسعة تسير على خطى سابقاتها في أسلوب الكذب والخداع، حينما عملت على التغطية على معاناة أهالي محافظة البصرة وإخفاء آثار فسادها بتبديد الأموال من أجل بناء جدار عازل على ظن منها أنه سيحول دون رؤية ضيوف بطولة كأس الخليج العربي للكم الكبير من العشوائيات المنتشرة في المحافظة.
وقال العلواني في تصريح لقناة “الرافدين” إن ما جرى من مأساة التدافع بين الجماهير وسقوط ضحايا على مشارف ملعب المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج العربي في نسختها الخامسة والعشرين؛ جريمة تتحملها الحكومة الحالية وأحزاب السلطة التي لم توفر الترتيبات المعتبرة، وأخفقت في التنظيم وإجراءاته، فضلاً عن الفساد الذي هوى بالبنية التحتية وفضح كذب السلطات التي تسعى إلى جني مكاسب سياسية على حساب العراقيين.
وشدد مقرر القسم السياسي في الهيئة على أن الشعب العراقي بكرمه وحضوره الجماهيري هو الذي جلب النجاح للبطولة بموازاة فرحته الجامعة التي استطاع من خلالها أن يوجه صفعة حقيقة لإيران وأحزابها وميليشياتها التي تحاول أن تصادر منه هويته وتبعده عن محيطه العربي وحاضنته التاريخية.
وظنّت العراقية ضحى هاشم أنها سوف “تموت” حين وجدت نفسها الخميس عالقة بين آلاف الأشخاص الذين تجمعوا منذ الفجر أمام مدخل ملعب البصرة الدولي، لتشجيع منتخبهم في المباراة النهائية مع عمان في البطولة التي تقام لأول مرة منذ أكثر من أربعين عاماً على أرض العراق.
وبعد ساعات من السير المضني، تمكنت ضحى أخيراً من الوصول إلى مدخل البوابة الإلكترونية المؤدية إلى الملعب، لتجد نفسها “فجأة وسط موجة كبيرة من البشر”.
وتقول هذه الشابة التي جاءت من بغداد إلى البصرة لمشاهدة المباراة “كنت أشعر أنني على وشك الموت… بدأت أشعر بالهلع لأنني لم أعد أستطيع التنفس”.
وأدى التدافع إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عشرات آخرين بجروح، كما أفاد مصدرين أمني وطبي. غير ان السلطات الحكومية أعلنت عن وفاة شخص واحد.
ولتفسير حادث التدافع الخميس، ألقى أحد أعضاء اللجنة المنظمة في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية باللوم على الشركة التي قامت بطبع البطاقات. وقال مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن “التذاكر طبعت بطريقة غير مؤمنة، يسهل تزويرها ونسخها أكثر من مرة، وهذا ما حصل”.
وبالنتيجة، حاول الآلاف من حاملي التذاكر المزورة الدخول مندفعين نحو بوابات الملعب.
وقال بدوره المتحدث باسم وزارة الداخلية الحالية خالد المحنا لوكالة الصحافة الفرنسية إن القوات الأمنية تصرّفت عبر “إطلاق نداءات وطلبت ممن ليس لديه بطاقة أن يغادر… لكنهم لم يتعاونوا وحدث تجمهر لأعداد كبيرة جداً”.
وكشف الحادث الفشل التنظيمي لمثل هذه البطولة، في الوقت الذي لم يحمل رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوادني أي من الجهات مسؤولية الحادث الذي أفسد ابتهاج المشجعين.
ولم تقتصر هذه المشكلات على المباراة النهائية، إذ واجه حفل الافتتاح أيضاً في السادس من كانون الثاني بعض الثغرات التنظيمية، في حدث يحمل أبعادا دولية، جمع 8 دول عربية هي عمان والعراق والكويت والإمارات وقطر والسعودية واليمن والبحرين.
وحينها، لم يتمكن الآلاف من أصحاب التذاكر من الدخول، وكذلك صحافيون منحوا مسبقاً تصاريح لتغطية الحدث، بينهم مصوران اثنان في وكالة الصحافة الفرنسية.
وتسبب سوء التنظيم ببيع تذاكر مزورة منذ البداية.
وقال سعود خلدون وهو مدرس من مدينة كركوك شمال العراق، إنه سافر مع أبنائه أكثر من 500 كيلو مترا إلى محافظة البصرة لحضور المباراة الافتتاحية قبل أسبوعين بعد شراء ثلاث تذاكر من إحدى شركات السياحة في كركوك.
وأضاف في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز “عندما وصلت إلى البوابة، قالوا لي إن التذاكر مزورة”. عادت الأسرة إلى كركوك في نفس اليوم.
وفي إحدى المقصورات المخصصة لـ”الشخصيات المهمة”، حصل شجار بين نحو 20 شخصاً، أسبابه مجهولة.
كما غادر الوفد الكويتي حفل الافتتاح، فيما أعرب الاتحاد الكويتي لكرة القدم “عن استيائه الشديد من سوء التنظيم في مراسم حفل افتتاح كأس خليجي 25 في مدينة البصرة”.
بدوره تقدّم الاتحاد العراقي “بالاعتذار” للوفد الكويتي، مؤكداً أن الاتحاد سيضع “في الاعتبار ضرورةَ تلافي ما حدثَ لضمان ظهور العمليةِ التنظيميّةِ في أفضل صُورةٍ ابتداءً من مبارياتِ اليوم الثاني للبطولة”. إلا انه سرعان ما تكرر التدافع وكان هذه المرة سقوط ضحايا أبرياء.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى