أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

بلاسخارت تثير سخط العراقيين بإحاطة مليئة بالرياء لحكومة السوداني

الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت تمارس النفاق السياسي وتلمع حكومة السوداني وتطالب العراقيين الوثوق بالطبقة السياسية الفاسدة.

بغداد- الرافدين
أثارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، سخط العراقيين على احاطتها التي قدمتها إلى مجلس الأمن الدولي مساء الخميس، عندما طالبت العراقيين والعالم النظر إلى حكومة محمد شياع السوداني، بإيجابية.
وتناست بلاسخارت الصورة السوداوية التي عرضتها أمام مجلس الامن في تشرين الأول الماضي عندما قالت إن الشعب العراقي أصيب بخيبة أمل من الطبقة السياسية الفاسدة وصلت إلى عنان السماء. زاعمة أن حكومة السوداني وبعد الأشهر الثلاثة الأولى من تشكيلها، ملتزمة بالتصدي للفساد المستشري وسوء تقديم الخدمات العامة وارتفاع مستويات البطالة.
وبينما أطلقت حكومة السوداني سراح لصوص سرقة القرن الذين استولوا على 2.5 مليار دولار من أموال الضريبة العامة، زعمت ممثل الأمين العام في إحاطتها الدورية أمام مجلس الأمن أن الحكومة تحركت لاسترداد الأموال المنهوبة والتحقيق في مزاعم الفساد.
وفي الوقت الذي اعترفت بأن الفساد تحول إلى منظومة في العراق، وقعت بلاسخارت في ازدواجية مريعة في المطالبة بالاعتراف بمثابرة الحكومة، الأمر الذي أثار سخرية وازدراء العراقيين.
ويخشى رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني الاقتراب من لوردات الفساد الذين يديرون ماكنة الاستيلاء على أموال الدولة بطرق غير مشروعة، ويذهب إلى محاسبة الموظفين الصغار في عملية إعلامية لامتصاص الغضب الشعبي المتفاقم.
ويدرك السوداني أن أقطاب الفساد يحيطون به من قادة الأحزاب والميليشيات وهم أكثر من يستحوذ على صفقات فاسدة في إدارة الدولة، بينما اللصوص الصغار مجرد أدوات لتنفيذ المهام، ولا يؤثر محاسبتهم على استمرار دوران عجلة الفساد الكبرى.
وتجاهلت الممثلة الأممية أن السوداني خرج من تحت عباءة الاطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية التي تنفذ أجندة إيران في الهيمنة على المنطقة، مطالبة العراقيين بتأييد السوداني، بذريعة أنه “جعل العراق منتدى للحوار والاستثمار”.
وفقدت ممثلة الأمين العام ضميرها الإنساني والسياسي بشكل مثير للاشمئزاز عندما عادت إلى المفقودين والممتلكات الكويتية في حرب عام 1991، بعد أن أقفل هذا الملف، وتجاهلت بشكل متعمد مئات الآلاف من المغيبين قسرًا من العراقيين، وبعد أسابيع قليلة من اعتراف رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي بأنهم قتلوا بيد الميليشيات.
وطالبت جينين هينيس بلاسخارت في ختام مطالعتها بصلف قل نظيره، العراقيين والعالم بالشعور بالأمل بعد تشكيل حكومة محمد شياع السوداني وضرورة أن تغتنم الطبقة السياسية العراقية الفرصة القصيرة التي أتيحت لها وأن تخرج البلاد أخيرًا من دوامة عدم الاستقرار والهشاشة.
وكشفت إحاطة بلاسخارت فقدان الضمير المهني والأخلاقي وهي تعيش منذ سنوات بين شعب يرزح تحت وابل القتل والمصادرة والتشرد، فيما تنعم الطبقة السياسية بفسادها بثروات البلاد.
وأهملت ممثلة الأمين العام في إحاطتها وضع العراق الاقتصادي الفوضوي وزيادة نسبة الفقر وتفاقم الأمية والجهل وانهيار التعليم وخراب البنى التحتية وتسلط الميليشيات.
ولم تتناول “الديمقراطية المستلبة” عندما فشل الفائز في الانتخابات البرلمانية من تشكيل الحكومة، نتيجة سيطرة أحزاب إيران في العراق التي شكلت حكومة السوداني للحفاظ على مكاسبها.
وأجمع مراقبون سياسون على أن الصورة المزيفة التي قدمتها بلاسخارت لمجلس الأمن تعكس فساد الممثلة الأممية في العراق كجزء من فساد الطبقة السياسية الحاكمة، مطالبين الضمير الإنساني بمحاسبتها على مثل هذا التزييف.
ووصف الباحث الأمني سالم الجميلي ثناء بلاسخارت على حكومة السوداني التي لم يمض عليها أكثر من مائة يوم، بالرياء المكشوف.

عمار الحديثي: بلاسخارت في إحاطتها عن أوضاع العراق كأنها تعيش في كوكب آخر عندما زعمت بأن حكومة السوداني اتخذت خطوات عديدة لمكافحة الفساد

وكتب الجميلي “حكومة السوداني تواجه مشاكل جمة في الطاقة وارتفاع سعر الدولار والتضخم ولم تتمكن من تقديم أي شيء على صعيد الاقتصاد والتنمية”.
وتهكم على بلاسخارت واصفًا إحاطتها بنص رديء من التفاهة والسطحية وكأنه مكتوب في منزل نوري المالكي.
وقال، إن مجرد رضا الممثلة الأممية على الطبقة السياسية الفاسدة، هذا يعني أنها تعمل ضد مصلحة الشعب العراقي، داعيًا ثوار تشرين إلى التظاهر أمام مكتبها حتى صدور قرار نقلها.
وسخر الصحفي عمار الحديثي من إحاطة بلاسخارت واصفًا إياها بالمرأة التي تعيش في كوكب آخر عندما زعمت بأن حكومة السوداني اتخذت خطوات عديدة لمكافحة الفساد.
وتأتي إحاطة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بعد أسابيع من تأكيدها أن سرقة القرن، لن تكون الأخيرة في العراق، في تناقض أثار استغراب المتابعين.
وقالت بلاسخارت بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد، إن الفساد المستشري والممنهج يعد أحد أكبر التحديات التي تواجه العراق، وتكلفته الاقتصادية وتأثيره السلبي على الاستقرار والأزدهار هائلان، حيث يقوض التقدم، ويحرم المواطنين من حقوقهم، ويثبط الاستثمار الدولي، ويسلب من البلاد الموارد اللازمة لتزويد مواطنيها بمدارس ومستشفيات وطرق أفضل، وخدمات عامة أخرى لا حصر لها.
وأكدت على أن الفساد هو أحد الأسباب الرئيسية للاختلال الحاصل في العراق، وإن إبقاء المنظومة “كما هي” سوف يرتد بنتائج سلبية في النهاية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى