أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

مرضى السرطان في العراق بين الإهمال الحكومي وهول الكارثة

عضو نقابة الأطباء العراقية عدنان السلامي: هناك تقصير واضح من قبل الحكومات باستحداث مراكز لعلاج السرطان.

بغداد – الرافدين
كشفت مصادر طبية عن تسجيل نسب مرتفعة لمرضى السرطان في العراق، مرجحة زيادة متواصلة خلال السنوات المقبلة بإصابة الأطفال والنساء.
وأكدت المصادر، أن عدد الإصابات الشهري بالسرطان، بلغ أكثر من 190 إصابة في البصرة وحدها، مضيفة أن البصرة تسجل أيضًا نسبة 10 بالمائة زيادة سنوية متوقعة للإصابات بالسرطان.
وكشفت المصادر، عن وجود أعداد تراكمية للمصابين بالسرطان، تبلغ أكثر من 34 ألف شخص حاليًا، 57 بالمائة منهم من النساء.
وأشار نواب عن محافظة البصرة، إلى إنّ المحافظة تعاني من الأمراض السرطانية، نتيجة الحروب والتلوث الناتج عن استخراج النفط.
وإن الإمكانيات المتوفرة لمعالجة هذه الأمراض، تغطي 45 بالمائة فقط من حاجة المحافظة، التي تحتاج إلى مستشفيات خاصة وعلاج خاص لأنّ المرضى يذهبون إلى بغداد للعلاج، ويُـسجَـلون في قائمة الانتظار، على الرغم من أن حالتهم تستوجب علاجًا سريعًا.
وأكدت، مديرية بيئة البصرة، أنّ الحروب وعمليات استخراجَ النفط ، تقفان وراء زيادة الإصابات بالسرطان، نافية وجود برنامج حكومي شامل، لمعالجة هذه المشكلة.
وكان عضو الجمعية الملكية البريطانية للأطباء وعالم الأورام، جواد العلكي، قد وصف البصرة في وقت سابق بأنها “هيروشيما أخرى”، موضحًا أنّ الإصابة بالسرطان أصبحت خطرًا يهدد أكثر من 40 بالمائة من سكّانها
وتزايدت، نسبة الإصابة بالسرطان في مدن البلاد التي تعرضت لعمليات عسكرية عامي 1991-2003 وما تلاها من عمليات عسكرية استمرت منذ عام 2003 وحتى نهاية عام 2016، في وقت تعاني فيه مستشفيات علاج السرطان من شح العلاجات اللازمة.
وأكد الدكتور إبراهيم سليمان، إخفاق الحكومات المتعاقبة بحل كارثة مرض السرطان.
وأوضح سليمان، في لقاء سابق مع قناة الرافدين بأن هناك معهدًا واحدًا للطب والإشعاع الذري الخاص بعلاج أمراض السرطان في العاصمة بغداد، ويلجأ إليه المرضى من كافة المحافظات.
وأشار الدكتور إبراهيم سليمان، إلى أن مرضى السرطان يأخذون نصف الجرعة المقررة لهم نتيجة شح العلاجات ونقص الأدوية، التي تقوم على استيرادها مافيات الأدوية.
وحول حرق النفايات وعمليات استخراج النفط المسببة لأمراض السرطان قال سليمان، “لا توجد لدينا سيطرة نوعية ولا رقابة على ما يجري في العراق من حرق للنفايات واستخراج النفط، بل حتى عمليات الاستيراد لا تخضع للفحص المركزي عبر جهاز التقييس والسيطرة النوعية، نتيجة الفساد المستشري وعمليات النهب المستمرة لمقدرات البلاد”.
وانتقد، عضو نقابة الأطباء العراقية، عدنان السلامي، عدم استحداث مراكز خاصة لمعالجة السرطان في البلاد، مبينًا لمصادر صحفية، أن “هناك خللًا كبيرًا في التصدي لأمراض السرطان، خاصة تلك التي تنتشر بين الأطفال، إذ إن هناك تقصيرًا واضحًا من قبل الحكومات المتعاقبة باستحداث مراكز لعلاج السرطان، وتزويده بالأجهزة الحديثة والأدوية المطلوبة”.
وأشار إلى، أن “هناك حاجة ملحة مع استمرار تزايد حالات الإصابة بالمرض، لوضع خطط بعيدة المدى للعلاج، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية”، معتبرًا أن “المرضى اليوم يتحملون تكاليف كبيرة جدًا بالحصول على الأدوية الخاصة وتلقي جرع الكيميائي بالعيادات الخاصة”.
ويعاني، مرضى السرطان من ارتفاع أسعار الأدوية الخاصة بعلاجاتهم، ومن عدم قدرتهم على شرائها، فضلًا عن الآثار الصحية المترتبة على ذلك.
وتصل، تكاليف بعض الأدوية إلى نحو ألف دولار أمريكي لحقنة واحدة من العلاج الكيميائي، من دون احتساب تكاليف جرعات العلاج بالأشعة والأدوية المهدّئة للألم.
ولا تتوفر في العراق مستشفيات كثيرة متخصصة في أمراض السرطان، ولم يُسجّل إنشاء أيّ مستشفى جديد في خلال الأعوام التسعة عشر الماضية، وكلّ ما يتوفّر يأتي من ضمن البنى التحتية للمستشفيات العراقية المشيّد بعضها منذ 50 عامًا.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى