أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

زلزال تركيا يودي بحياة سبعة أشخاص من عائلة عراقية فرت بعد دمار الموصل

أول قافلة مساعدات إنسانية لمنطقة شمال غرب سوريا المتضررة من الزلزال المدمر في طريقها إلى الحدود التركية.

إسطنبول- الرافدين

قال مصدران في مجال المساعدات إن أول قافلة مساعدات إنسانية لمنطقة شمال غرب سوريا المتضررة من الزلزال المدمر في طريقها إلى الحدود التركية أملا في العبور اليوم الخميس.
وذكر أحد المصدرين أن القافلة تشمل ست شاحنات.
في وقت يواصل عمال الإنقاذ في تركيا وسوريا الخميس في أجواء البرد الشديد، جهودهم بحثا عن ناجين تحت الأنقاض مع تضاؤل فرص إنقاذهم بعد مرور ثلاثة أيام على الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 16 ألف شخص.
وامتدت المحنة إلى العوائل العراقية التي لجأت إلى تركيا بعد تدمير مدينة الموصل من القوات الحكومية المدعومة من الميليشيات.
وفرت رحاب طلال وأسرتها من مدينة الموصل شمال العراق قبل ست سنوات بحثا عن مأوى في تركيا، لكن سبعة من أفراد أسرتها بينهم رضيع عمره أسبوع لقوا حتفهم إثر انهيار منزل والديها بسبب الزلزال.
وعندما علمت رحاب أن الزلزال ضرب المنطقة التي يعيش فيها والداها وأفراد آخرون من أسرتها في إقليم أديامان في جنوب شرق تركيا هرعت إلى هناك لكنها لم تجد سوى الدمار.
كما أودى الزلزال بعائلة شعيل مشفخ الكبيسي المكونة من سبعة أفراد بينهم الأب راتب الكبيسي وأولاده وأحفاده.
وتروي رحاب، التي تعيش في إقليم آخر بتركيا، عبر الهاتف “لم أتمكن من العثور على المبنى، فقد سويت المنطقة بأكملها بالأرض”.
وقالت إن سبعة من أفراد أسرتها المكونة من 13 فردا لقوا حتفهم، ولا تزال جثامين والدها وشقيقيها وأربعة من أبناء وبنات إخوتها على الأرض أمام المبنى المنهار.
وأضافت “انتفخت الجثامين… هذا هو اليوم الثالث… لا تزال الجثامين في الشارع… لم ينقلها أحد. إذا لم يدفنوهم هنا، فإننا نرغب في نقلها إلى العراق”.
وفر آلاف اللاجئين من العراق إلى تركيا خلال العمليات العسكرية التي انتهت في تدمير أحياء كاملة في مدينة الموصل.
وقالت رحاب “غادرنا العراق لأننا كنا نبحث عن السلام والأمان. تركنا كارثة هناك (العراق) لنواجه كارثة أخرى هنا… هربنا من الحروب لنموت في زلزال”.
وتجاوزت حصيلة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا الإثنين 16 ألف قتيل، حسب أرقام رسمية نشرت الخميس بينما تتواصل عمليات البحث للعثور على ناجين في أجواء من البرد الشديد.
وقتل 12873 شخصا في تركيا و3162 في سوريا حسب السلطات ومصادر طبية، مما يرفع الحصيلة الإجمالية للضحايا إلى 16035 قتيلا.
وقال الباحث في الكوارث الطبيعية في جامعة “كوليدج اوف لندن” إيلان كيلمان إن الساعات الـ72 الأولى حاسمة للعثور على ناجين إذ يتم إنقاذ أكثر من تسعين بالمئة منهم في هذه المهلة.
وبينما تعمل الحفارات ليلًا نهارًا بلا توقف، يحول الانخفاض الجديد في درجات الحرارة، إلى جحيم الظروف المعيشية للناجين الذين ليس لديهم أي مكان يذهبون إليه.
وفي مدينة غازي عنتاب التركية المنكوبة (جنوب) هبطت درجات الحرارة إلى 5 درجات مئوية دون الصفر في ساعة مبكرة من صباح الخميس.
ويقوم أحد عمال الإغاثة بالحفر للوصول إلى صبي علق تحت الأنقاض في الثامن من شباط 2023 في كهرمان مرعش بتركيا، بعد يومين من وقوع زلزال قوي.
واستقبلت صالات للألعاب الرياضية ومساجد ومدارس ومتاجر ناجين خلال الليل. لكن عدد الأسرّة ضئيل جدا ويمضي آلاف الأشخاص لياليهم داخل سيارات أو في ملاجئ مؤقتة.
وقال أحمد حسين الأب لخمسة أولاد إن “أطفالنا تجمدوا”. وقد اضطر لبناء ملجأ بالقرب من منزله المدمر في غازي عنتاب القريبة من مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات وضرب المنطقة الإثنين.
وأضاف “كان علينا إحراق مقاعد الحديقة وحتى بعض ألبسة الأطفال إذ لم يكن هناك شيء آخر”. وأضاف بتأثر “كان بإمكانهم منحنا خيامًا على الأقل”، في إشارة إلى السلطات التركية.
وفي مواجهة الانتقادات، اعترف الرئيس رجب طيب أردوغان أثناء تفقده المنطقة بوجود ثغرات. وقال “بالطبع هناك أوجه قصور والاستعداد لكارثة من هذا النوع أمر مستحيل”.
وفي مرآب المستشفى الرئيسي في أنطاكية تمر رانيا زعبوبي بين الجثث الممددة على الأسفلت. وفي الظلام والبرد، تفتح أكياس الجثث الواحد تلو الآخر بحثا عن عمها الذي فُقد في الزلزال القوي. وقالت بصوت مضطرب “وجدنا عمتي لكن ليس عمي”.
وفقدت هذه اللاجئة السورية ذات الحجاب الأسود ثمانية من أفراد عائلتها في هذه المأساة.
ويقوم ناجون آخرون بفحص الجثث المصفوفة، ويبدو أحيانا أنهم على وشك أن يغمى عليهم.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد الذين تضرروا بالزلزال قد يبلغ 23 مليون شخص، بما في ذلك في سوريا، بينهم نحو خمسة ملايين في وضع هش.
وفي سوريا، بلغت حصيلة الضحايا حتى الآن 3162 قتيلا حسب السلطات السورية ورجال الإنقاذ في مناطق المعارضة.
وفي المناطق التي تأخر وصول المساعدات إليها، يشعر الناجون بأنهم مهملون. في جنديرس الواقعة في منطقة تسيطر عليها فصائل المعارضة في سوريا “حتى المباني التي لم يؤد الزلزال إلى انهيارها أصيبت بأضرار بالغة”، على حد قول حسن أحد السكان، الذي طلب عدم ذكر اسم عائلته.
وأضاف أن “هناك بين 400 و500 شخص عالقون تحت كل مبنى منهار يحاول عشرة أشخاص فقط إخراجهم ولا تتوفر آليات”.
وفي قرية بسنايا على الحدود مع تركيا، يزيل مالك إبراهيم الأنقاض بلا كلل بحثًا عن ثلاثين من أفراد عائلته عالقين تحت الأنقاض. وقد تم انتشال عشر جثث حتى الآن.
وقال هذا الرجل البالغ من العمر 40 عاما “هناك عشرون شخصًا عالقين تحت الأنقاض. ليست هناك كلمات تكفي.. إنها كارثة. ذكرياتنا دفنت معهم”.
وأضاف “نحن شعب منكوب بكل معنى الكلمة”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى