أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

هيئة علماء المسلمين تحذر من الإغلاق القسري لمخيمات المهجرين من دون توفير البدائل

قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين: 2.5 مليون عراقي عائد من المخيمات يعيشون في حالة نزوح شبه دائم ونصفهم بلا مأوى.

عمان- الرافدين
أكد قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين في العراق على أن وزارة الهجرة في حكومة بغداد لا تعترف بمسؤوليتها تجاه النازحين، في ظل سعي السلطات إلى فرض الإغلاق القسري على المخيّمات دون توفير بدائل معتبرة.
وأشار إلى أن محافظة نينوى تشهد هجرة عكسية بسبب سيطرة ميليشيات الحشد واستمرار افتعالها عمليات أو أحداثا أمنية لتبرير بقائها، وأبرز تلك الميليشيات هي كتائب حزب الله والعصائب وكتائب الإمام علي، إضافة إلى حشد الشبك، وبابليون.
وقامت وزارة الهجرة والمهجرين بإغلاق مخيمات في مدينة العامرية وطرد 220 عائلة من ناحية جرف الصخر ولا تستطيع هذه العائلات العودة إلى ديارهم بسبب سيطرة الميليشيات على مناطقهم.
وذكر قسم حقوق الإنسان في الهيئة في تقرير خاص صدر الاثنين، بعد دعوة الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد لإنهاء ملف النازحين بأسرع وقت ممكن “تأتي دعوة الرئيس الحالي في سياق النهج الحكومي المعلن في العراق ومنذ 2020، عندما بدأت السلطات المعنية حملة واسعة لإنهاء ملف النزوح في البلاد، عبر إغلاق غير مدروس لمخيمات النزوح ومن دون تهيئة لأسباب عيش النازحين العائدين قسرًا إلى مناطقهم، التي لا تزال مدمرة على الرغم من مرور سنين عديدة على استعادتها من تنظيم الدولة، والتي لم تتخذ الجهات الحكومية فيها أي خطوات ملموسة باتجاه إعادة إعمار بنيتها التحتية وتأهيل مرافقها العامة وتوفير الخدمات الأساسية، وقد تم إغلاق معظم المخيمات في كل المحافظات العراقية، باستثناء محافظات كردستان، وسط استمرار غياب الحلول الناجعة لقضية النازحين وضمان عودتهم الكريمة إلى ديارهم، التي تبدو وفق المعطيات أنها حلم بعيد المنال.”
وأضاف التقرير “رغم توقف أعمال العنف في المحافظات المنكوبة منذ سنين، ما تزال القوات الحكومية والميليشيات الولائية تمنع أهالي تلك المحافظات من الرجوع لمنازلهم بحجج عدة، ودخلت أزمة النزوح الكبرى الشتاء التاسع وسط تواصل الإهمال الرسمي وتراجع الجهد الإغاثي، وما يزال نحو مليون و300 ألف نازح يعيشون أوضاعا مأساوية صعبة في المخيمات. ورصد قسم حقوق الانسان في هيئة علماء المسلمين خلال 2022 وفاة ثمانية أطفال في تلك المخيمات من شدة البرد والجوع.
ويوجد في العراق أكثر من 400 موقع غير رسمي تضم أكثـر من 14 ألف عائلة نازحة غير مسجلة. كما يوجد 2.5 مليون عراقي عائد من المخيمات لا يزالون يعيشون في حالة نزوح شبه دائم وباتوا بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة، نصفهم لا يجدون مأوى لهم، وهذا ما أكدته منظمة الهجرة الدولية.
ويظل الاستخفاف الرسمي بهذه القضية الإنسانية سيد الموقف، فمن جراء الحملة الواسعة لإعادة المهجرين قسرًا، ينتشر حاليًا نحو 200 ألف نازح في مخيمات عشوائية موزعة في عموم العراق، حيث لا تعترف وزارة الهجرة والمهجرين بمسؤوليتها تجاههم، ويقتصر الاهتمام الحكومي ذو الخلفيات الطائفية على تقديم الخدمات العامة في مناطق بعينها لا يتجاوز عدد سكانها 1 بالمائة من أعداد النازحين من المحافظات المنكوبة.
ويعيش النازحون العراقيون للعام التاسع على التوالي في المخيمات، والذين تزيد أعدادهم على مليون وثلاثمائة ألف شخص، في ظروف إنسانية صعبة للغاية، ومع كل شتاء تتجدد معاناتهم وهم يواجهون مخاطر البرد القارس وهطول الأمطار وتشكل السيول والفيضانات، خاصة أن أغلب هذه المخيمات بعيدة عن المدن وتقع في مناطق تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل كبير، فضلاً عن وجود خيم متهالكة لا تقي ساكنيها من البرد الشديد، يزاد على ذلك النقص الحاد في الغذاء والدواء والوقود ومستلزمات ضرورية أخرى، وسط انتشار الأمراض والأوبئة.
وكشفت منظمة الهجرة الدولية، أن نسبة كبيرة من النازحين يمتلكون بيوتا في مناطق سكانهم، لكن تعرض بيوتهم لأضرار بنسب متفاوتة من جراء القصف يحول دون عودتهم إلى مناطقهم الأصلية.
وذكر تقرير للمنظمة بشأن النازحين في العراق، أن العائلات النازحة والعائدة تكون معرضة لمصاعب جمة وتواجه تحديات كبيرة ولا يمكنها تحقيق حلول مستدامة للمشاكل التي تواجهها.
وتفتقر مخيمات النازحين بشدة إلى الخدمات الأساسية، حيث انقطعت عنهم المساعدة الدولية، التي كانت تقدمها 13 دولة، ووفقًا لاستطلاع رأي أجرته وكالة صحفية محلية في تشرين الاول 2022؛ فقد أعرب تسعون بالمائة من سكان المخيمات عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم، حيث يواجهون في المخيمات تحديات كثيرة مثل شح الغذاء والتدفئة المتدهورة ومشاكل الصرف الصحي والمخاطر المستمرة الناجمة عن حرائق الخيام المتكررة.
ويعيش مئات آلاف النازحين ظروفاً قاسية في مخيمات النزوح، وسط غياب المساعدات الحكومية لهم، وندرة فرص العمل المتاحة لهم، ما دفع الأسر النازحة إلى تقليل عدد وجبات الطعام وتناول كميات أقل بعد نفاذ مدخراتهم، فيما يكافحون لتلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية وحماية أطفالهم من موجة البرد الشديدة بعد الأمطار التي أغرقت مخيماتهم الشهر الماضي. وكذلك الحال بالنسبة للنازحين العائدين الذين بات أغلبهم يسكنون في تجمعات عشوائية وهياكل قيد الإنشاء وهي باردة جداً ولا تصلح للسكن، وسببت لهم أمراضاً مختلفة كنزلات البرد الشديدة والتهابات المفاصل، خاصةً بالنسبة للأطفال.
وإلى جانب تدهور الوضع الإنساني للنازحين والعائدين في العراق، تضطر معظم العائلات النازحة إلى التنقل عدة مرات وتغيير محل سكنها داخل محافظات كردستان من جراء نقص الموارد المحدودة أصلاً في المجتمعات المضيفة، وهم الآن يواجهون الجوع والتشرد بسبب صعوبات العثور على عمل.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى